الخرطوم لاتجوع ولاتعرى
يوسف عبد المنان
ظلت الخرطوم العاصمة والخرطوم الولاية تمد يدها بيضاء في خدمة البلاد وتطعم الجائع وتتكفل بكسوة العاري وتجوب قوافل الخرطوم البلاد من أقصاها إلى أدناها تمد يدها بالعطاء ولاتسال المانحين خبزا
حتى غشيتها نازلة الحرب التي اندلعت في ١٥ أبريل الماضي نسيان الماضي ومزقت أحشائها وهجرت أكثر من نصف سكانها وفقدت اسرا كريمة سبل كسب عيشها فضربت في أرض السودان نزوحا قسريا بسبب سياسات مليشيا الدعم السريع التي لم تخفي في خطابها رغبتها في استيطان بيوت أهل الولاية ومصادرتها بقوة السلاح وتسند المليشيا قوي سياسية انتهازية قصيرة النظر غشية البصر إذاء واقع البلاد تدفقت بعض الاغاثات والمعونات من بعض الدول مثل مركذ الملك سلمان السعودي وبرنامج الغذاء العالمي ولكن مما يحسب لحكومة السودان رغم حاجتها ردها لإغاثة دولة الإمارات العربية المتحدة ورفضها لأن الإمارات اياديها الملوثة بالدماء لاتصلح لتقديم الغذاء ولايؤتمنها السودان
وفي غياب السلطة والرقابة تسربت الإغاثة إلى الأسواق والتهم بعضها قطط الحرب السمان مما دفع ولاية الخرطوم للتفكير والتدبير في الاعتماد على نفسها لتقديم إعانات إلى شعبها
وولاية الخرطوم يقودها والي مختلف في منهجه وهمته عن ولاة ووزراء هذا الزمان الاغبر عشرة الف سلة غذائية تم إعدادها أمس الخميس لتذهب للأحياء الفقيرة المحتاجة في كرري وأم بده وبعض أحياء بحري والخرطوم وكان تدشين واحتفالية بدء توزيع السلة مناسبة امتزجت فيها الأفراح بالاتراح وجمعت بين أهل الفن والرياضة والصحافة والشباب والكشافة أو ماتبقى صامدا وصابرا من هذه الفئات رافضا مغادرة الخرطوم رغم ضربات الصواريخ ودانات الكاتيوشيا التي تستهدف الأحياء المدنية في أبشع انتهاك لقانون الحرب وأخلاق أهل السودان
وقال والي الخرطوم في كلمة قصيرة معبرة ودانات الموت تسقط بالقرب منه (قريبا سنحتفل بالنصر بعد ارتكبت المليشيات فظائع في حق الشعب السوداني)
وأضاف نحن أكثر ولاية متأثرة بالحرب والمواطنين الان لايملكون المال لشراء احتياجاتهم لذلك عوضا عن الإغاثة المشروطة اعتمدنا على أنفسنا وهمة شعبنا ودعم الرأسمالية الوطنية وصلنا حتى الآن مليار جنيه من رجل الأعمال الرياضي الشاذلي عبدالمجيد و١٥٠٠ باكته دقيق من وكيل سيقا قمر الدولة ومليون جنيه من عبدالرحمن يحي الكوارتي
وشدد الوالي على أن توزيع السلة لن يتم عن طريق لجان الأحياء بل من خلال شباب الثورة والكشافة والمتطوعين ولكنه قال بالطبع العشرة الف سلة دون الحاجة ونمد يدنا لأهل السودان لاعانة اهليهم
لم يجف مداد الحرف في احتفالية يوم الخميس بمنطقة كرري شمال امدرمان وحضر عبدالقادر سالم وغني بدون موسيقى وإنشد الشاعر الشفيف الإنسان مختار دفع الله في الحال قصيدة خضراء في حب التراب ورفض المغادرة لامدرمان فقال
مهما دنياي ضاقت
مابسيب امدر وافوتا
كيف اسيب مرتع صبايا
بين حواريها وبيوتا
كيف اسيب ام درمان واغادر
ابقى بين نازح ولاجي
في مدائن الدنيا هايم
أشقى بي ذل الملاجئ
ولو خطر في بالي طيفا
باشتياق لي امدر بناجي
مهما ليل أيامنا أظلم
واضحي ليل حالك وداجي
بكره تصبح قصة عابره
ذكرى تحكيها الاحاجي
كانت نهارات الخميس بها اشراقات من رجال قابضين على الجمر في عز الهجير الفريق شرطة إبراهيم شمين مدير شرطة ولاية الخرطوم ومدير جهاز الأمن والمخابرات ومساعدي الوالي الإغاثة وجمع من موظفين وإداريين اختاروا البقاء والوفاء لبلادهم في ظروفا صعبة
الوالي أحمد عثمان حمزه لم يخزل الصحافي الحاج الشكري الذي قدم إليه حزمة مشاكل الحارة ١٠٠ الصحافيين ليصدر الوالي فورا قرارا بحل مشكلة العطش وتوفير طلمبة لبئر الحارة وتاهيل المركز الصحي من أجل خدمة كل شمال ام درمان
شكرا للذين أشعلوا حربهم قد عرفونا معادن الرجال في الزمن الصعب.
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط