قصتــي مــع المهنـــدس..والبيـــرة..والجـــن
أيام وليالي في أديس أبابا (4) يكتبها مصطفى محكر
عدتُ من حي “لومبيا ” نعم هو “لومبيا” في البدء ظننته “كلومبيا” ..وهو حي راق ونظيف كحال بقية أحياء أديس ، يوجد في “لومبيا” مكتب البصمة الحيوية للذين يودون السفر إلى السعودية وفي مرات لاحقة “ساقدم إفادات مهمة للذين يريدون المجئ الى السعودية عن طريق اديس بحول الله .. وانا متجه إلى مصعد دايزي هوتيل أشار لي شخص يمني تعرفتُ عليه في الفندق ومعه آخر أثيوبي..كانا يجلسان في البهو المجاور للمطعم داخل الفندق وهو الجزء المخصص (للبار) حيث تقدم كل أنواع الخمور” البيرة ،الشري، الكونياك ، الجن ، الفودكا الخ ..وبينما كنت أتبادل معهما الاحاديث حول أجواء اديس كان كل واحد منهما أمامه “قزازة خمر” ..في هذه اللحظة أقبل علينا مهندس سوداني تعرفت عليه في أديس وهو يقيم في ذات الفندق .. شعرت بحرج بالغ خشية أن يعتقد هذا المهندس “المهيب” أني أتعاطى “الخمر” مع أن رأسي لايتقبل مطلقا غير”الشاي والقهوة” ، سلمت عليه وحاولت ببعض الكلمات العابرات أن أرسل له رسائل بأن الصدفة وحدها هي التي قادتني لهذه “الطاولة المخمورة ” ذهب المهندس وترك في نفسي شئ من “الحرج”. ليس هذه القصة بل القصة ما حدث في اليوم التالي .
نعم في اليوم التالي وذات مغربية”باردة” كنت في طريقي الى المطعم السوداني ، وقبل أن أغادر لمحت المهندس وقد رفع يده لي منادياً ،أقبلت عليه فوجدته كما يقولون “سكران طينة” ..أختلطت المشاعر بين الحزن والضحك ..الحزن على إحساسي العميق أمس بالحرج والضحك على “سكرة المهندس المهيب”..حينها قلت كمال قال الامام في قديم الزمان : “آنَ لأبي حنيفة أن يمد رجليه”. ولأننا ننقل بصدق حركة الحياة في أديس ابابا،سنأتي على ذكر كثير من الذي شهدناه وعايشناه.
أما “الخمور” المستوردة ، تباع في البارات بل وفي كثير من البقالات بصورة طبيعية ..ورغم ذلك لم نلحظ شخص يترنح في الشارع ..وتبقى تلك من ثقافات بعض الشعوب .”نواصل “
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط