الجيش لن يمرر اتفاقيات سرية.. الانتقالية محكمة للتاريخ
[ad_1]
الجيش اجرى التغيير وفق قناعة
تطوير العلاقات الدولية وتغيير التفاعلات والصورة النمطية أو الكلاسيكية التي كان ينظر بها للفاعلين الدوليين في العقود الماضية لفترة حكم البشير إلى نمط تعاوني للعلاقات بين الفاعلين الدوليين أو الغربيين (مثل تقديم العون والمساعدات الاقتصادية والعسكرية)
رأي الجيش
السيد القائد العام قدم خطاباً مباشراً أمام العامة، وهو حديث رسمي وشكل من أشكال (فن الإقناع) أراد أن ينجز ويرسل عبره رسالة يهزم بها نخب السفارات بدوافع العامة لأنهم يمتلكون قوة المنطق المحمل بالأفكار، وهزم النخب لأنهم فقدوا القاعدة العقلية والثقافية لفهم الخطاب والرؤية النقدية، فالأمور مختلطة ومتداخلة عندهم، فلا يفرقون بين ما يكون اصيلاً وما يكون ترفاً في المجتمع السوداني، وبين العقل والعاطفة عند الشعب السوداني وبين الرؤى الفكرية وأحاديث المجالس والمقاهي والسفارات، قد اثبتت التجربة ان الجيش لن يستطيع ان يمرر اية اتفاقيات (سرية) في الادراج بغض النظر عمن وقعها، والافراد الذين وقعوا يبدو انهم لا يعرفون تأثير المؤسسة العسكرية ونفوذها.
مبررات المقربين
1ــ ان الحياة السياسية المتهالكة التى عجزت عن تقديم رؤية برنامج عمل للفترة الانتقالية هى صنيعة البشير.
2ــ فقدان المؤسسة العسكرية سيطرتها على المكونات والتنظيمات العسكرية التى لا تتبع للجيش بصورة مباشرة صنيعة البشير.
3ــ تجاهل البشير نصيحة العسكريين المحترفين.
رغم المبررات
لطالما تفاخر المخلوع الراحل علي عبد الله صالح بالرقص على رؤوس الثعابين، إلا أن الاقدار وضعت نهاية مأساوية لهذا الرقص، ففي ضواحي صنعاء رقص الحوثيون الرقصة الأخيرة على جثته بعد تصفيته بطريقة بشعة للغاية، ورقص صالح على رؤوس اليمنيين كثيراً، ورقص فوق جراحهم وآلامهم وتطلعاتهم وأفراحهم وضحكاتهم وأحزانهم ودموعهم، ثم وصفهم بالأفاعي، وابتسم وهو يرددها أكثر من مرة خلال فترة حكمه وحتى خلعه ومقتله، ومارس صالح لعبته المفضلة في الرقص على رؤوس الأفاعي، تحالف مع الاشتراكيين، ثم انقلب عليهم، وتحالف مع الإصلاحيين نكاية بهم، ثم ما لبث أن انقلب على الإصلاحيين، وفتح المجال لميليشيا جديدة للدخول إلى المشهد، وخاض معهم حروباً لم تزدهم إلا قوةً وتمكيناً، في معركة بدت وكأنها مناورات أقرب منها للحرب.
واختار صالح نهايته بنفسه، ورسمها منذ وقت مبكر، يوم أعلن تحالفه مع عصابات دموية لا تؤمن بالعمل السياسي بقدر ما تؤمن بلغة القوة والسلاح، عصابة مجردة من القيم والأخلاق لا تلتزم بعهد أو ميثاق منذ أول يوم تأسست فيه، وكان صالح يعلم ذلك جيداً، لكنه قرر الرقص معهم في مسرح الخيانة، فكان عدلاً أن يذوق بعض ما أذاقه الناس طيلة سنوات وسنوات، رحل صالح غير مأسوف عليه، لكن رحيله ترك أسئلة حتمية تدور في أذهان الجميع: ماذا لو أن صالح رضي بالعيش مخلوعاً بعيداً عن قذارات السياسة والرقص على رؤوس الأفاعي؟ وحكينا القصة دي ليه.. ليعرف من هم مقربون من البرهان ان المبررات لا تمنع المسؤولية.
تفادي التصعيد المدمر
لا يشكل الحشد الجماهيري للامن القومى السودانى حلاً ولا للأزمة الاقتصادية والاجتماعية والبنيوية للنظام السياسي الذي يحكم البلاد منذ ابريل ٢٠١٩، بل على العكس تماماً، يشكل تأزيماً مضاعفاً للوضع الاجتماعي والسياسي، وسبباً في اندلاع الحروب في غياب برامج وحلول لحل الأزمة، وليس لإدارتها واللعب على مشاعر المواطنين ودغدغة عواطفهم بخطابات هم غير معنين بها غير اشارة واضحة وهى الانتظار أربع سنوات وعجز، فالحلول مكانها القرار وهي قرارات يجب أن تتخذ، فلا أعتقد ان السودانيين سينسون الذى يخطب فوق جراحهم وآلامهم واحزانهم ودموعهم.
كما تنذر بدخول السودان في نفق مظلم يجهز على المكتسبات ويهدد التعايش السلمي بين الأفراد والجماعات التي الى هذه اللحظة تتعايش مع بعضها البعض، ويعكس هذا الوضع أعطاب متخذ القرار، كما يتضح أن البديل الموضوعي هو القرار، وإنقاذ ما تبقى من البلاد من الدمار الجزئي أو الشامل الذي قد يعصف بالوجود الإنساني الذي يتمتع به السودان منذ عقود.
الصبر يتجاوز حدود التحمل
وكانت الرسالة واضحة، وكان الخطاب عاماً يناسب جميع فئات المجتمع باختلاف ثقافاتهم وأعمارهم، فخطاب البرهان هو خطاب الجيش فكان واضحاً ومفهوماً وقريباً من العقول ومحبباً إلى القلوب وخالياً من التحذلق في الكلام والتكلف في العبارة، فسارت عبارته مسير الشمس، إلا أصحاب القلوب المغلفة بالباطل الذي منع الحق أن يصل إليها.
وأثبت الجيش أنه أكبر مؤسسة اجتماعية اعتمدت على المفاهيم الوظيفية للمؤسسة العسكرية (كمنظَّمة اجتماعية) باعتبار ان النسق المركب والوحدة التظيمية مكنتها من إنجاز جزء من الهدف أو الغاية التي تسعى المؤسَّسة لتحقيقها، وتمكن من تطوير تجربة فريدة في مكافحة الخلل فى الفترة الانتقالية عن طريق تطوير مقاربة وطنية مُتكاملة ومتعددة الأبعاد يمكن اعتبارها تطوراً مستحسناً ودليل يقظة استراتيجية لجهود كبيرة لأفراد وضابط المؤسسة العسكرية، ولكن.. فلتعلم المؤسسة العسكرية وكل مؤسسات الامن القومى ان الصبر قد وصل درجة بعيدة قد لا تشعرون بها.
وبدأت فعلياً ظواهر الانهيار الاقتصادي شواهد واسعة من الظروف الاقتصادية السيئة، من كساد حاد وطويل الأمد مع معدلات إفلاس عالية وبطالة عالية، إلى انهيار في التجارة العادية بسبب التضخم المفرط، وارتفاع حاد في معدل الوفيات، وبات السودان هذه الأيام على موعد مع أسوأ أزمة ركود اقتصادي وحالة ركود شديدة في الأسواق أدت إلى حدوث زيادات كبيرة في معدلات الفقر والبطالة.
لا تنتظروا من هو خارج الحدود
وتظهر أزمة العقل عند بعض الاخوة الاشقاء، وبشكل واضح في شكل التعاطي مع الأزمة السودانية ما قبل ابريل م٢٠١٩م واستمرت بعده، وعن عجزه في إطار حفظ المصالح المشتركة وغابت عنهم أن مصالح الشعبين ستمتد لسنين عددا، وهذا العجز أبان عن ضعف كبير في الفهم العميق.
وتميل معظم القراءات بشكل أساسي للتدخل الأميركي في المنطقة، وأن هذه الخطوة ناجمة عن التدخل الأميركي في شؤون المنطقة، والازمة الخليجية كانت (ترامب سبب ومسبِّب الأزمة)، ومبكراً ربطت التحليلات بين زيارة ترامب إلى السعودية والأزمة، ورجحت أن يكون الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعطى الضوء الأخضر للبدء بخطوات ضد قطر، وتأكد هذا الربط عقب نشره تغريدة على حسابه الرسمي على موقع (تويتر) معلّقاً فيها على الأزمة القطرية ــ الخليجية، ولكن دارت الايام وعادت العلاقات تدريجياً الى طبيعتها، واكتشف الاخوة أن التدخلات الامريكية تعطل التعايش السلمى وتؤثر في اقتصاديات بلدانهم وبالامكان أفضل مما كان.. فلذلك لا تنتظروا حلولاً من الخارج.
لا تنتظروا اوروبا
تبعية الاتحاد الأوروبي للقوة الناعمة لمنظمات المجتمع المدني في اوروبا وامريكا، فأوروبا كانت مطالبة بلعب دور التوازنات بين أمريكا وروسيا والتصرف كتكتل قاري يحفظ السلم والأمن ليس لأوروبا فقط ولكن للعالم أيضاً، وذلك بالتصرف كقطب يدافع عن مصالح أوروبا باستقلالية.
أما وقد كرست تبعيتها للقرار الأمريكي، فذلك زاد تعقيد الصراع واحتدامه، مع العلم بأن روسيا ليست وحدها في معادلة الصراع مع الغرب، وأن هناك تقارباً على أرضية المصالح الاقتصادية والاستراتيجية مع الصين، مما أدى إلى بلورة أقطاب اقتصادية وجيوسياسية تقتضي التفاوض والحوار الدبلوماسي لإعادة ترتيب وتشكيل الوضع الدولي على أسس جديدة. وتأخذ بعين الاعتبار المصالح المشتركة لكل قطب سياسي بعيداً عن الحسم العسكري التقليدي، لأن التصعيد والمزايدات تهدد في الصميم الأمن العالمي والتعايش السلمي، ونتيجة لكل ذلك دخل العالم في أزمة اقتصادية غير مسبوقة زادت حدة الفقر وتدهورت معه مؤشرات التنمية في العالم، بفعل غلاء فاتورة الطاقة وتهديد الأمن الغذائي العالمي للدول وعلى رأسها القارة العجوز.. لذلك لا تنتظروا أوروبا، فلو كانت راشدة لمنعت الحرب في اوكرانيا.
ختاماً:
القرار المطلوب أن تكون هناك مركزية وهذا يعني:
1ــ الكباشي للجيش او مفوضية السلام.
2ــ ياسر سفير جمهورية مصر.
3ــ ابراهيم جابر للمنظومة او الامم المتحدة.
4ــ ميرغني ادريس للامن.
5ــ مفضل لامريكا.
6ــ وكذلك .
المصدر من هنا
[ad_2]
Source link
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط