السبت. يوليو 27th, 2024

الحرب النفيسة لاعلام الجنجويد

بقلم : ابراهيم عيسى هدل

يبدو أن المعركة بولاية الخرطوم دخلت في مرحلة الحرب النفسية بامتياز والتي يستند الدعم الصريع فيها على غرف إعلامية محترفة بالخارج لتمرير روايات تحطم الروح المعنوية للشعب وتفكك تلاحمه مع الجيش وتهيئة نفسيا للقبول بانهاء الحرب بأي ثمن والسير نحو مفاوضات تخدم أجندات الدعامة وذراعهم السياسي بالخارج .

عادة المنتصر بالحرب والمسيطر على ٩٠٪؜ من ولاية الخرطوم لا يطالب بإنهاء القتال ولا يقبل بالتفاوض دون أكمال السيطرة على الـ ١٠ ٪؜ المتبقية من العاصمة المثلثة طالما يتيح له تمركزه القتالي وضعا مريحا ويدا طولى بالمعركة.

تدعي مليشيا الدعم الصريع بأنها تحاصر القيادة العامة للجيش ومقار أسلحة المدرعات والمهندسين والإشارة منذ أكثر من خمسة أشهر فكيف تدخل الأغذية والمواد التموينية لقوات محاصرة لخمسة أشهر كاملة؟! هل تحول محيط القيادة العامة وغيرها من مقرات الأسلحة المذكورة لمزارع تنتج الغذاء للعساكر ؟!
وهل شاهد الناس إنزالا جويا للأغذية والمواد التموينية لم تلحظه كاميرات إعلام المليشيا المحاصرة طوال الأشهر الخمس الماضية؟!

تلقت مليشيات الجنجويد دعما عسكريا ولوجستيا ملحوظا بالتهريب وبمساعدة أعوانها ومتعهديها من بعض المواطنين أو الطابور الخامس مافي ذلك شك، وكذلك يتمتع الجيش بالدعم العسكري بالأفراد والعتاد والأسلحة من منظومة الإمداد والتموين القادرة تغذية المقاتلين والاخلاء للشهداء والمصابين .

طبيعة قتال مليشيا الجنجويد هي سرعة الحركة والانتشار وعدم المكوث في موقع واحد ثابت حتى لا تتعرض للقصف الجوي فهي تحتمي في بيوت المواطنين والأحياء السكنية وتتنقل في الخفاء ليلا للقيام بهجوم خاطف على المواقع العسكرية بينما يعمل تكتيك الجيش الحربي على سحب المليشيات من الأحياء السكنية وتكبيدها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد الحربي وتحطيم قوة العدو والحد من قدراته العسكرية تدريجيا .

تبدو سيطرة مليشيا الجنجويد على مساحة واسعة من الأحياء السكنية أو المقرات الحكومية غير ذات فعالية في تحقيق النصر بالمعركة، وتظل على الدوام بحاجة للسيطرة على موقع حيوية واستراتيجية للجيش بغرض الاستعراض والشو الإعلامي لا أكثر.
فماذا استفادت مليشيات الدعم الصريع من الاستيلاء على القصر الجمهوري ومبنى الإذاعة والتلفزيون؟! هل أذاعت بيانا للشعب؟! أو ظهر حميدتي متجولا بين جنوده في تلك المقار طوال أشهر الحرب غير ظهوره اليتيم يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣م بجوار القصر الجمهوري !!

يرتبط الحل التفاوضي للحرب بتنفيذ مليشيا الدعم الصريع لمصفوفة اتفاق جدة بالخروج من مساكن المواطنين والأعيان المدنية والمرافق العامة وعدم استخدام المدنيين دروعا بشرية، وتنفيذ بنود اتفاقية جدة لوقف إطلاق النار المؤقت والترتيبات الإنسانية يعني استسلام المليشيات وخروجها صفر اليدين من المعركة لذا ستحاول إطالة أمد الحرب حتى يمل الناس ويقتنع الجيش بما يعرضه حلفاء المليشيا بقحت المركزي من حلول ويبقى السؤال هل تملك قحت المركزي قرار إخراج الجنجويد من منازل المواطنين بولاية الخرطوم وتعويضهم عن خسائرهم ؟! لم تستطع حكومة حقت إدانة الدعم الصريع بارتكاب مجزرة فض اعتصام القيادة العامة فهل ستتمكن من إدانته بالانتهاكات للقانون الإنساني الدولي وحرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي ؟!!

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)