الأحد. سبتمبر 8th, 2024

السودان والسعودية: نحو منافع مشتركة

( هذي رؤاي )
عبد العزيز عبد الوهاب

  • أدناه رسالة تلقاها بريد الدكتور عثمان أبوزيد من لدن سفير السودان لدى المملكة و التي عنونها الدكتور أبوزيد : السودان والسعودية:
    نحو منافع مشتركة

    ورأيت ، تعميما للفائدة، الإستئذان من الحبيب وأستاذ الإعلام المعروف الدكتور عثمان لنقل دعوة سعادة السفير إلى هذه الصفحة مع نشر تعقيبي عليها ..

كتب : عثمان أبو زيد
<><><><><><><>
تلقيت من سعادة السفير الدكتور حسن عيسى هذه الرسالة، وأؤيد مضمونها كل التأييد: حسن الطالب

خطة استراتيجية للشراكة مع السعودية

بإعلان الإدارة العامة للجوازات السعودية عن تسهيلات اضافية للمواطنين السودانيين، وخاصة المتأثرين بظروف الحرب المفروضة، يتعين إزجاء الشكر وجزيل التقدير للمملكة العربية السعودية والملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد، على المكارم التي أفاضوها على شعب السودان المكلوم، من تلقاء استضافتهم للمعتمرين والمنقطعين ببلادهم المضيافة، وإكرامهم للعابرين وأبناء السبيل من السودانيين، فضلا عن فيوض المكارم المتواترة من مركز الملك سلمان في مجالات الإغاثة والإيواء والعلاج والدواء. وهذه مواقف ليست بغريبة على نخوتهم وسيرتهم:
من معشر سنت لهم آباؤهم
ولكل قوم سنة وإمامها
ومن قبيل شكر الإحسان الذي ليس له جزاء إلا الإحسان، والإرتقاء بالعلاقات الإنسانية الطوعية لشراكات ثنائية، ومنافع مستدامة، فيتعين على الحكومة السودانية القائمة التعجيل بالعمل على إعداد خطة استراتيجية لربط الأمن القومي الاستراتيجي السوداني مع السعودية، التي تجاور السودان حدوديا عبر البحر الأحمر، الذي تتشارك ميناءهما الرئيستان – جدة وبورتسودان – شاطئيه شرقا وغربا. فضلا عن علاقات الدم والعقيدة والتقاليد والتاريخ.
ولعل الظرف الماثل والضاغط، والابتلاءات الجاثمة على البلاد، تستوجب الطلب للجانب السعودي بتوفير الإسناد اللوجستي لتعزيز الأمن القومي السوداني، وإرساء النظام وحكم القانون، بدعم القوات المسلحة، التي ظلت تتصدى لتمرد مدعوم بتآمر خارجي مثبتا بشواهد موثوقة، لتطهير ما تبقى من مفرزاته وجيوبه، سيما وقد تبدت مظاهر انكشافه وتلاشيه.
ثم يتعين من بعد الانتقال لمرحلة إعادة الإعمار وإعادة التأهيل وبناء القدرات عبر دعوة الشركات السعودية المؤهلة للمشاركة فيه.
كما أن هناك فرصا استثمارية موفورة بالبلاد، تحظى برغبة رجال المال والأعمال والشركات السعودية، في مجالات التعدين على امتداد مساحة التراب الوطني، كالنفط والغاز والمعادن الأخرى، وفي قطاعات الزراعة والنقل والتصنيع الزراعي وغيرها، والتي يتعين عقد شراكات استراتيجية موثوقة مع السعودية لاستثمارها تحقيقا للمصلحة المشتركة.
وعمليا يتعين انشاء لجنة مشتركة على مستوى القمة بين البلدين لإنفاذ هذه الرؤية للشراكة الاستراتيجية، لا سيما أن المملكة لديها رؤية واعدة قيد التنفيذ، تتناول رؤيتها الاستراتيجية
حتى العام ٢٠٣٠م والتي من أبرز محاورها الانفتاح الاستراتيجي الاقتصادي والاستثماري والتجاري والسياحي والثقافي على دول المنطقة وجوارها الإقليمي وكافة أرجاء العالم.
وإثباتا للجدية والمؤسسية فيتعين تشكيل لجنة من الخبراء لرسم المحاور الأساسية لهذه المبادرة لتقديمها للحكومة لتعرضها على الجانب السعودي لإبداء الرأي ومن ثم الانتقال لمرحلة التنفيذ.
السفير د حسن عيسى الطالب
…..

** وهذا تعقيبي على دعوة سعادة سفير السودان لدى المملكة:

الشكر لسعادة السفير الدكتور حسن الطالب ، على هذا الطرح الذي يمثل لبنة يمكن البناء فوقها ، وهو طرح تكرر ذكره وتطاول نشدان مخرجاته ، من الحادبين من كلا الطرفين الحريصان على ترسيخ العلاقة بين البلدين الشقيقين .

فالمملكة بمواردها المادية الضخمة والسودان بخيراته الظاهرة والباطنة وأراضيه البكر التي هي بنعومة البسكويت يستطيعان بناء شراكة بقوة ناعمة فاعلة ، تتوافر لها الأسباب لتكون مثالا يحتذى إقليميا ودوليا ، فقط لو توفرت لها الإرادة السياسية المنفتحة على المستقبل ، الآملة في إثراء شعبيهما وتطوير قطاع الأعمال فيهما .

شراكة تتطلب وعيا جديدا ينأى عن الوصاية والاستئساد وتستشرف تكافؤا وندية ، تفرضها استحقاقات الراهن، وتحتمها إكراهات المستقبل وحروبه ، التي من أهم أدواتها الماء الوفير والطعام النظيف والشقيق الوفي .

وهو ما يستطيع السودان تقديمه كما بوسع المملكة تنميته وتعزيز تفوقه .

دعوة سعادة السفير مناسبة زمانا ومكانا ، لكن نأمل أن يسبقها عمل كثيف ، سياسيا واقتصاديا ، هو غاية في الحيوية .

فالسودان يعيش اليوم ، ما يمكن تسميتها ( الحالة الرخوة ) بعد تكالب ما يشبه التحالف الإقليمي/ الدولي المشؤوم ، في هجمة هولاكية تتارية ربما كانت هي الأقسى والأبهظ كلفة بشريا وماديا في التاريخ المنظور .

وهي هجمة ؛ يجب الإعتراف ؛ بأن السودان وجد فيها نفسه مكشوف الظهر معدوم السند ، منقوص المدد من الأشقاء والأصدقاء ، إلا من النذر اليسير الذي يعد قزما في مقابل حجم التآمر والحشود التي لا تحصى عددا أو مددا .

يحتاج البلدان ، ليمضيا معا ، في خط التعاون المتصاعد ، للإعتراف المتبادل ، وبالجرأة الكافية والنوايا الصادقة ، بأن ثمة غيوما وسحابات كثيفة تحجب الضوء وتحول دون المضي قدما نحو المستقبل يتشاركان فيه ( نسج شبكة صيد الأسماك ) لا تقاسم اللعاعات ولا إرسال الهبات و ( الثمرات) التي تُقعِد عن الحركة وتُخفٌض الرؤوس وينشط معها الشيطان بالتذكير بالمن ، واحدهما على الآخر .

غيوم وإن بدا من الصعب توصيفها، لكنها بلا شك محسوسة وباقية آثارها أسفل البطون .

ومما لاشك فيه إن حكمة ، خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده والصفوة من أصحاب المقامات الكريمة ، ستكون حاضرة في كل الأحوال للدفع بمستوى العلاقة مع السودان ورفعها إلى حيث تستحق .

بينما سيكون السودان حكومة وشعبا ماثلا ومتحفزا بذات القدر لتحقيق تلك المتطلبات وإسنادها بكل ما يلزم .

لقد أثبت جيش السودان وشعبه للعالم أجمع ، وأبهر حكومات وجيوش ومراكز البحوث ومراكز اتخاذ القرار ، وقدم دروسا في البسالة والجسارة ، ما ينهض ليكون مقالة لكل كاتب وقصة لكل قاص ، عن فنون الردع و جودة الطٌراد ورد العدوان ، بصبر وحنكة وثبات سببقى طويلا في ذاكرة التاريخ .

ولعل المملكة ، قيادة وشعبا ، هي الأقرب للسودان والأوفر استجابة ، فلتبادر ؛ من موقعها الريادي ؛ للتضامن معه قلبا وقالبا للحؤول معا دون تحقيق رغبة جيوش التآمر ، في الإجهاز على البلد وقطع موصول شعبه وحرق أرضه .

ومن ثم فلتأت خطوة التمهيد لوضع علاقة البلدين في المسار الصحيح لإقلاع إقتصادي باهر وقادر على تحقيق أكثر الكفايات إلحاحا في الطلب سودانيا وسعوديا .

ولعل من شأن شراكة صلبة بين البلدين ، أن تستجيب للمتطلبات الإستراتيجية ، وتقف بوجه التحديات الحرجة . تصنع للعرب بصمة وترسم لهم أثر ، تمنحهم ذراع طويلة وكلمة بين العالمين مسموعة .

نبارك كل جهد يرمي للتقدم بفراسخ على ما مضى من تعهدات وتوافقات بين البلدين ؛ إن لم تكن كسولة فهي حتما خجولة ، والمضي قدما لتحويل الآمال إلى أعمال والأفكار إلى برامج ومشروعات ، ترفع رؤوسنا و تطربنا فيها موسيقى ماكينات المصانع ورنٌة الأيدي المتشابكة .

         ودمتم

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)