( قليلاً من سوء الظن، من حسن الفطن )..
بقلم :حامد النصيح
قد تواجه في حياتك العديد من أصناف من البشر ، وأنت تقيم علاقات إنسانية معهم..
فأبرز صنفين من الناس وهما:
صنف : يديك من الآخر.. طيشه .. طيبته ، اندفاعه.. عاطفته..صفاته السلبية..صفاته الايجابية ..علاقاته الاجتماعية.. انجازته الفكرية والعلمية والعملية ..
يشاركك صوره الشخصية القديمة والجديدة ..
يوريك بحب شنو .. وبكره شنو.. صدقه .. كذبه..
يمنحك كل ذلك دفعة واحدة ربما خلال جلسة او جلستين.
الصنف الآخر.. يتسرب الى حياتك.. تسرب الماء في الرمال العطشى…
يخيط من حولك حياته وينسجها كما تنسج العنكبوت خيوطها الناعمة بكل لين ورفق..
يظهر لك الوجه الحسن والفعل الحسن..
وبالمقابل يخبئ عنك كل قبح في حياته.. حتى تؤمن بمثاليته وطهره ونقاءه..
وانه مبرأ من كل عيب .. حائز على كل محمدة.. حتى اذا أدمنته واعتدت عليه واصبح فكاكاً عنه صعباً ،
وقد بدأت تتكشف لك مسالبه وعيب الطباع… سوءات مدغمسة في أشد منها سوءاً، جعلت محاسن الصناعة فيه شاحبة، لسوء الاستعمال وبما سولت له نفسه الأمارة بــ…….
لتجد أن المشهد تعقد عليك كثيراً ولفه الغموض، فالوقت لتلافي كل ذلك أضحى متأخراً..
ارتبطت المصالح وتشعبت الهموم ، وشاركك وشاركته في العاطفة ..
وقلب لك الامور حتى عمي عليك ، لم تعد ترى ما لك، وما له وما عليك وما عليه..
تباينت عندك الرؤى حتى بت لا تعلم هل أنت المخطئ أم هو على الصواب..
الآن الفكاك بات صعباً ، والهروب شبه مستحيل.. فأصبحت أنت قطرات h2o في قارورته الفضية، يرجك كيفما يريد وقتما يشاء..
فتمسى حبيس تلك الأسطح الملساء الزلقة ، التي تشابه روحه وقلبه الذي أتخذه أبليس وجنوده وكراً ومرتعا ..
الآن الحاجة والمصلحة بينكما أصبحت عراها موثقة.. وخيوطها متشابكة، طامسة متداخلة الألوان، اتخاذ أي قرار معها صعباً واي معالجة لما يكتنف نفسك مستحيلا … تريد أن تبرأ منه.. نفسك بنفسك.. يشبه ذلك المبضع في يد الجراح الذي يريد ان يبرئ، فإن لم يك ماهراً سيدمي نفسه ..
فأيهما في البدء تختار ؟
الغالبية منا.. يرفضون التعامل مع الصنف الاول .. ويصفونه أنه مندفع، أهوج .. عاطفي .. مزعج.. وصفات كثيرة مثل هذه..
كما يصفون الصنف الثاني بانه عميق..رزين .. حكيم .. مؤدب ..
فالاول يديك من الآخر..
والثاني يديك متأخر..
حاول أن لا تقع فريسة في بيوت تعج بالعلاقات الاجتماعية دون فحص وتريث وبعد نظر، فإن فعلت فقد ولجت لبيت العنكبوت، حينها لا تلومن إلا نفسك إذا أفردت حولك خيوطها ولفتك بمنتهى النعومة واللين حينها لا فكاك لفريسة منها..
———————
( إن قليلاً من سوء الظن، من حسن الفطن).. فأحتفظ لنفسك بجرعة منه…
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط