الأحد. أكتوبر 13th, 2024

هكذا فلتكن السفارات …

 

فنجان الصباح

احمد عبدالوهاب

…………………………….

لزمان طويل ظلت سفارات خادم الحرمين بطول العالم الإسلامي وعرضه.. نماذج مصغرة لمشاهد (رمي الجمرات) من كثرة الناس وشدة الزحام.. وكانت البعثات الدبلوماسية والقنصلية خلية نحل.. تصل الليل بالنهار من اجل انجاز ملايين المعاملات.. لا تكاد تنقضي مواسم الحج حتي تبدأ مواسم عمرة ربيع ورمضان وغيرها.. ومابين ذلك مواسم لا تنتهي لمغادرين و زائرين ومتعاقدين..

وكنت في تسعينيات القرن الماضي تجمعني علاقة صداقة بسعادة الدكتور عبد الله ناصر البصيري وهو الآن فيما علمت سفير خادم الحرمين في بنغلاديش.. وكان وهو في غمرة انهَماكه في عمله القنصلى .. يبتسم حينما يهاتفه من يطلب تأشيرة متأخرة لادراك الحج أو العمرة بحجة أن ( المنادي قد ناداني) الآن ..

وكنت اقول له ان العمل في سفارة خادم الحرمين الشريفين بكل هذا الحب وسط جسور من الرهق والصبر والاحتساب يعطي صاحبه تأشيرة لدخول الجنة إن شاء الله تعالى..

وفي عهد سعادة السفير علي بن حسن جعفر تضيف سفارة خادم الحرمين بالخرطوم إلى أمجادها وجهودها وجهادها انخراطها في جهود الوساطة بين فرقاء السياسة من عسكريين ومدنيين ، في سعي مبرور، وجهد مشكور لإطفاء نار الفتنة ، وتجنيب البلاد الهشة الرخوة، خطر الانزلاق إلى الفوضى.. ومالا يحمد عقباه..

فالبعثات الدبلوماسية في هذا الزمان المسكون بالفتن والزعازع ليست مكاتب باردة ومكيفة لكتابة تقارير معلبة بحاجة إلى مواد حافظة.. وليست مهمتها محصورة في تلبية حفلات الكوكتيل وولائم السلك الدبلوماسي ينتدب لها كل حليق وانيق..

ولكنها حلقات ربط وثيق بين بلدين ، وهمزات وصل لا انفصام له بين شعبين .. تعمل لرعاية المصالح وتفتح أبواب التبادل التجارى والعلمي وغيره..

و الدبلوماسية الحقيقية يمكنها ان تصنع مايشبه المعجزات.. كما فعلت دبلوماسية الخرطوم في قمة الخرطوم عام ١٩٦٧م. واستطاعت ان تجمع بين الملك فيصل وعبد الناصر.. رغم خصومة وصلت حد القطيعة والحرب.. كنا تمكنت الخرطوم ان تحول النكسة إلى فرصة.. و القمة إلى رافعة أثمرت وحدة عربية وتضامنا كان هو الأب الحقيقي لنصر أكتوبر المجيد ١٩٧٣م..

كانت مجهودات دبلوماسية مخلصة تذكرنا بما تلعبه دبلوماسية سفارة خادم الحرمين وسفيرها بالخرطوم اليوم..

واثقين ان هذه الجهود ستصل الي حلول، وستؤتي اكلها وتحقق أهدافها عما قريب.. ويتحقق بها الوفاق الكبير ، و يتم انجاز الاتفاق المجيد الذي سيجنب السودان ويلات الاحتراب والخراب ويضعه على سكة العافية ومرافئ السلام..

ويمكن يومها لسعادة علي بن حسن جعفر أن يتمثل بقول الشاعر :

إذا احتربت يوما فسالت دماؤها

تذكرت القربى فسالت دموعها..

وما ذلك على الله بعزيز..

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)