الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

تحية وتقدير إلى قيادة وشعب إريتريا

*الرياض: إيهاب وهبة مكي

مثلما الإنسان مواقف، فإن الدول أيضا مواقف، لقد وقفت دولة إريتريا الشقيقة حكومةً وشعباً، وبصورة أخوية مشرفة، إلى جانب الشعب السوداني خلال أزمته الحالية التي أمتدت قرابة الثمانية أشهر بسبب حرب لعينة تسببت فيها مليشيا متمردة.

لا أقول إريتريا الصديقة، بل أريتريا الشقيقة، لأنها وبرئاسة رئيسها أسياس أفورقي، فتحت هذه الدولة الشقيقة أبوابها لشعب السودان، وسمحت لهم بالدخول برا وبحرا وجوا، بسهولة ويسر ودون أي تعقيدات، لينعموا بالأمن والاستقرار داخل مختلف مدنها.

بل ذهبت دولة إريتريا الشقيقة إلى أبعد من ذلك، حيث أصدر رئيسها أسياس أفورقي قرارا كريما، قضي بمنح السودانيين تأشيرات وإقامات مجانية ومعاملتهم كمواطنين وليس لاجئين، وذلك مثلهم ومثل المواطنين الاريتريين، كما فتحت المدارس أبوابها بمختلف مراحلها للطلاب السودانيين بالمجان.

هذا الموقف لن ينساه الشعب السوداني لحكومة وشعب إريتريا الشقيق، كما أن هذا الموقف يمثل امتدادا للعلاقات التاريخية بين شعبي السودان وأريتريا، حيث عاشوا بيننا في السودان كأشقاء وليس كغرباء، فضلا عن ذلك فهناك علاقات مصاهرة وتواصل، وعلاقات اجتماعية عريقة تربط بين الشعبين الشقيقين.

لاغرابة في هذا الموقف التاريخي النبيل من حكومة وشعب إريتريا، ورئيسها المحترم أسياس أفورقي الذي تربطه علاقات اجتماعية عميقة وعريقة، بالسودان وشعبه، فقد كان قبل استقلال دولته، يعيش بين أهله في السودان، حيث قاد الكفاح والنضال حتى نالت دولته استقلالها عن جدارة واستحقاق.

لقد تواصلت مع عدد من الأصدقاء والأقارب الذين نزحوا إلى أشقائهم في إريتريا وقصوا لي قصصا قمة في الروعة، وكرم الضيافة، من جانب الشعب الأريتري الشقيق الذي يتميز بالأدب والأخلاق العالية، وإكرام الضيف، كما أن لديه تقدير واحترام خاص للشعب السوداني الذي يبادله هذه الشعور.

ولابد أن نذكر أن في اريتريا وقفت عدة جهات إلى جانب المواطنين السودانيين النازحين، على رأسهم عدد كبير من أبناء شعب اريتريا، وعدد من الجهات الأهلية والمنظمات الخيرية، وأيضا سفارة السودان في أسمرا، وسفارة خادم الحرمين الشريفين، وشكر خاص إلى جمعية ومسجد عبد القادر الجيلاني في اسمرا التي وفرت الدعم والمأوى للعشرات من أبناء الشعب السوداني.

لقد عانى المواطنون السودانيون معاناة بالغة، نتيجة للحرب الدائرة حاليا منذ 15 أبريل 2023، والتي دخلت شهرها الثامن، هذه المعاناة، بل هذه المأساة، أظنها لم تحدث في التاريخ الحديث لشعب من شعوب العالم، والتي تمثلت في القتل والسلب والتهجير ونهب لممتلكاتهم، وانتهاك الأعرا ض، والتي نفذتها مليشيا الدعم السريع التي تسعى إلى تغيير ديمغرافي( تغيير التركيبة السكانية)، ولكن هذا لم ولن يحدث.

وعند حدوث المصائب والشدائد والمحن، والفتن، تظهر معادن الناس والشعوب، ويظهر حقيقة عدوك من صديقك، لقد وقفت الكثير من الشعوب وبعض الحكومات إلى جانب الشعب السوداني، ففي أفريقيا، منهم حكومة وشعب جمهورية مصر الذين استقبلوا الآلآف من أشقائهم النازحين من السودان، وقاسموهم لقمة العيش، كذلك دول الشمال الأفريقي، الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا وكذلك دولة أثيوبيا والشقيقة دول جنوب السودان.

وأسيويا تأتي قيادة وشعب المملكة العربية السعودية في المقدمة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين/ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان-رعاهما الله، حيث فتحت المملكة أبوابها لاستضافة الآلاف من موطني السودان، ودعمت الشعب السوداني ماديا ومعنويا، وسياسيا، ولم تقصر بقية الدول العربية في دعم ومؤازرة الشعب السوداني، حيث وقفت إلى جانبه كل شعوب وحكومات دول قطر، والأردن، ومملكة البحرين، وسطلنة عمان والعراق، وسوريا.

التحية والتقدير لكل من وقف إلى جانب الشعب السوداني خلال محنته، وتحية خاصة وتقدير لكل من المملكة العربية السعودية، ودول أريتريا ، ومصر وجنوب السودان على وقفاتهم الكريمة إلى جنب شعب السوان وإن شاء الله تعالى غدا سيعود السودان أفضل وأحسن.
*إعلامي سوداني
@ehabmakk

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)