مأمون الانسان !…
اللفة الاخيرة
يسرية محمد الحسن
رن هاتفي قبيل الافطار ليوم الاول من امس المتصل عندي عصام الدين الصائغ الووو اهلا عصام كل سنه وانت طيب مره تاني ينعاد عليك واسرتك بالخير والبركات…. انا ولدوو يا ماما يسريه ابوي حالتو صعبه جدا ومناعتو ضعيفه للغايه و….قبل ان يكمل عبد العزيز نجل اخي الحبيب عصام انفجرت بالبكاء ولا ادري بالضبط بعد ذلك كم مر من الزمن لاستعيد رباطه جأشي واهدأ قليلا ..مالوو ياعبد العزيز وريني الحاصل بالضبط كنت بتكلم معاهو قريب اي نعم كان يبكي ويقول انه تعبان ..و…… وريني … ابوي اشتد عليهو المرض وطبعا انتي عارفه عندو كانسر في الكبد وانا براي معاهو في البيت و…. قبل ان يكمل ووسط دموعي الغزيره طلبت منه ان يغلق الهاتف و… برجع ليك ياعبد العزيز خلي تلفون ابوك فاتح وجنبك وانتظر مني مكالمه ! كنت علي يقين تماما ان بروفسير مأمون حميده لن يخذلني ( عمرو ماخذل زول دق بابه )! ( الناس يجوهو بالعشرات بل بالمئات لافرق سيان عنده الامر الداير يتعالج والداير يتخصص) يديهم من ماله الخاص !.. يا الله هل يمكن ان يكون بروفسير مأمون حميده بشرا مثلنا ؟!! اشك والله في ذلك يستحيل يكون بشرا مثلنا ووالله وتالله لو كانت الملائكه تمشي علي الارض لكان مأمون اولهم !.اغلقت هاتف عصام او ابنه الذي يحمل هاتف والده ومن فوري سطرت كلمات علي الموبايل اناشد فيها زملاءنا اصدقاء عصام وناشدت فيها ايضا السيد الرئيس الفريق اول عبد الفتاح البرهان وبالطبع لم انس مأمون حميده الانسان، اشهد الله لم يمض من الوقت عشر دقائق حتي رن هاتفي والمتصل البروف نفسه ! يا الله كم انت نبيل وعظيم واخو اخوان وخير تسعي لعمل الخير اينما وجد !.. الووو يسريه ازيك الان قرأت رسالتك ومناشدتك.. عصام انا متواصل معاهو منذ ظهور المرض عنده وعملنا كل الفحوصات والتحاليل واصل الحكايه ان مرضه… !!!!.. ماتنزعجي الان انا خارج البلاد وماعندي تلفون ابنه دقي عليهو قولي ليهو مأمون قال ليك الان الاسعاف في طريقه اليكم بالمنزل جهز اغراضكم فقد تحدثت مع مديره المستشفي د. سوزان وجهزوا (كونسلتو) كامل لعمل اللازم ووجهت بان يرقد في مستشفي الزيتونه حيث العنايه والرعايه الطبيه سقطتت دموع الفرح غزيره وخنقتني العبره لم استطع ان اتحمل كل هذا الفيض الانساني النادر في زماننا هذا ..مامون حميده رجل استثنائي انسان بكل مالهذه الكلمه من معان قصدته كثيا وكثيرا جدا لشخصي واخرين وكان مجرد ان ابدا بالكلام اجد عبارات الترحيب وتكاد تحس بسعادته بذلك من فرط احساسه النبيل ومشاعره الانسانيه الدفاقه التي تفيض كرما واريحيه ولاتسمع منه الا كلمه تأمري !.. مامون ومشافيه كلها تحت امرك !!. يا الله ايعقل ان يكون هذا بشر ؟!! .ضاقت بي الدنيا يوما ما بما رحبت فلا مال لدي و(انا بالمعاش) ! وعيناي يكاد نورها ان يختفي بعد ان خفت كثيرا واصبحت لا اميز حتي من الجالس امامي غير (دهمه) سوداء فقط اتصلت عليه اخبرته بما اعانيه ولانه يعلم الحال ولا يخفي عليه رد قائلا اقفلي برجع ليك لم يمض وقت حتي عاود الاتصال قائلا سارسل لك سياره تأخذك حيث مركز السودان للعيون ( كلمت ليك البروف الانسان كمال هاشم قال تجيهو بكره فورا ) وقد كان جاء سائق بروف مأمون في الموعد المحدد واقلتني السياره حتي مركز السودان للعيون استقبلني بروف كمال هاشم وفحص العينين وقال لي (سنجري لك عمليتين بالعينين الاثنتين) تمت العمليتان بنجاح والحمد لله لاكتشف من موظف العلاقات العامه بمركز السودان للعيون ان بروف مأمون بعث في طلب الفواتير !! ولاكتشف ايضا ان البروف الانسان كمال هاشم قد بعث برساله رقيقه لبروف مأمون يقول له فيها (معفيه من الرسوم )!!.. يا الله !!. مازال السودان الجميل بخير طالما فيه امثال بروف مامون وبروف كمال هاشم .. ظللت ادعو لهما في كل صلواتي. وغير ذلك الكثير جدا من جلائل الاعمال للرجلين جزاهما الله عنا وعن الناس خير الجزاء فقد علمت ايضا ان بروفسير كمال هاشم لا يتقاضي مليما واحدا من الفقراء والمساكين ويفتح مشفاه لكل طالب وامراه ورجل ومسن ومحتاج ( اي البشر انتم )!.ظل بروف مامون علي اتصال بي حتي تم نقل الاستاذ عصام الدين الصائغ الي مستشفي الزيتونه ووجد ان طاقم المستشفي بحاله في انتظاره ليتم اللازم من الفحوصات جميعا وينقل في غرفه (كبار الشخصيات) وقد خصصت له عنايه فائقه.. زرته صباحا ووجدته بحاله مستقره واخبرني ابنه عبد العزيز ان الاطباء في حاله (دوريه) علي الغرفه بينما لم تنقطع عني رسائل ومهاتفات البروف الانسان مامون حميده الذي اخبرني ان عصام قال له انه يريد ان يسافر الي جمهوريه الهند قائلا لي الحمد لله بعد ان عاد اليه وعيه اخبريه اني جاهز لكل شئ هو والمرافق ومستحقات المستشفي الماليه كلها !! ( تبقي لي ان اذكر بان مالبروف مأمون حميده قد ساعد بروف صلاح الفاضل في سفره الاخير الي المملكه العربيه السعوديه وتكفل بكل ما طلبوه منه وايضا استاذنا الجليل عافاه الله وشفاه مأمون الطاهر وماخفي كان عظيما !.. لا املك الا ان اتقدم بجزيل الشكر للبروفسير مأمون حميده الرجل الانسان علي صنيعه وكل ماتقدمه يداه الطاهرتين الكريمتين من جزيل العطاء لمن يحتاجونه.
وليس اخرا..
سيدي فخامه الرئيس عبد الفتاح البرهان بروفسير مأمون حميده عالم ورجل كفؤ اثبت نجاحات عظيمه ابان توليه وزاره الصحه بولايه الخرطوم وفاقت خدماته الجليله للمواطنين حد الوصف حتي اطلق الاباء اسماء ابناءهم عليه تيمنا به. هلا اعدته الي منصبه؟ فالوطن في امس الحاجه اليه وامثاله وبخاصه ان اعماله العظيمه تؤشر عليه.. مامون حميدة رجل من زمن لم يأت بعد.. اللهم اني قد بلغت اللهم فاشهد..
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط