السبت. يوليو 27th, 2024

هذا الخبر غير صحيح

د علي الكرار هاشم محمد
في زمن الحروب والمصائب التي تلم بالناس، يحتاج الفرد للمعلومة وللخبر حتى يعرف موضع قدميه، وحتى يعرف كيف يتصرف، لأن الانسان قد تعوزه الحيلة ويفقد البوصلة التي تدله علي الطريق الصحيح.
لهذا يلجأ الفرد في عصر العولمة لوسائل الاعلام المتاحة له، لكنها بكل أسف ليست كلها صادقة، وليست كلها محايدة وليس كل كاتب يبحث عن الحقيقة والصدق، بل إن ما تقرأه وما تسمعه من أخبار وأكاذيب وأراجيف وإشاعات معظمه مصنوع بعناية ومكتوب ببراعة ليخدم العدو ويهزمك ويصيبك باليأس والاحباط، ولهذا كانت الدعاية السوداء المغرضة الكاذبة هي واحدة من أخطر فنون الحروب وأسلحتها الهامة التي تهزم قبل السلاح.
من هنا جاء تحذير الذكر الحكيم للمسلمين: فقد قال تعالي في سورة الحجرات (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) وفي قراءة أخري (ان جاءكم فاسق بنبا فتثبتوا).
ونحن اليوم في أشد الحاجة للتبين والثبات والتأكد من صحة الخبر، بل والتأكد كذلك من الناقل والكاتب ذلك أن عبارة (منقول) اذا كانت تعفي الشخص الناقل بداية، لكنها لا تعفيه من كونه (ناقل) للكذب وناشر للفوضى والإحباط بين الناس سواء كان عامدا ام جاهلا. فقد بين الشاعر قبل عدة قرون هذا المعني حين قال:
وهم نقلوا عنّي الذي لم أَفُه به * وما آفَةُ الأَخبار إلا رُواتُها
اليوم نحن نعيش وضعا مختلفا، حيث يقابل شعبنا عدوا جبانا يستهدف الوطن والمواطن، ويمارس كل أنواع الجرائم من قتل ونهب وحرق واغتصاب، وهي جرائم في منتهي البشاعة، جعلت الحرائر يستفتين العلماء عن جواز الانتحار اذا شعرت بانها سوف تتعرض للاغتصاب.
من هنا فان الشعب بأكمله مطالب قبل حمل السلاح ودعم الجيش، مطالب بالتسلح بالحاسة الأمنية العالية، ومطالب بالوعي التام والفهم السليم والعلم بما يدور حوله، فان كثرت الوسائط وتشعبت المعلومات، فعلي المرء أن يسأل ويستفسر فقد أمرنا الله سبحانه بأن نسأل اهل العلم، والحكمة تقول بأن نصف رأيك عند أخيك، فلا يتسرع أحد بالتصديق ولا يتسرع بالنقل فكل ذلك شر وخدمة للعدو وسبب مباشر في الهزيمة النفسية التي هي جزء من انتصار العدو علينا.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأهلنا من كيد العدو ومكر الماكرين الذين يتربصون بنا، طمعا في خيرات هذه البلاد التي حباها بها الله.

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)