الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

الرجل الذي عاشر زوجته بجواز سفر عادي !!

[ad_1]

عقيد شرطة (م) عباس فوراوي

في العام 1994م كنت رئيساً لشرطة كرري (الثورات)، وأنا في رتبة العقيد شرطة، حضرت مبكراً صباح جمعة ما لزيارة قسم الشرطة، فوجدت حراسة المنتظرين مكتظة بالمشتبه بهم وبهنَّ جراء أفعال ليالي الخميس زمانئذٍ، أثناء تفقدي الأحوال أخطرني الرقيب المناوب بأن ثمة فتاة ثلاثينية تم احضارها عند الواحدة صباحاً وبصحبتها رجل، بعد أن تم ضبطهما وهما عاريان تماماً داخل منزل بالحارة (…) بواسطة الملازم أول “م” ورهط من اللجنة الشعبية بالحي.. أين الرجل!!؟.. داخل الحراسة!؟ أين الفتاة!؟ داخل مكتب الضباط!؟ ولماذا داخل مكتب الضباط!!؟ الفتاة شبه عارية، إلا من قميص نوم و(فِرْكَةٍ قرمصيص) تغطي بعض عورتها! وأين ملابسها!؟ الملازم أول “م” قال يحتفظوا بملابسها في مخزن المعروضات عشان المحكمة!! لا حول ولا قوة الا بالله!!! اصطحبته لتحري أمرها فسبقني أنفي (متكرفاً) روائح الخمرة والدلكة، وبعدها لحظت الفتاة، وهي تحاول عبثاً لملمة فركتها القصيرة المُتعَبة بحثاً عن سترة، ولَّيت راجعاً ووجهت الرقيب المناوب بتسليمها ملابسها كاملة لترتديها، ومن ثم إحضارها لمقابلتي بالمكتب برفقة الرجل، الذي تم ضبطه معها وهما على متن سرير واحد!!. تم احضار الرجل والفتاة وهما على قدر من الصحة والمنعة، وتبدو عليهما آثار الدعة والنعمة، كانا متألمان ومتأثران للموقف المحرج الذي أوقعهما فيه القدر.. باغتُّه بالسؤال، يا زول الحاصل شنو!؟ بت الناس دي بتعرفها من وين وجبتها من وين!؟ كانت الفتاة وقتها مطرقة على الأرض خجلة وهي تجهش بالبكاء.. قال لي بكل ثقة: دي زوجتي يا سعادتك! زوجتك كيف يا رجل؟ زوجتي على كتاب الله وسنة رسوله!! وبعدها أخرج من جيبه جواز سفره وعليه إقامة بالمملكة العربية السعودية، ومعه نفس المرأة مرفقة صورتها بجواز السفر، ومرفق معهما طفل ذكر وطفلة أنثى، هما أبناؤهما بالاسم والصورة.. المهنة زوجة!! دا كلام شنو دا!!؟ طيب جابوكم هنا كيف!؟ قال لي: والله يا جنابو أنا ذاتي مستغرب!! الحقيقة أنا من سكان بري الدرايسة، ومقيم بالسعودية، وزوجتي دي ليها فترة مع أهلها هنا، وأنا جيت في إجازة، وبيت أهلها في بُرِّي ضيق ومليان ضيوف، اقترح عليَّ صديقي “حسن” والذي قدر موقفي الاجتماعي أن أستعين بمنزلهم بالثورة ليلاً، لمباشرة حياتي الزوجية المعلومة، وبالنهار أرجع لأطفالي في البيت الكبير، حتى تنتهي إجازتي… وبعدين!؟ البارحة منتصف الليل داهمتني قوة من الشرطة واللجنة الشعبية وقفزوا من فوق الحائط، وجدوني وزوجتي كما خلقنا الله على سرير واحد، فاعتدوا علينا وضربونا وخفرونا ضيوفاً بحراستكم، بالرغم من محاولاتي عبثاً اقناعهم بأنها زوجتي. بالخلعة كابست جلابيتي، وسروالي ذاتو لبسته أقلب… عرضت عليهم جواز سفري وإقامتي وصورة زوجتي داخل جوازي كإثبات، وحاولت اقناع الضابط ولكنه صفعني وسألني وين قسيمة الزواج؟.. طلبت منهم امهالي وارسال شرطي معي لاحضار القسيمة، ولكنهم رفضوا وأركبونا في بوكس كاشف وزوجتي شبه عارية، ولم نسلم من الاساءات البذيئة والتهديد!! المهم دا الحصل بكل أسف..!!

لم يكن أمامي شيء سوى الاعتذار بشدة لهذا الرجل ولزوجته، وعلى الفور وجهت باتخاذ اجراءات منفصلة وفتح يومية تحري عاجلة، وارفاق جواز السفر كإثبات، ورفع الأمر لمولانا المغربي وكيل النيابة، مع التوصية بشطب البلاغ، واطلاق سراح الزوج وزوجته فوراً..

تم الأمر، فقمنا بتوصيلهما بعربة الشرطة الى نفس المنزل الذي شهد الحادثة، حتى يعلم الجيران وأهل الحي حقيقة الأمر قبل صلاة الجمعة، وأيضاً تم توصيلهما الى منزلهما الكبير ببري الدرايسة، ولسانهما يلهج بالشكر لله على الأوبة الآمنة، ولملمة الموضوع بحكمة… فوجئنا في اليوم التالي بالرجل يحضر لرئاسة القسم وبصحبته أربعة لساتك جديدة، وبطارية لعربتنا شبه الملجنة، والتي أوصلتهم بعد أن (ضربت) إطارين في الطريق وتم (دفرها) عدة مرات لتلف البطارية وكل ذلك بجانب ثلاثة (باكتات) ورق فلسكاب للتحري كهدية لقسم الشرطة الفقير!!! أما ضابطنا الهمام الذي أساء تقدير الموقف فهو الآن برتبة العميد شرطة، وقبل التمكين الانقاذي الذي أتى به، كان برتبة الرقيب (كاتب) بالقوات المسلحة..

بالطبع أصدرنا توجيهاتنا اللازمة القائلة بعدم قبول أو تدوين أي بلاغ من قبل جماعة اللجان الشعبية، والشرطة الشعبية بخصوص بلاغات أمن المجتمع وبالأخص ليلاً، إلا بعد موافقة رئيس القسم شخصياً. توقفت هذه المهازل فوراً، ولكن الضربة القاصمة أتتنا عاجلاً من السيدين الوزير العقيد عبدالرحيم محمد حسين، والمدير العام الفريق حسن أحمد صديق، فقد تم استدعائي لمكتب الوزير ومن ثم تقريعي بسبب شكوى وردت إليهما من معقل الكيزان المشهور بالحارة التاسعة، بعدم تعاوني مع ناس) اللجان في بلاغات ضبط المجتمع !!!.

تم نقلي الى ولاية غرب الاستوائية بعد أن تم تدوين اسمي ورتبتي بقلم (Bic) ، بعد آخر ملازم تم نقله في كشوفات مارس 1994م، نفذت النقل ولم أعد للسودان إلا على آلة الصالح العام الحدباء محمول داخل طائرة كارقو في 30/10/1996، حيث لا بواكي ولا يحزنون …

فيا ترى أين زول بري الدرايسة الذي عاشر زوجته متكئاً على جواز سفر ممضي بواسطة وزير الداخلية نفسه (عبدالرحيم م حسين) وبه تنويه يقول (يرجى تقديم المساعدة اللازمة لحامله) فهل يا ترى قدم الملازم قائد الكشة المساعدة لحامله أو حاملته!!!؟ ليس بعد .

 

[ad_2]

Source link

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)