الأحد. أكتوبر 13th, 2024

مقال نقرأه مع الأستاذ مبارك أردول!!! 

 

 

فنجان الصباح

أحمد عبدالوهاب

……………………………

 

في مثل هذه الايام قبل عقدين سالت وزير المعادن عن اسباب اغلاق وادي الصنقير بنهر النيل والذي ذكره (حاج الماحي) في (شوقك شوى الضمير) قبل مائتي عام.. ووقف كافة عمليات التعدين الأهلي فيه ..

ومن ضمن الاسباب التي دعت الحكومة لمنع التعدين بالصنقير ذكر سيادته ان المنطقة قد خصصت كمربعات للذهب لشركات.. ثم ان المعدنين دخلوا إلى (دهب العروق) على حد قوله ، والذي يمثل برأيه خطورة علي ارواحهم.. كما ادخلوا مواد كيماوية تمثل خطرا على صحتهم.. انتهى..

الآن .. وبعد كل هذه السنوات الطوال لاتزال الحكومة في ذات النقطة.. لا تملك للمعدنين الاحياء سوي الامنيات العذبة.. وصلوات من الاستاذ اردول على الضحايا منهم .. ليس من بينها صلاة الغائب بالطبع..

وقد نقلت مواقع اخبارية عن مبارك اردول مدير شركة الموارد المعدنية قوله.. ان مالا يقل عن ١٩٠ قتيل كانوا ضحايا عمليات التعدين خلال عام واحد..

ومما يحسن ايراده في هذا الخصوص مايروي عن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في ما معناه(لا يتاجر في سوقنا إلا فقيه).. وبإنزال نظرية الفقه والمعرفة هذه نرى ضرورة أن يتسلح كل عامل في مجاله بالخبرة اللازمة والمعرفة الكافية.. خصوصا في مجال عمليات التعدين الأهلى . خصوصا وأن مسارحها دوما في صحاري.. حيث الحاجة الماسة لخدمات المياه والصحة، ثم انها غالبا ماتكون أنشطتها تحت الأرض.. او في جوف الجبال والادغال، مما يتعين معه تأهيل العاملين غير المهرة في حقل التعدين بالمعلومات والخبرات التي لا غنى عنها لكل من يعيش في بيئات غير صديقة.. واستأذن القراء في إعادة نشر ماكتبته قبل سنوات في هذا الخصوص.. ولم يحرك للدولة ضميرا ولا عينا صاحية، ولم تعيه من المعدنين أذن واعية..

دروس في تقنيات البقاء والنجاة للمعدنين!!

………………..

“سبق التعدين الاهلي الدولة الي عالم استخراج الذهب.. ثم جاءت الحكومة متأخرة ومتعثرة.. لا يهمها سوى الجباية.. مع خدمات شحيحة لهذا النشاط الكبير اكتفت فيه بخدمات الشرطة وتنظيم الرواكيب والطواحين .. لاغير..

لقد تطور التعدين الأهلي وصار اكبر داعم لميزان المدفوعات وأكبر مخدم في الدولة بأكثر من مليوني عامل.. لا تعتبرهم الدولة سوى بقرة حلوب مع أن البقرة تستحق توفير العلف والماء والظل والدعم البيطري..

لقد كنت منذ مدة أرى ضرورة إخضاع هذه الملايين من عمالة غير ماهرة – على الأرجح – لفحوص أمنية وطبية.. (نظير رسم صغير) تكون هي المدخل لمنحها الرخصة لمزاولة المهنة الخطرة.. بجانب ادخالهم كورسات مكثفة بإشراف خبراء في السلامة وتقنيات النجاة والعيش في الصحراء، والبقاء علي قيد الحياة في ظروف غير مواتية، وبيئات غير صديقة.. يمكن أن تتقطع فيها السبل باصحابها، وينفد ماعندهم من مخزون المياه والغذاء.. أو يعلق مغامرون في آبار بلدية ، او مناجم تفتقر لأبسط وسائل البقاء والسلامة..

ان الحصول على شهادة موثقة من جهة رسمية هي في ذاتها انتصار للعامل البسيط، وسلاح في يده، ربما كان سببا في نجاته في الصحارى القاحلة او الكهوف القاتلة.. أو وسيلة لكسب عيش لحاملها في مقبل أيامه..

إن أعدادا كبيرة من هذه العمالة تحمل جنسيات أجنبية، و ربما أمراضا معدية، وسلوكيات خطرة يتعين حصرها ولا أقول “منعها” ..

ان على الدولة أن تتعافى من عقلية الجباية وعاجل المغنم إلى شغل استراتيجي يليق بالسودان.. وعلى المعدنين ان يطوروا انفسهم مهنيا وان تكون تقنيات السلامة والنجاة في رأس سلم اولوياتهم..”..

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)