الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

حلم افتتاح الجامعات والمدارس في السودان

معاذ منصور

وجه مجلس الوزراء في السودان بان تفتح الجامعات والمدارس بالبلاد أبوابها لمواصلة العملية التعليمية وحدد نهاية أكتوبر الجاري موعدا لتنفيذ هذا التوجيه ، ولم يحدد القرار الموجهات التي اعتمد عليها ، فبينما تحولت مقار الجامعات والمدارس في ولاية الخرطوم ودارفورالى ثكنات عسكرية ، تحولت رصيفاتها في الولايات الأخرى الى مراكزايواء للهاربين من جحيم الحرب ، وكخطوة أولى يفترض ان يوجه مجلس الوزراء حكومات الولايات الى انشاء مراكزايواء بديلة لمن اجبرتهم الظروف العامة والخاصة للبقاء هناك 0
و مع ان حل قضية التعليم العام تبدو أقل تعقيدا بسبب توحيد المناهج ، بحيث يمكن ان تجتهد الولايات في وضع خطة لاستقبال طلاب المدارس النازحين ومحاولة مواصلة العملية التعليمية يبدو الامر أكثر تعقيدا فيما يتعلق بالتعليم الجامعي ، ولا ننسى ان بعض الجامعات الخاصة لجات لمعالجات فردية بارسال بعض طلابها الى دول مثل رواندا وزنجبار لمواصلة دراستهم هناك ، الا ان الهم الأكبر يطال الجامعات الحكومية التي فقدت كثيرا ان لم يكن كل مقومات العمل ، وتشتت اساتذها داخل وخارج السودان وقد تعذر حصولهم على مرتباتهم لشهور خلت ، الامر الذي يطرح عدة تساؤلات :
1 – ماذا اعد مجلس الوزراء بشأن إيجاد مقار بديلة للجامعات بالولايات .
2- هل تم تكليف الجامعات بعمل حصر لاساتذة الجامعات وموظفيها وتم التوصل الى ان العدد الموجود يؤهل تلك الجامعات لفتح أبوابها .
3- في حال اللجوء الى التعليم عن بعد ، هل تم التأكد ان (الانترنت ) متاح في كل المناطق التي وصل اليها الطلاب النازحون من جحيم الحرب ، مع العلم ان بعض الجامعات عملت استبيانا لمعرفة مدى ضعف وقوة الانترنت والاجابة كانت واضحة ، لانه في الظروف العادية كان الضعف واضحا ، وكنا نتوقع ان تنسيقا بين شركات الاتصالات والحكومة قد تم لعمل شيء ما بخصوص تقوية الاتصالات .
4 – ربما يكون حظ الطلاب الذين استطاعوا الخروج من السودان اوفر فيما يتعلق بقوة الاتصالات ولكن يبقى ضعفها من الداخل معيقا بنفس القدر .
5- معلوم ان بعض الطلاب في الكليات الصحية وخاصة في الفصول المتقدمة بحاجة الى تطبيق عملي ، واعداد مقدرة منهم خارج الحدود ، كنا نتوقع من الملحقيات التعليمية بسفارات السودان وعبر وزارة الخارجية قد خاطبت الحكومات التي لجا اليها بعض من طلابنا لمحاولة إيجاد فرص للتدريب والتطبيق ، ولا اظن ان التجاوب سيكون ضعيفا ، فعلاقات الدول مبنية على تبادل المنافع وتقدير الظروف .
طلاب الجامعات عانوا كثيرا من بطء العملية التعليمية بسبب الظروف من حولهم ( احتجاجات ثورة ديسمبر .. فايروس كورونا .. الاحتجاجات المتواصلة .. ثم الحرب الدائرة الان .. طالت سني دراستهم مما يستوجب عمل برنامج محكم لتجاوز كل الذي جرى دون قرارات مرتجلة ربما لا يكتب لها نجاحا.

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)