*نبيل ..المتحدث الرسمي الخفي !!*
إبراهيم عيسى هدل
hadalcom@hotmail.com
دخلت القوات المسلحة السودانية معركة الكرامة الوطنية ضد مليشيا الجنجويد بلا إعلام وتسيدت رواية الدعم الصريع ــ المدعومة من الكفيل بأحدث التقنيات ــ على وسائل الإعلام ووسائط ومنصات التواصل الاجتماعي حتى أقر الجميع بهزيمة الجيش إعلامياً رغم تقدمه في كثير من المعارك عسكرياً بفضل تفوقه في سلاح الطيران والمسيرات الجوية وحصوله على سند شعبي واسع خاصة بعد الانتهاكات وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الدعم الصريع.
ورغم حجم المؤامرة والمخطط الكبير الذي يحاك ضد السودان من القوى الإقليمية والدولية المساندة للجنجويد بقي صوت المدافعة الرسمي ضعيفاً وغير مبالٍ بتسمية الأمور بمسمياتها الصحيحة بفرز الصديق والعدو والحليف والمتآمر بالداخل والخارج، وكأنما مخططات تقسيم الدولة وتفكيك الجيش تجري لبلد آخر غير السودان!!
بمقارنة بسيطة بين اطلالة المتحدثين الرسميين باسم الجيوش التي تقاتل تجد ظهوراً إعلامياً شبه يومي للمتحدث الرسمي باسم كتائب عزالدين القسام وكذلك المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني وغيرهم من الجيوش التي تقدر أهمية الإعلام ودوره في تماسك الجبهة الداخلية وطمئنة المواطنين على مستقبل بلادهم وإظهار قوة بأس قواتهم المسلحة في ردع الأعداء والضرب على يد العابثين بأمن الوطن وسلامة أراضيه.
لم تتوفر صفات القيادة الكارزمية والحضور القوي في اطلالة المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبدالله فهو دائم التخفي عن الظهور الإعلامي، حيث يكتفي بتسجيل صوتي مقتضب لا يغني ولا يسمن جوع ويتجنب الاطلالة التلفزيونية أمام الصحفيين والمصورين ليرد على أسئلتهم واستفساراتهم وكأنما قد صدر التوجيه بإخفاء صوت الجيش وكف متحدثه الرسمي عن مخاطبة الشعب بلسان عربي مبين، وفي غياب الرواية العسكرية الرسمية عن أسباب انسحابات الجيش من معسكراته وحامياته بدارفور وسرد سير المعارك بولاية الخرطوم كان الناس عرضة للمزيد من الشائعات وتكهنات اللايفاتية التي يفتي أغلبها بالشأن العسكري بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير !!
حاول كل من العميد طبيب طارق الهادي كجاب واللواء عبدالباقي بكراوي والفريق ياسر العطا سد هذه الثغرة الإعلامية من خلال إطلالة راتبة تدخض الشائعات وتعزز من تماسك الجبهة الداخلية المساندة للجيش، ويبدو أن هذه الاطلالات لم ترق لكابينة القيادة المتباطئة في الحسم العسكري والمتطلعة دوما للحلول التفاوضية التي ترسمها القوى الإقليمية والدولية بمختلف المنابر بالخارج.
كان للعميد الطاهر أبوهاجا السكرتير الصحفي السابق لرئيس مجلس السيادة الانتقالي إطلالة إعلامية قوية مثلت الجيش بقوة وهو أحد الكفاءات الإعلامية التي صقلت الموهبة بالدراسة، وأظهر إبعاده بالملحقية العسكرية بالسفارة السودانية بالمملكة العربية السعودية تغرة إعلامية كبرى حول القائد العام للجيش في وقت عصيب وكأنما أراد الجنرال البرهان خوض كبرى معارك السودان بدون وجود عناصر للقوة الكافية من حوله !!
ومهما يكن من شيء يبقى الخلل الواضح في المعركة عسكرياً وإعلامياً هو بقاء طاقم القيادة الحالي بسقوفاته المتدنية جداً متصدراً للمشهد فأولى شروط النصر ايمان القيادة العميق بعناصر قوتها الذاتية ممثلة في الجيش والشعب في الحسم العسكري، أما المعول على المفاوضات بالخارج فهو حريص على بقاء سفنه المتجهة لجدة، ولن يرضى بحرقها كما حرقها طارق بن زياد على شواطئ الأندلس مرددا مقولته المشهورة “أين المفر؟.. والبحر من ورائكم والعدوُّ أمامكم..”.
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط