الأحد. أكتوبر 13th, 2024

فرٌاقة الحبايب

( هذي رؤاي)

عبد العزيز عبد الوهاب
تعتبر الرياضيات أو علم الحساب ، أحد أخطر العلوم التي تساعد على إكتشاف الأخطاء والمغالطات البشرية ، التي يصعب حلها واختراقها عند الكثيرين ، فبعض( الكسور )فيها لا تجبر حتى بعد إنقضاء ( دورة ) العمل أو الأمل لدى بعضهم أو بعضهن.

ولاتزال الرياضيات تمثل حتى يوم الناس هذا ، مادة للذعر ولغة للأذكياء ، أكثر من كونه علم يتساوى فيه الجميع .

وهي في محل التباهي والعجرفة عند من نبغوا فيها ، بل لعل بعضهم يبتسم للآخرين ، كونه يتحلى بمسحة يتداخل فيها السحر مع الجنون ، مسحة تساعده بيسر وخفة على مغالبة وعورة الطريق نحو الوصول إلى الحل لأعقد المسائل .

ويحتفي أهل الرياضيات بهذا العلم العويص الذي كلما صغُر كبر وكلما سهل تعقد أكثر ، ويعدونه ملكا متوجا على باقي العلوم، فهو الذي أسهم ولا يزال في تطورها بينما لم يبادر علم آخر في رد الجميل لعلم الحساب . فكل علم بمقدار ، وإن من شيء إلا وله حساب .

ولم يكن لقب الفيلسوف ليطلق إلا على من نال حظا وافرا من فروع الرياضيات كالهندسة والحساب والفيزياء وعلم الموسيقى والفلك .

لسنوات طويلة كان امتحان الرياضيات لطلاب الشهادة السودانية ، يوضع في آخر جدول الإمتحانات وفي اليوم الأخير منها ، وكانت تحاط المادة بهالة من الهيبة والتهويل الذي يمتد ليشمل حتى الأسر .

وكانت تسمى بين الممتحنين ( فرٌاقة الحبايب) لكون الطلاب يودٌعون بعضهم البعض بعد نهاية الإمتحان الذي يمثل نهاية مرحلة الدراسة العامة وأول العتبات نحو الجامعة ، ولذلك يقال : في الإمتحان ..يكرم المرء أو يهان ! .

والطلاب أمام الرياضيات فريقان : محب متوج وكاره لدرجة الحماقة ، ولا ذكرى تذكر لمن هم في الوسط بينهما.

ففريق يتحلق ويتعلق باستمرار حول ( المائة ) التي تمثل الدرجة الكاملة، طق طرق ، وفريق لا يزال يتعولق و يتربع على عرش ( الزيرو ) يسلٌم ورقة الإمتحان نضيفة بيضاء كما جاءته من الشركة الطابعة .

وهؤلاء لهم قصص مع الحساب لا تنقضي عجائبها وطرائفها، حيث تولد معهم (عقدته) مع تاريخ ولادتهم ، ويحول بينه وبين الحساب حائط صد و ينهض ألف باب.

واليوم حيث تتجدد الحاجة ويشتد الطلب على دراسة الرياضيات ، فإنه لاداعي للتوجس والقلق من هذا العلم الذي لم يعد خفيا ولا عصيا حتى على أصحاب الأفهام المتواضعة .
فالوسائل والمسائل باتت تجد لها سبيلا للحل عبر أقصر الطرق وأيسرها .

ولنا في التاريخ عبرة ، إذ أن أكثر من برعوا وعبروا بالأمم كانوا فاشلين في بداياتهم ، منهم المعلم (داروين) وصاحب نظرية النسبية ألبرت انشتاين الذي وصفه معلمه بالغبي الذي لا يمكنه إتقان الرياضيات ، ومايكل فرداي الملقب ب (أبو الكهرباء) .

وللعلماء المسلمين أياد بيضاء في تأسيس علوم الجبر والحساب والهندسة من أبرزهم الخوارزمي وابن الهيثم وعمر الخيام ، ويعتبر العراقي ثابت بن قرة هو مؤسس علم التفاضل والتكامل ، ويلقب ب (أبو الهندسة التحليلية ) .
والآن .. بوسعكم أيها الأصدقاء سرد تجاربكم وقصصكم مع الرياضيات وكيف تعثرتم في بدايات حياتكم ثم نهضتم وبرعتم فيها ..

إذا هيا.. والحساب ولد

              ودمتم

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)