الأربعاء. أكتوبر 16th, 2024

الدنية في مقابل الدناءة

( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد الوهاب

لاتزال الإمارات ، برأسها الوسواس الخناس ، سادرة في غيها، ترسل أسلحة الموت والتدمير لشعبنا ، وتعمل على تفتيت وحدته وتشتيت شمله .

تفعل ذلك حتى على غير الطريقة التي يبرع فيها الدهاة الخبثاء الذين يتوارون تحت طيات لا تكاد تبين ، ويباغتون ثم ينكرون ، لكنها تدمر وتقتل بوجه مكشوف ، كما الدهماء الأغبياء ، بما يضعها في خانة العدو المجاهر بالمشاحنة والبغضاء للسودان شعبا وتاريخا .

السودان الذي منح الدويلة الشريرة معنى أن تكون ، حين أخرج رجاله رجالها بمودة ورفق من دهاليز الجهل وسوء التصرف ومن بداوة الفكر وبؤس الحال ، إلى نور المعرفة والسؤدد ومكٌنها من مغالبة مكاره العيش بأقدار التلطف وأمانة التكليف ، تشهد بذلك بلديات أبو ظبي ودبي وشرطتها ومشافيها ومدارسها بل وحتى ديوان أميرها .

فكان السوداني هو المعلم والطبيب وأمين المال و السر وحامي الحمى والعروض ، بينما كان البدوي لاهٍ يتلاعب بالمال المسال الذي هبط عليه فجأة ، فلم يكن يعرف كيف يحسبه أو يحبسه ، حتى أن الشيخ شخبوط الذي حكم الأمارة المبتدئة كان يحتفظ بمال النفط تحت وسادته وفي مخزن ديوانه ليباغته الفأر فيقضمه ويتلفه .

ثم تنبه خليفته الشيخ زايد للمأزق ، فيمم وجهه شطر الخرطوم باحثا عن السند القوي الأمين فوجده عند النميري ومأمون بحيري ، الأول في تدبير الحال وتدريب ( العيال ) والثاني في حفظ المال وصياغة عقول الرجال !

لم يدٌعي السوداني يوم ذاك ولا حتى يوم الناس هذا، عفة ولاعصمة ، بل هو بشر من البشر ،يعترف بأخطائه ، بينما يتباهى الآخرون بفضائله ، ومن هؤلاء شعب الامارات نفسه المغلوب على أمره و الغاضب على شنيع صنيع مشائخه !

وهنا كلمة حق يجب أن تقال في حق شعب الإمارات ، فهو كريم يكن كامل التوقير لشقيقه السوداني .

توقير تأسس عبر صحبة وإختبار و طول تعهٌد إمتد لعقود .

واليوم أجدني ضجرا حد الغثيان أمام رد الفعل البئيس المتدني الذي تعاملت به الخرطوم وتولت كبره الخارجية ، تجاه الدناءة التي تباشرها أبوظبي تجاه الخرطوم عبر تحشيد المرتزقة من الداخل والخارج تقصٌدا لتمزيق السودان ومحوه من خارطة المكان والزمان .

والسؤال الذي ينهض في وجه خارجيتنا هو : ماذا يعني طرد ملحق ثقافي أو عسكري من الخرطوم ردا على شحنات السلاح التي ترسلها أبو ظبي لتدمير بلادنا؟ .

إنه فعل يشبه مد غصن الزيتون أو رفع المنديل الأبيض لمن يحمل خنجرا مسموما عيانا لايدسه خلف ظهره .

لماذا تتباطأ الخرطوم حتى يوم الناس؛ هذا حين لا تطرد الخارجية سفير دويلة الشر؛ منذ الوهلة الأولى لثبوت ضلوع الشيطان في حرب الخرطوم ؟ أم أنها تنتظر مكشوفة الظهر نازلة أكبر ، كأن تقذفنا أبوظبي بقنبلة كقنبلة هيروشيما لتقوم بعدها بطرد السفير ؟
أي عرف دبلوماسي هذا ؟ وأين يمكن رصد هكذا سلوك أو صفه في علاقات الدول ؟

ما السر وراء سلوك حكومة الخرطوم تجاه الغطرسة الظبيانية وهي تصل ليلها بنهارها لتحقيق أهدافها الشريرة ؟ وما المستور الذي يجعلنا نقبل الدنية في ديننا ودنيانا كما قال الفاروق ابن الخطاب ؟ وبين أيدينا من الأوراق والمفاتيح التي يمكن أن نرد بها الصاع صاعين لدويلة بني صهيون في نسختها المعربةو المتضخمة بالمال الحرام . حتى راحت تداهمنا بالمرتزقة المستأجرين لا بفحولة أشاوسها ذوي الكروش المتدلية الذين لم يدخلوا معركة ولا خاضوا دواسا.

والآن أيها السادة ، فإننا أمام إختيار وقرار واحد لاثاني له ، فدناءة أبوظبي ( الرسمية ) لا الشعبية ، وربيبتها الفاجرة دبي ما دامت تتغذى من تجارة الجنس والقمار والربا ،وما دامت لا تملك لنفسها رجاء ولا رجالا ، وما دامت غارقة و( مشلوبة ) بالتمام وخاضعة كليا لسلطان تل ابيب ، فإنها ستخرج كليا من توصيف القوة التي تجعلها في مقام من يمنح حق البقاء أو الفناء لأحفاد رجال يحبون الموت كما تحب هي حياة الدعة ونوم الضحى .

إن على الخرطوم أن تتخلى عن الإنكسار ، وأن تتحلى بالجسارة لتعلن على الملأ قرارها بأن الإمارات باتت عدوة لله وعدوة للشعوب الحرة من ليبيا إلى اليمن إلى الجزائر ثم السودان ، وأن دمها حلالا و أن ديوان حاكمها سيكون في غير مأمن من الإنتياش ، وأن سفارتها بالخرطوم يجب أن تغلق كليا وأنها لن تعود حتى يعود حاكمها لرشده .

على الخرطوم أن تختار وتقرر بلا تأخير ما يجب أن يكون ، فالشعب قد ملٌ الإنتظار ويريد أن يربح راحة ضميره من حالة الغليان الذي لا يكاد يبرد .

ودمتم

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)