الأحد. سبتمبر 8th, 2024

جهل آل دقلو فوق جهل الجاهلينا

إبراهيم عيسى هدل
hadalcom@hotmail.com

يصعب على من نال حظا من التعليم والمعرفة والثقافة العامة أن يجادل جاهلا فاته قطار التعليم، أو فاقد تربوي من الكتاب وخلاوي تحفيظ قصار السور القرآنية، أو خريج مدرسة ليلية لمحو الأمية يادوب يفك الخط أو يبصم على الأوراق والمستندات الرسمية بدل التوقيع عليها ، هذه الحالة من الجدال العقيم لا تخلو أحيانا من فكاهة اشارت إليها بعض الأفلام السينمائية والمسرحيات الكوميدية كمسرحية “السكرتير الفني” التي كتبها كل من بديع خيري ونجيب الريحاني، وتم عرضها عام ١٩٦٨م حين وقف الفنان فؤاد المهندس أو الأستاذ “ياقوت أفندي عبدالمتجلي” في مواجهة والد طالب في المدرسة الابتدائية التي يعمل بها مدرساً للجغرافيا، حيث أتى والد الطالب الذي رسب في الامتحان يسأل بداية عن معنى الجغرافيا فيجيب أبنه ساخراً “جغرافيا يابا بتاعة الأرض كرويةٌ تلفُ حول نفسها”.. فيرد الأب: ” هي نحله يا واد.. الأرض اللي إحنا واقفين عليها دي بتلف حول نفسها.. وأنا وأنت واقفين على الأرض دلوقتي وهي بتلف يعنى الصبح تبقى دكانتي في باب الشعرية أدور عليها الضُهر ألاقيها في روض الفرج”. جاء المشهد مبهراً مدهشاً في تعبيره عن ثقة الناس فيما يستقر في عقولهم ولو كان جهلًا محضاً، ثم يألفونه فيتحول إلى يقين، هكذا يزين لهم حسهم البشرى تكذيب ما يكشف العلم من أحوال الكون، ويصبح مستهجنا لا تقبله عقولهم المحدودة جدا.

هذا السجال يدور في السودان منذ أكثر من أربعة سنوات في دهاليز السياسة وفي أروقة المنتديات العامة وبأجهزة الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي ويبدو جليا واضحا بين مؤيدي ضباط الجيش المؤهلين في أعلى الأكاديميات العسكرية والحاصلين على أعلى الدورات التدريبية المكثفة وبين مناصري مليشيات الجنجويد التي يقودها حاليا عريف حمل زورا وبهتانا رتبة جنرال خلا يريد بها قيادة أمة ويحدد مستقبل وطن عريق لأنه امتلك المال والسلاح وامتطى صهوة العشيرة واشترى قادة القبيلة وزعماء الأحزاب!!

لقد أكد البعاتي الهالك حميدتي مراراً وخلفه يردد اتباعه بأن مليشيا الدعم الصريع انشأت بموجب قانون سنه المجلس الوطني (برلمان الكيزان) عام ٢٠١٧م، وينسى هذه الشرعية التي اكتسبتها مليشياته حين يحدد القانون تبعيتها للقوات المسلحة السودانية تحت إمرة القائد العام .
فكيف يصبح برلمان الكيزان شرعيا حين ينشئ الدعم الصريع وتنتفي شرعيته حين يحدد قانونه مرعي الاجراء تبعية المليشيا للجيش؟!!
والمدهش أن البعض يحتج بالغاء الجنرال البرهان للمادة الخامسة من قانون الدعم الصريع الذي أجازة برلمان الكيزان فهل كانت سلطة البرهان شرعية حين ألغى تلك المادة الخامسة وأصبحت غير شرعية حين أصدر مرسوم حل مليشيا الدعم الصريع؟!!
والأغرب أن يجادلك في عدم شرعية حل الدعم الصريع حماة الثورة ورافعوا شعار “العسكر للثكنات والجنجويد ينحل” !!

لقد اعترض وفد مليشيا الجنجويد بمفاوضات جدة على وجود السفير عمر صديق ضمن الوفد الحكومي ثم فرحوا وهللوا لتدوين اسم السفير ضمن الخبراء من قبل الوساطة السعودية الأمريكية وعدوا ذلك انتصارا كبيرا لوفدهم وجهل هؤلاء أن الخبراء هم مطبخ صناعة مسودات القرارات والاتفاقيات، تماما كما فعل خبراء الأمم المتحدة ودول الترويكا واللجنة الرباعية والآلية الثلاثية التي قادها فولكر بيرتس قبل طرده من بورتسودان وقفاه يقمر عيش !!

ذكر الأستاذ يحيى الحسين رئيس حزب البعث السوداني وعضو تسييرية نقابة المحامين أن مسودة دستور نقابة المحامين لم تعرض على اللجنة التسييرية ولا تعلم النقابة عنها شيئا وأن معدي الدستور هم من أعدوا اتفاق سلام جوبا المعيب من ألفه إلى يائه .
فمن يعترض على عضو الوفد ويقبل به خبيرا كمن رفض اطلالة شخص بالشباك وقبل بدخوله من أوسع الأبواب!!

ثالثة أثافي الجهل النشط أن العريف عبدالرحيم دقلو بهجومة على مدينة نيالا قدم خدمة كبرى للجيش في إثبات عدم التزام مليشيا الجنجويد باتفاق وقف اطلاق النار المؤقت والترتيبات الإنسانية الموقع في جدة في مايو الماضي والذي ينص في الفقرة “ز” (يضمن الطرفان أن جميع القوات الخاضعة لسيطرتها، تتوقف وتمتنع عن الأعمال المحظورة التالية والتي تشكل انتهاكا لهذا الاتفاق) : ومنها البند (٨) “محاولات احتلال أو احتلال أراضي أو مواقع جديدة، بما في ذلك البنية التحتية المدنية أو المراكز السكانية”.
أراد العريف عبدالرحيم دقلو تقوية موقفه التفاوضي باحتلال نيالا فطبز عينيه وغالبا ما يجلب الجاهل الكفوات على أهله لذا قيل “عدو عاقل خير من صديق جاهل”.

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)