الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

تعتمد على فاعلي الخير في التمويل.. (مستشفى الشعب).. حكايات (الألم) ..!!

[ad_1]

(110) مريض يفقدون أرواحهم شهرياً بالمستشفي
الإهمال هو العنوان الأبرز والمرضى يفترشون الكرتون
العنابر تحتلها جيوش من الحشرات والباعوض والأوساخ تحيط بها
نقص في الكوارد والمعينات وعدم وجود فرص للتوظيف
المستشفى يستقبل يومياً (450) مريضاً وعدد الأسرة (316)
الخرطوم:خديجة الرحيمة
قبل وصولي إلى المستشفى لم يكن في مخيلتي أن يكون التردي البيئي عنواناً لما سأبرزه خلال السطور التالية فقد كانت البيئة المحيطة بالمرضى سيئة لدرجة أنها ربما تكون باعثاً لإصابتهم بأمراض أخرى غير التي جاءوا يستشفون منها بجانب الإهمال الذي يعانيه المرضى بعد دخولهم المستشفى فالعنابر تنقصها النظافة وتحتلها جيوش الباعوض والحشرات والأوساخ بجانب النقص في الخدمات.
البداية كانت من حوادث القلب بالمستشفى بإعتبارها الاستقبال الذي يدخله المرضى وهناك يختلط الحابل بالنابل حيث أن الرجال والنساء يختلطون داخل العنابر الأمر الذي جعل جميع المرضى وذويهم يتضجرون من ذلك مطالبين بفصل النساء والرجال من العنابر معبرين عن استيائهم من الأمر.

مأساة الحشرات
(زول عندو ذبحة يرقد في سرير زي ده لو وقع دي مشكلة).. هكذا بدأت لنا المريضة حليمة عوض حديثها وأضافت قائلة :(بالليل في حشرات بتخش للمريض في أضانو وأنا شغالة أحت الحشرات من نفسي والمريض الجنبي) وإشتكت من إختلاط عنبر حوادث القلب وقالت المرأة عورة ولا يمكن أن يخلطوا معنا الرجال في هذا العنبر ونحن متضررين من ذلك وتابعت مريض القلب يحتاج لمكان نظيف ولكن هنا يحدث العكس وكشفت عن أن سعر عملية القسطرة بلغ (800) ألف بالمستشفى.

أما المريضة سهام أحمد تقول أنها أتت من إحدى ولايات دارفور للعلاج قبل ثلاثة أيام وأكدت أنها ومنذ دخولها المستشفى لم يأت أي طبيب إليها وأنها تجلس مثل الضيفة بحسب تعبيرها وأشارت إلى تردي الخدمات بالمستشفى بينما شكا المريض إبراهيم الزين من إختلاطهم بالنساء داخل العنابر بجانب تردي الخدمات والإهمال المستمر قبل الأطباء بالمستشفى وأضاف مريض القلب يحتاج لعناية خاصة وهنا نتفاجأ بمزيد من الإهمال وليس لدينا ما نفعله مطالباً إدارة المستشفى ووزارة الصحة بالنظر لهذه المشكلة والإسراع في حلها.

معاناة داخل العنبر
إحدى المريضات كانت تستلقي في سرير محمل على الحجارة الأمر الذي أدخلني في ذهول هل هذه مستشفى وعنبر لمرضى القلب أم مكان مهجور . وقالت لنا المريضة أم الحسن عيسى وهي تستلقي في هذا السرير (بنوم وعيني صاحية خايفة السرير يقع بي) وعبرت عن استيائها من المستشفى وقالت (قبلنا بالوضع السيء كمان الرجال يكونوا معانا في نفس العنبر كيف أنا مريضة وعايزة آخد راحتي ما ممكن أرقد بجنبة واحدة للصباح) وأردفت التعامل هنا سيء والوضع سيء فكيف نشفى.
مريضة الكرتون
وأثناء تجولي داخل المستشفى إلتقيت بالمريضة (ح خ) التي تعاني من ورم في الرئة وكان تستلقي على فراش من الكرتون في إحدى أرصفة المستشفى طلبت منها أن تجلس للحديث معها ولكنها كانت منهكة لدرجة أنها لا تستطيع أن تنهض أخبرتني حينها أنها قادمة من إحدى الولايات ومن المفترض أن تخضع لعملية منذ يومين ولكن مرت أربعة ايام وهي بهذه الحالة كما أنها لم تدخل أي عنبر وأردفت الخدمات متردية بجانب الأوساخ التي تملأ الأماكن وليس لديهم إهتمام بالمرضى وزادت (الدكتور العايز يعمل لي العملية كل يوم بجي ماري بجنبي وشايفني راقدة في الأرض لكن ما قال لي حاجة) وقالت كان الله في عوننا جميعاً ، المرافقة(س – ف) فتقول والدتي ظلت في الحوادث ليومين وعندما طلبنا تحويلها للعنبر أشارت لنا إحدى الممرضات إلى عنبر إلا أن زميلتها قالت لها (مافي سرير عايزاهم يقيفوا على حيلهم) بعد ذلك الحديث تشجارنا معها ولكن أخرى قالت لنا :(شيلوها بسريرها ده ودخلوها العنبر) عندها أخذنا والدتي بسرير الحوادث وأدخلناها العنبر وبعد ذلك فوجئنا بوجود رجال داخل العنبر وعندما إعترضنا على ذلك قالوا لنا ليس لدينا حل وهذا ما نستطيع فعله.
واقع الحال
في المستشفى يختلط الحابل بالنابل كما ذكرت سابقاً فنجد مريض الصدر والقلب في مكان واحد علاوةً على النقص في الكادر الطبي في ظل وجود طلاب وأطباء الإمتياز دون الإختصاصيين .
وفي هذا الإطار تقول إخلاص عبدالله التي ترافق والدها أنهم ظلوا في الحوادث لأكثر من (10) أيام وبعد دخولهم في مشادات مع الأطباء تم إدخالهم إلى العنبر الذي يختلط فيه مرضى القلب والصدر وأضافت عندما طلبت من الممرضة فصل المرضى عن بعض لحساسية لمريض القلب ردت قائلة: (نعمل ليكم شنو يعني..؟) .وتابعت إخلاص أكثر ما أزعجني يوم أمس أتت مريضة بالاسعاف من دارفور وعندما وصلت الحوادث ظلت في النقالة حتى صباح اليوم الثاني ولم يأت إليها أي طبيب ،مريضة أخرى تم إدخالها الحوادث (بالعنقريب) نسبة لعدم وجود أسرة بالداخل.
عناية فقيرة وأجهزة معطلة
على الرغم من أن اللافتة أعلى القسم تحمل اسماً مختصراً يعني العناية المكثفة إلا أن واقع الحال يقول لا عناية هنا وأن معظم الأجهزة معطلة وهذا ما عرفته من المرضى بالداخل وتقول إحدى المرافقات لـ(الانتباهة) فضلت حجب اسمها أن والدتها ظلت داخل العناية لأكثر من (25) يوماً مشيرةً إلى تعطل الأجهزة بجانب النقص في الكادر والأوكجسين محذرةً من الضرر الذي سيلحق بالمرضى جراء الأوساخ المتراكمة التي تحيط بهم بينما أقر احد الأطباء بالمستشفى فضل حجب اسمه بالنقص الحاد في الكادر والمعينات مؤكداً عدم تمويل الحكومة للمستشفى وإعتمادها بشكل كبير على فاعلي الخير وقال نعمل كل ما بوسعنا لتوفير الخدمة للمريض ولكن إمكاناتنا محدودة والأمر في يد الحكومة، مطالباً جهات الإختصاص بالاسراع في حل مشكلة المستشفيات حتى لا يخرج الوضع عن السيطرة على حد قوله .

نقص وإكتظاظ
مصدر رفيع المستوى بالمستشفى فقد كشف لـ(الانتباهة) عن عدد الأسرة بالمستشفى مقارنةً بالتردد اليومي للمرضى حيث قال عدد الأسرة بالمستشفى (316) وبلغت حالات التردد اليومي (450) حالة بواقع (13500) حالة شهرياً مؤكداً إكتظاظ العنابر بالمستشفى وقال إن الخرطوم تحتل المرتبة الأولى من حيث تردد المرضى تليها ولاية الجزيرة والنيل الأبيض ودارفور ثم بقية الولايات مشيراً إلى أن متوسط الوفيات اليومي بلغ (3) حالات بواقع (110) حالة شهرياً ونوه إلى أن المستشفى هو الوحيد في السودان الذي يختص بجراحة القلب والصدر مقراً بالنقص الكبيرة في الكادر الطبي بجانب عدم وجود فرص للتوظيف وقال كل هذه الأسباب تؤدي إلى النقص الموجود ونحن في معادلة صعبة ونعاني من توفير كل الأشياء وذكر أنهم يجرون يومياً ثلاثة عمليات والمستشفى لا تمولها الحكومة وتعتمد على فاعلي الخير.

المصدر من هنا

[ad_2]

Source link

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)