الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

*الجيش والجيش فقط* !!


-محجوب فضل بدری-
-شغلنی شاغل أهل الفيل، عن المشاركة الراتبة فی الأيام الفاٸتة، لإنشغالی بتأليف رواية ( ميسون-سطور من دفتر الحرب ) وفی هذا الخضم المُربك،إستوقفتنی رسالة صوتية واحدة من بين آلاف الرساٸل التی يَعُجُّ بها هاتفی،رسالة صادقة ومخلصة،ومفعمة بالوطنية، من شخصٍ ذاق الأمرَّين،فی عهد الإنقاذ،وهاجر من السودان لعقدٍ من الزمان، ولم يَعُد إلَّا مع تفاقم الحراك الذی أدیٰ للتغيير،وذهب من المطار إلیٰ ساحة الإعتصام مباشرةً،،يقول فی الرسالة:-
(رأينا بأُمِّ أعيننا،عناصر بعينها تُباع وتُشتریٰ،وتنتزع منها وطنيتها،ورأينا كوادرَ فاعلة فی الثورة،تُمنع من دخول ساحة الإعتصام،لتحل محلها وجوه بلا وجود فعلی فی الساحة وبلا تأهيل مهنی أو أخلاقی،لتبنی تحالفات مشبوهة مع المليشيات بحسب رغبة السفارات،ممَّا أدیٰ فی نهاية الأمر إلیٰ تفريغ الثورة العظيمة من محتواها،وكانت المحصلة النهاٸية هو ما نراه اليوم من تقتيل وتدمير وتخريب، بعلم وتخطيط ممنهج،يهدد بقاء الدولة السودانية،فأصحبنا الآن أمام أن يكون السودان أو لا يكون !!)
-و(بزفراتٍ حَرَّیٰ)- رحم الله الطيب مصطفیٰ- تتواصل الرسالة بعد تشخيص العلَّة إلیٰ وصف العلاج،يجب أن نضع السودان ،وحدة أرضه،وأمن أبناٸه، نصب أعيننا، ونتعظ من مآلات الدول التی سبقتنا فی التجارب الكارثية، مثل تفكيك جيش العراق،بعد إحتلاله،بحجة إن هذا جيش صدام، وجيش حزب البعث، وقد بنیٰ العراق جيشاً من أقویٰ جيوش المنطقة طُرَّاً،فاعقبته بعد الإحتلال والتفكيك،مليشيات تتطاحن فی ما بينها،وترَّدیٰ العراق إلیٰ هاوية سحيقة، يطول الزمان قبل إنقاذه منها،وفی سوريا الحال يُغنی عن الشرح،وفی اليمن بعد تفكيك الجيش اليمنی بحجة إنه جيش علی عبد الله صالح،فأصبح اليمن السعيد من أشقیٰ بلاد الله بأهله والطامعين فی حكمه !! وفی ليبيا بعد سقوط ومقتل القذافی، وتفكيك الجيش الليبی،بحجة إنَّه جيش القذافی وتحولت ليبيا إلیٰ مستنقع آسن وبلد ممزق بمليشيات مسلحة تمتهن القتل وتجارة البشر،ويُراد للسودان أن يلقیٰ ذات المصير،،بدعویٰ إن الجيش جيش البرهان أو جيش الكيزان،أو جيش الفلول !!ومن يُنادی بتفكيك الجيش،وإحلال المليشيا مكانه بزعم إنَّها قوة نظامية لها قانون مجاز بموجب دستور ٢٠٠٥م !! فی حين إنَّ أول ما فعله هٶلاء عند مجيٸهم للسلطة هو تمزيق دستور ٢٠٠٥م !!والآن يستندون علی جزٸية صغيرة من ذلك الدستور لإضفاء شرعية علی المليشيا،ولتفكيك الجيش،تحت دعاویٰ باطلة،وهذا من المضحكات المبكيات،ومن يقول بمثل هذه المبررات،لا يخلو من ثلاث،إمَّا جاهل، أو مُغرض،أو عميل،،فالمنطق السليم يقول إنه بعد إنجلاء غبار المعارك،وإحراز الجيش السودانی لنصرٍ صريح،بمساندة واسعة من جموع الشعب،بإذن الله لابد من إحتكار السلاح والقوة بيد الجيش المٶسسة الدستورية الشرعية،
إذ لا يمكن بأی حال من الأحوال، أن يكون
للمليشيا التی إرتكبت كل هذه الإستباحة التی لم يسبقها عليها أحد من العالمين،وتجاوزت كل حدود المعقول،أن يكون لها دور فی مستقبل السودان الذی سعت المليشيا بكل ما أُوتيت من قوة، ودعم خارجی،لتفتيت السودان وتمزيقه لدويلات بلا حول ولا قوة،،
الوقوف مع الجيش قضية مبدٸية لا تحتمل المزايدة والتسويف،،فحسم الجيش للحرب أمرٌ لا بديل له،ولابد للجيش أن يقود البلاد بعد الحرب،وقد سبقتنا لذلك أكثر الدول تقدماً، فبعد الحرب،كان الجنرال ديجول فی فرنسا،وكان ماوتسی تونغ فی الصين،وكان هوشی مِنَّه فی فيتنام، وكذلك كان حال امريكا بعد الحرب الأهلية،،وبعد إستقرار الأحوال،يعود الأمر بيد الشعب عبر الممارسات السلمية
المحددة بالدستور٠
ويواصل محدثی فی الرسالة حديثه، فيقول أنا لو كنت فی السودان بمشی من بيتنا الی المدرعات طوالی،عشان أحمی اسرتی واهلی وبيتی ووطنی
مافی دولة بدون جيش، ده عبث، مافی حاجة إسمها جيش كيزان وفلول وبرهان
-البرهان قاٸد الجيش يمشی ويجی غيره،مثله مثل عبود او النميری او سوار الدهب او البشير،ويبقیٰ الجيش السودانی،،والناس البيقيفو ضد الجيش من مراهقی السياسة السودانية ومثلهم اللالفايتية،ومناضلی الكيبورد،والذين يقودون التعبٸة ضد الجيش،وكلهم خارج السودان،مابين اديس ونيروبی،مشترنهم،محمد بن زايد، لصالح أجندته،وآبی أحمد لصالح أجندته،ووليم روتو لصالح أجندته، ومحمد كاكا بأجندته، والله الواحد ماقادر يعمل معاهم الحد الأدنی بالسلام عليهم، يشعر بالقرف منهم،
والمليشيا ليست خيار العقلاء من القباٸل
المحسوبة علی المليشيا لأنهم يعلمون أنه لا مجال No way لمحاولة فرض الرأی بالقوة المسلحة، ولايمكن للمليشيا أن تكون خيار العقلاء بأی حال وتحت ای مسمیٰ٠
شعار المرحلة هو أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وبعد تحقيق النصر الوشيك بإذن الله،علی الجميع أن يضعوا السلاح،ولابد ان يكون السلاح بيد الجيش، والجيش فقط،فلا حركات مسلحة تنال محاصصة بسبب حملها السلاح يوماً ما،وعلی كل الحركات إلقاء السلاح والإنخراط فی العملية السياسية،
وكلنا علی قلب رجل واحد مع الجيش،وكل من يتخلف عن مناصرة الجيش،أو يحاول تخذيل الجيش لا بد أن يُخضع للمحاسبة القانونية،لأنه موقف
غير وطنی،يرقیٰ إلی حد الخيانة العُظمیٰ
-الشباب الذين أسهموا فی التغيير بدماٸهم،أُبعدوا وأُزهقت أرواح كثيرين منهم،والشباب داخل الأحزاب الحالية مبعدون،ولم يجدوا بديلاً موثوقاً غير الجيش،فانخرطوا فی الإستنفار،وحدث
إلتفاف شعبی غير مسبوق حول الجيش واتمنیٰ أن تكون للجيش قدرات سياسية
تستوعب هذا الإجماع الهاٸل الآن٠
وفی الختام لا خيار سویٰ حسم الصراع الحالی لصالح الجيش الذی يقود البلاد عبر فترة إنتقالية تٶسِس لمشروع تتشارك فيه القویٰ السياسية بالوساٸل السلمية٠

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)