السبت. سبتمبر 7th, 2024

هل تنجو موسكو من المستنقع الأوكراني؟ !!!

 

فنجان الصباح

احمد عبدالوهاب

 

( حذاري من افغانستان.. حذاري من العشب اليابس عندما تحمل اليه الرياح الموسمية لهبا ونار)

(كاتب بريطاني مطلع القرن ال ٢٠)

اذا كانت فيتنام هي عقدة امريكية لا شفاء منها.. فإن أفغانستان هي عقدة الروس التي لا تنسى .. وقبلهم الإنجليز ثم الامريكان.

طلبت أمريكا علاج عقدتها في فيتنام بالنابالم وبالابادة، وسياسة الارض المحروقة.. وبالاعلام وبالافلام وبالسينما.. وقالت (بكل تداوينا فلم يشف ما بنا) .. ثم جاءت بعد نصف قرن من الحرب الباردة، ونصف عام من حرب الكويت تطلب الشفاء في (قندهار) ولكن الطالبان ضاعفوا حزنها القديم وجددوا رعبها المقيم، وعمقوا جرحها المنوسر.. ففي جبال افغانستان قائمة طعام من السم علي قدر عشاء الغزاة..

خرطت واشنطون يدها ولوت يد المجتمع الدولي وجاءت مغرورة مازورة الى وادي الرافدين فوجدت (النفط والموت) .. ووجدت دروسا في الجنون، لن تنساها إلى يوم البعث والنشور.

وكانت أمريكا في منعطف السبعين قد ورطت خصمها اللدود ( الاتحاد السوفيتي) في المستنقع الافغاني.. كان مستشار ريجان للامن القومي ازبغنيو بريحنسكي العجوز المكار قد نصب الفخ لموسكو هناك.. وعكف على خطة سماها( افغانستان البطن الرخو) للاتحاد السوفيتي.. وجلس كثعبان الكوبرا ينتظر الفريسة.. ولم يخب ظنه ولم ينتظر طويلا اذ سرعان ما أدخل (ليونيد برجنيف) فيالق الجيش الاحمر إلى (كابول) بعتاد كاف لاشعال حرب كونية.. دعما لحليفه بابرك كارمل. لكنهم وجدوا انفسهم في مواجهة المجاهدين الافغان ، قال عنهم الشهيد عبد الله عزام ( رجال لا يملكون قوت يومهم ولكنهم لا يركعون الا لله) ثم التحق الجهاد الاسلامي (المسافر بالطائرات النفاثة) .. كما كان يسميه روبرت فيسك.. والحقوا بالدب الروسي هزيمة لا يماثلها سوي هزيمة الكاوبوي الامريكي علي يد الفيتكونغ..

دخل السوفيت لجبال الهندكوش وهم إمبراطورية لها (ضل).. وخرجوا وهم أشلاء إمبراطورية ، سادت ثم بادت.. صدق حدس الثعلب بريجنسكي.. لقد صارت افغانستان بالفعل هي ( البطن الرخو) للاتحاد السوفيتي .. واخذت امريكا بثارها القديم.. وفككت اتحاد الجمهوريات السوفيتية وحلف فارصوفيا..

ولانه كما يدين الفتى يدان.. ويا حافر حفرة السوء (وسع مراقدها فيها) .. فقد وقع الأمريكان في حفرتين في وقت واحد.. حفرة من السعير في وادي هيرات.. وحفرة من الجحيم بوادي الفرات ..

لقد ظن (بوش الابن) اثما وواهما انه بسقوط بغداد قد وضع العراق تاريخا وحضارة ونفطا وبطولات في جيبه بدلته الاسموكنغ ..

تبخر الجيش العراقي بصورة مريبة عند أسوار بغداد كانه فص ملح وذاب.

انخدع الامريكان بالمقلب العراقي.. مثلما انخدع قبلهم الألمان عند دخولهم باريس بدون مقاومة..

ثم في باريس ، وبعدها بغداد أقام الموت المكشر ولائم دسمة للنازي هتلر وللصليبي بوش..

الآن على موسكو أن لاتلدغ من الجحر الاوكراني، كما لدغت من الكوبرا الأفغانية

على روسيا الإتحادية، المتخففة من أعباء الإمبراطورية .. وعلى بوتين الخارج من ربقة الشيوعية.. ان يفتح عينه للفخ الامبريالي..

ان بوتين سيمضي على خطى بوش، و يرتكب خطأ العمر اذا أطاح بالدولة هناك، وسرح الجيش الاوكراني.. بدل أن يطيح فقط بالحكومة.. ويتعاطي المحظور عمدا اذا استنسخ (بريمرا) روسيا في كييف..

ان اكثر من(٣٠) عاما في ظل الديمقراطية والانفتاح والحرية أنتجت جيلا اوكرانيا مستعدا للقتال تحت علم الدولة لآخر طلقة. وان طول بقاء الجنود الروس في اوكرانيا سيستفز الروح النضالية والنخوة الوطنية.. وسيجد الروس في كييف ما وجده مشاة البحرية الأمريكية في شوارع مقديشو، وفي بحر بيروت..ثم في كابول وبغداد..

حذاري يا بوتين من (مستنقع روسي جديد) في اوكرانيا..!!!

(مقال كتب قبل عام)

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)