فنجان الصباح
أحمد عبدالوهاب
أمريكا اليوم في وضع لا تحسد عليه.. امريكا اليوم مثل بائعة هوى شمطاء انفض عنها المال والجمال وطالبي المتعة الحرام.. ومثل سيدة عجوز فارقت بيت الزوجية إلى دار العجزة..
ستفارق وشيكا السبع الكبار إلى نادي العالم النامي، والدول الاكثر فقرا..
امريكا نمر من ورق واله مزور صنعه العقل الغائب والمال السائب.. والزيت الرخيص..
في موسكو بعد البروسترويكا.. مراسل صحفي يجري حوارا مع رسول حمزتوف الكاتب الروائي الروسي الكبير، وحينما صب الصحفي له قدحا من القهوة واشعل له لفافة تبغ قال ضاحكا ( أشكرك نيابة عن العالم الثالث)..
ولو كنت في واشنطون أجرى حوارا مع فرانسيس فوكاياما صاحب اكذوبة (نهاية التاريخ) لقلت له وهو ينفث دخان الماريجوانا (مرحبا بك وبامريكا) إلى عضوية العالم الثالث..
ترتعد أمريكا من رأسها لأخمص قدميها عندما ترشح الصين ( اليوان) عملة احتياط عالمية بديلا للدولار.. ولكن امريكا تتاورها آلام الحيض عندما تصطلح الرياض مع طهران وعندما تنفتح السعودية على السوق الصينية.. وتتفاجأ واشنطون بوجع الدورة الشهرية، وآلام النفاس.. عندما يقرر مارد نفطي كالرياض يضخ في السوق يوميا أكثر من عشرة ملايين برميل بيع نفطه باليوان.. وفك ارتباطه بالدولار..
ان ماكنا نعتقد واهمين انه مارد اقتصادي عالمي.. نراه اليوم على حقيقته مجرد اله مزور.. ونمر من ورق.. وما كنا نظنه إله المال والقوة يتحول إلى تمثال مصنوع من الشيكولاتة والفستق.. يحاول عبثا ان يغطي عورة ضعفه وهوانه بالمال والعجز العربي..
ولو قررت الرياض أن تبيع نفطها باليوان وتفك ارتباطها بالدولار، لصارت تريليونات الاحتياطي الفيدرالي أرخص من ورق التواليت.. واهون من حفاضات الاطفال..
بإشارة من اصبعها تستطيع الرياض أن تحول أمريكا لدولة متسولة.. وتحول جواد الكاوبوي إلى حمار وحاملة الطائرات (جورج بوش) إلى كازينو عائم ومشاة البحرية إلى قراصنة و.. وول استريت إلى حائط مبكى..
لم تعد حيل امريكا تنطلي على العرب.. وماعادت اللعبة الامريكية تخيف أحدا بالخليج أو غيره.. وماعادت فزاعة إيران ( مزرعة) دجاج فارسي يبيض ذهبا خليجيا لواشنطن .. وماعادت مبيعات البترودولار غنيمة أمريكية باردة..
وفي يقيني ان السعودية كدولة مركزية، وقاطرة إسلامية ومارد نفطي، لها كلمة مسموعة ودور محوري،
أحكم من أن تصنع تسونامي في الاقتصاد العالمي.. وأعقل من أن تعكر صفو الخليج .. أو ان تزلزل الأمن والسلم الدوليين..
فالسكران – ع رأي المثل- في ذمة الواعي..
طويل زمانه أم قصير.. وشيك حدوثه أو بعد حين.. سيكون الدولار زميلا لعملة زمبابوي ..وصنوا لليرة اللبنانية.. و(الجنيه) السوداني.. وسيكون حائط ترامب مع المكسيك لحماية الجيران من رعاة البقر.. وخليج الخنازير فاصلا لكوبا من الهجرة غير الشرعية لأبناء العم سام من طالبي العمل في مزارع التبغ في هافانا..
مرحبا بأمريكا في العالم الثالث..
يرونه بعيدا.. ونراه قريبا..
قريبا.. وقريبا جدا..
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط