الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

المحطة الأخيرة.. الانتقالية محكمة للتاريخ

[ad_1]

(صفحة جديدة في دفتر قديم).. هذا عنوان لمقال لأستاذنا عبد اللطيف البوني، واستمر في مقاله: (قال لافروف القمح رااااقد والفيتو في مجلس الأمن قااااااعد بس انتو خلونا نواصل في القاعدة البديناها مع البشير في البحر الأحمر.. أما المبعوثون الستة واضانهم مع لافروف قالوا نحن مع الاطاري للطيش، لكننا برضو مع الحوار الشامل المفضي الى اتفاق شامل.. يا (جماعة) قدموا مصلحة بلدكم (تخيلوا الخواجات يقولوا للسودانيين كده).. الي آخر المقال.. انتهى ما نشره استاذنا البوني. وما أود الاشارة اليه أن صفحة السودان عند الغربيين هي نفسها أرض ذات موارد يجب استغلالها.
المشهد ما هو إلا صراع دولى (لتقويض الهيمنة الأمريكية) بين مجموعتين، مجموعة الصين وحلفائها وأخرى بين امريكا وحلفائها، وتستفيد الصين من الخلل التنموى الذى تفرضه الدول الغربية، حيث أشار مؤتمر دافوس في تقريره الى أن الوضع الاقتصادي الجديد الناتج عن الاختلاف المتزايد بين البلدان الغنية والفقيرة هو أول تراجع للبشرية منذ عقود، وهو ما يتطلب توازناً من الحكومات بين حماية شريحة واسعة من المواطنين من أزمة تكلفة المعيشة دون تضمين التضخم وتلبية تكاليف خدمة الديون، حيث تتعرض الإيرادات لضغوط من الانكماش الاقتصادي والانتقال العاجل إلى بيئة جيوسياسية مستقرة، ويتناول التقرير مجموعة مخاطر (تبدو جديدة تماماً وبشكل مخيف) مع بداية عام 2023م… هذا باختصار ما حمله تقرير دافوس المنعقد في ١٥ يناير ٢٠٢٣م أي قبل ٢٥ يوماً، بمعنى مسافة ما صدقوا نثرية السفر ووصلوا الخرطوم، ولاحظوا جملة (الترتيب الجيوسياسي).
الأقمار الاصطناعية ومكانة السودان
جاء المبعوثون أيضاً نتيجة قياس مغناطيسية أعماق أرض السودان، لأن المجال المغناطيسي الذي تم التقاطه عن أرض السودان أظهر العجب، وأكدتها تقنيات الأقمار الاصطناعية.. لذلك كان حتمية الستة والمضي في علاقات اقتصادية، وبالتأكيد سياسية مع السودان تعود بالفائدة على شعوبهم.. أنه الاقتصاد يا سادة ولا شيء غير الاقتصاد.
المشهد يتعقد
ما يحدث الآن هو الإفلاس الذي يحدث نتيجة الإنفاق المفرط على بنود غير ذات عوائد اقتصادية، ومن اعتماد ميزانيات الطوارئ لتسيير الأعمال في غياب التوجهات الاستراتيجية والمرحلية للاقتصاد القومي، مع استمرار تسوية عجز الموازنة والميزان الجاري باستخدام مساعدات أو ديون، فلن يكون أمام أية حكومة أياً كانت خلفياتها أن تقف أمام العجز مع كامل التقدير لاتفاقية السلام.
حالة توهان
لا تريد النخبة السياسية في السودان الاعتراف بعمق الأزمة في منظومة حكمها، بل تصر على خطاب يعبّر عن (نرجسية سياسية)، ولا تريد الاعتراف بأنها جزء أساسي من الأزمة ولا يمكن أن تكون جزءاً من الحل، وهنا أنا أقصد الجميع بمعنى الكلمة، وهي لا تستطيع تفسير زيارة الستة الا من باب أن المجتمع الدولي لا يريد الإسلاميين، ولا يدرك أصحاب هذه القوى تماماً أن تفكيرهم بالمصالح وتآمر بعضهم على الآخر، لا يمكن أن ينتج حلولاً حقيقية وجدية لتجاوز حالة التدهور التي وصلت إليها منظومتهم، وهم لا يدرون ان جاء الطوفان فجميعهم الى مزبلة التاريخ، وسيتعامل المبعوثون مع أي واقع… أنه الاقتصاد يا سادة.
الفشل ضد مصالح أمريكا وحلفائها
فشلت الدولة نتيجةً لِتفاعل الصراعات الداخلية مع تدخلات إقليمية ودولية، وبسبب هشاشة النظام السياسي الذي بقي طوال السنوات الماضية أسير الانقسام والتشرذم والضعف والاختراق، ومن ثمَّ وصلنا إلى مرحلة إفلاسٍ مزمن في شعارات ومبادرات الطبقة السياسية التي تسعى إلى تجاوز تداعيات الفشل وانعدام مشروعية منظومة الحكم، وعجزها عن تصحيح بُنية الدولة وعلاقتها مع الجمهور وتنظيماته المدنية.. فلن تكون هناك حلول إلا عبر علاقة بالجمهور.. حتى لو ظن المبعوثون الـ (٦) وجاء بعدهم (٦٠) لا علاقة ناجحة ولا مصالح يمكن تحقيقها في بنية ضعيفة، وبهذه الطريقة ستكون الصين هي المستفيدة، لانه ببساطة عندما تنهار الدولة ستظل احتياجات السودان الى المنتجات الصينية البسيطة التى لا يوفرها الغرب، ولذلك استقرار السودان في مصلحة الغرب وقليل للصين والعكس صحيح.
أمريكا يجب أن تستوعب
ببساطة شديدة يفشل النظام السياسي في القيام بوظائفه عندما تفشل شرعيته السياسية في أن تكون هي الشكل الروحي لِلسيطرة، ويتحول الى مظهر معنوي لِلإكراه والقبول بما هو آتٍ من بعيد، وبذلك يفقد الأساس الضامن لما سماه فلاسفة السياسة (الدولة المنسجمة)، أي الدولة التي يسود فيها الاعتراف بحق الاختلاف، واحترام خيار الناس في شكل القيادة التي تسيسهم، ويتم حل الخلافات فيها بقوة الإقناع والمنطق… وهذا هو الخطأ الذى تقع فيه الدول الغربية دائماً وهي لا تدري أنها بهذا الفعل ضد مصالحها.
هواجس المبعوثين
التأسيس الخاطئ لا يمكن أن تكون مخرجاته صحيحة، فالنظام السياسي الذي يسعى له المبعوثون الـ (٦) جاء وفقاً لهواجس الماضي (الخوف من ظهور قوى لا يمكن تحقيق مصالح مشتركة معها لدولهم) دون استحضارها لِتجاوز الأخطاء التي وقعت فيها دولهم الغربية السابقة بشأن علاقتها مع المجتمع في مختلف دول العالم، وليست بالبعيدة علاقة فرنسا مع دول شمال وشرق إفريقيا.
وأصبح العامة يفهمون أن الحراك الذي يحدث الآن ما هو إلا تأسيس لمشروع لتقاسم السلطة بين زعماء المكونات وليس نظاماً يؤسس لِعلاقة صحيّة بين الدولة والمجتمع، وبدلاً من أن يكون نظامنا السياسي قائماً على أسس شرعية قانونية وسياسية، أصبح يرتكز على أعرافٍ سياسية أسستها المنظومة الحاكمة تعويضاً لِلشرعية الضائعة، لذلك عجز الحراك السياسي عن احتواء صراعاته الداخلية.. وبات عاجزاً تماماً عن احتواء الصراع والتنافس بين القوى السياسية والاجتماعية الفاعلة والمؤثرة في المجال العام.
وأسوأ ما في هذا النظام السياسي والمنظومة الحاكمة، هو عجزها عن إنتاج مواطنين وتأسيس قاعدة نفسيّة مِن الرضاء العام، وعجزها عن تثبيت ركائز الإجماع الوطني الذي يتحقق مِن خلال الثقة بالنظام الذي يربط المجتمع بالدولة، وانتقال عدوى عدم الثقة والارتياب بين الفرقاء السياسيين إلى المجتمع، ولن تنجح إلا مسخ وحولت المواطنة إلى زبائنية لهذا الزعيم أو ذاك السياسي، وقسمته على أسس مكوناتية تتاجر فيها عندما تريد تقاسم مغانم السلطة، ونحن الآن ننتقل مِن فشلٍ إلى آخر، والمعضلة الكبرى تكمن في حالة النكران التي تعيشها الطبقة السياسية لعمق الأزمة التي وصل إليها المجتمع.
خلايا الفشل والعجز انتشرت في جميع مفاصل الدولة كانتشار خلايا مرض السرطان في جسم مريض، وبات الموضوع أكبر من تشكيل حكومة أو اختيار شخصياتها.
اتفاق منفس
عدم الثقة بين الفرقاء السياسيين لا يمكن أن ينتج حكومة قادرة على الارتباط المباشر بالجمهور، وإنما ستكون حكومة تستمد شرعيتها من اتفاق زعامات سياسية تجمعها فكرة تمرير حكومة لأهداف متعارضة وليس مشروعاً سياسياً لتجاوز أزمة.
أعلم أنك تعلم
يا عزيزي البرهان أعلم أنك تعلم، ولكن الذكرى تنفع المؤمنين، وأهل أقاليم الشرق والغرب والشمال الآن يعتقدون أنَّ مشاركتهم في الحكومة تجري وفق اشتراطات تمنحهم القرار وأكبر من تقاسم المناصب، مثل الاتفاق على تصدير نفط الإقليم ومنح المشروعية لعقود التراخيص أو المشروعات الزراعية الكبرى واستخراج السيليكا وغيرها من خيرات هذا البلد.
الجيش أمام مشهد
كل يوم سيكون الجيش أمام المشهد الأكثر تعقيداً، كونه يعمل في بيئة متناقضة المصالح والغايات، فهو أمام تحدٍ تقديم منجز لمناطق الوسط والشرق والشمال مع اتفاق جوبا والمبعوثين الـ (٦)، وبين رغبات تقاسم المغانم في السلطة والخوف مِن الحراك الجماهيري الذي ستقوده هذه المرة حالة العجز التام الذي أصاب الأسر والشباب.
فرضية الفشل لا تحتاج إلى الكثير من الدلالات حتى تثبت صحتها، بل يمكن الاستدلال على تفكير الزعامات السياسية التي مازالت تعتقد أن المرحلة التي يعيشها النظام تحتاج إلى مرحلة انتقالية، فهذا المأزق في التفكير خير دليل على أنهم لا يملكون حلولاً جدية، وإنما يريدون بقاء الوضع على ما هو عليه وفق مبدأ غير مبادئ المرحلة الانتقالية.
حندفع حندفع
يدفع السودانيون ثمن حماقات من يتشاكسون بشرعيات ورمزيات وهمية، مرة يكون عنوانها شرعية ثورية، وأخرى تدعي استمداد شرعيتها من معارضة النظام الدكتاتوري، وثالثة تريد فرض نفسها بعنوان شرعية حمل السلاح وستكون من ضمن الدافعين وللكرسي سكرات.
واليوم ينتظر السودانيون الحلقة الأخيرة من مسلسل (فشل النظام السياسي) في القيام بوظائفه، بعد أن فقد ارتباطه بمصلحة المجتمع العليا، وبات يرتبط بمصالح الزعامات السياسية ومافيات تعتاش بطريقة طفيلية على موارد الدولة، وفشل الطبقة السياسية في إنتاج منظومة حكم قادرة على التوازن بين الاحتياجات.
ختاماً.. الكباشي
أراح الناس وأراح جنوده ولو قليلاً، وظل كعادته واضح الرؤية والأهداف، ولكن فليعلم الجميع أن العامة تنتظر فعلاً موضوعياً مع مشروع إعادة بناء الدولة.. والا سيفوتكم القطار… فعندما يصرح وزير الاقتصاد بأن على الشعب الصبر ودفع الضرائب، اعلم عزيزى كباشي أننا قد وصلنا المحطة الأخيرة في انتظار اللحظة.

المصدر من هنا

[ad_2]

Source link

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)