السفير الأمريكي بين شاي قهوة ام الحسن.. وفول الدمازين!!!
فنجان الصباح..
احمد عبدالوهاب
بمجرد وصوله للسودان خطف السفير الأمريكي جون قودفري الإهتمام وسرق الأضواء والإعلام من رئيس بعثة الامم المتحدة فولكر ، الذي كان قد تسيد المشهد السياسي وسط افراح المدنيين به وانبطاح العسكريين امامه..
مجئ السفير قودفري مثل عمليا نهاية مهمة فولكر بالسودان. لانه اذا حضر الماء الامريكي بطل التيمم الاممي رأسا . وعند صاحب (الفنجان) كرم الله وجه (الإمام علي) وغفر له، قناعة قديمة مؤداها ان الامم المتحدة ليست سوى ( خادم الفكي الامريكي).. تأمرها امريكا وتنهاها، كيف لا وهي التي تعطيها مصروف فطورها وعشاها.. ولكن ان يصل الفكي قودفري للنيل الازرق فبامكان فولكر ان يغني للنعيم ود حمد الامريكي (يا البتشبه المن مكوار بدا
(خادمو) تدرش وقالت قضى..)
ان طحين الاطاري لا زال دريشا رغم ادعاء فولكر بانه قد نضج و اكتمل..
حضر الماء الامريكي فبطل التيمم الاممي ..
بروحه الشعبية وبسمته البشوش الممراح استهل قود فري فترته.. فكسب كثيرا على نقيض فولكر بمظهره العابس ووجهه الخشبي اليابس، ونظراته الاستعماربة المريبة والذي كاد في فترة سابقة وقد ملأ يديه من البلد الهاملة، ان يطرح نفسه خليفة ل (روبرت هاو) آخر حاكم عام للسودان..
وجد قودفري الساحة مهيأة له، فزار جبل البركل وتوقف في الطريق الصحراوي، وشرب الشاي المنعنع في قهوة ام الحسن في قلب العتمور.. وكانت بعثته الدبلوماسية قد سبقته في فترة سابقة لتناول افطار رمضان في الكباشي وام ضوابان واكلت العصيدة واعجبت بالحلو مر..
ويبقي السفير قودفري بحراكه الشعبي الواسع واحدا من عينة السفراء الذين قالت عنهم وزيرة الخارجية الامريكية السابقة (هيلاري كلنتون) بأن ( بلادها في حاجة إلى سفراء قادرين على الإقناع )..
ومن أجل الإقناع وليس الإستمتاع تناول قودفري إفطاره بالفول المصلح في الدمازين.. وجبة فول ضجت بها منصات الاعلام، مثلما ضجت بكباية شاي له في التمتام..
يحكي الراحل الدكتور احمد زكي رئيس جامعة القاهرة ورئيس تحرير مجلة العربي قصة قديمة لمستشرق مسيحي اوربي نزل ضيفا عند الشيخ حسن الطويل أحد شيوخ الأزهر الشريف .. وكان هدف الخواجة إقناع الشيخ بفكرة توحيد الديانتين( الاسلام والمسيحية) .. في محاولة قريبة من فكرة( دين ابراهام) الرائجة هذه الايام.. وكان الشيخ قد أعد لضيفه في بيته الريفي وجبة من ضمن مافيها الفول المدمس و البيض واللبن.. وطفق الخواجة يحدث الشيخ عن إمكانية التوحيد بين الديانتين والشيخ لا يرد عليه بلا او نعم.. ثم ختم الضيف حديثه بسؤال مباشر لمضيفه (هل ترى معي إمكانية توحيد الديانتين؟!) فكان رد الشيخ كما قال الدكتور زكي، بليغا في قصره،
عميقا في أثره ..
قال له( كل الفول.. كل الفول)..
أكل السفير قودفري الفول في الدمازين.. ولو قدر له أن يلتقي( شيخ الدمازين) لقال له..
“أكل فولك
وتم قولك
وسوق زولك
” !!!
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط