حرب الجنجويد الجديدة
( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد الوهاب
مع التراجع الكبير لقدرات الدعم الصريع القتالية ، وانحسار قواه وقواته ، بسبب الإنتصارات المتتالية للجيش السوداني ، الذي بدا متحكما بالمناورة والمباغتة لآخر جيوب التمرد المتفلتة والمنتشرة على غير هدى وبدون قيادة فاعلة .
يبدو أن قوى الشر الداعمة لهذا الصريع ، لم تقنع من الهزيمة بالإياب كسيرة ذليلة ، فراحت تنشر أجنادها ومرتزقتها لكسر ظهر السودان من خلال إنهاكه حد الإنهيار .
بأساليب قذرة ودروب ملتوية معتمة تشمل غسل الأموال وتزييف عملته وتهريب منتجاته، وإمتصاص العملات الأجنبية ، وتوسيع دائرة الحرب عبر الرشى التي تدفعها دويلة الشر لرؤساء دول الجوار وتركيعهم بما يخدم خططها البديلة الجديدة .
وهي الوصول بالشعب إلى نقطة الصفر معنويا وماديا، وتزهيده في جيشه وفي جدوى هدفه المشروع المتمثل برد العدوان الغاشم ودحره وتصفير عداد إمداده.
بل تجعل الشعب يلعن وطنه ويكرهه ،فتقود أجياله المنتجة إلى الهجرة ، لينتهي أكثرها عاطلا متسكعا يعتاش على الهبات ودولارات المنظمات وملاهي القمار والأفعال المقبوحة .
تشهد أسواقنا الآن تدفقات هائلة تصل لملايين الأطنان من المنتجات ، كالسمسم والقطن والبصل والفول السوداني والذرة وعباد الشمس والقمح ، مما يمكن أن تدعم الخزينة بمليارات الدولارات، لو تم التحكم بها بإتقان وحزم منذ الوهلة الأولى .
يشمل هذا التحكم ، توفير الحماية للمنتجين بتحصينهم من الوقوع في فخاخ الإبتزاز والبيع بالخسارة لأصحاب الأموال المشبوهة والتي ربما تكون مزورة.
حدثني مصدر وثيق الصلة، بأن أشخاصا غير معروفين للمنتجين ( مواطنين وأجانب) يقتحمون الآن أسواق السمسم والبصل وغيرهما ويدفعون أموالا طائلة للشراء وبكميات غير محددة ، مما جعل الأسعار تقفز بوتيرة متصاعدة لا تشبه أسعار إفتتاح البيع للمنتجات الجديدة.
وأضاف : أن الأموال ، تشبه تلك المنهوبة من المصارف وذلك في طريقة رصها وتسلسلها وربطتها ، مما يوفر شكوكا واسعة تجاه مصادرها ، والراجح أن تكون هي مليشيا الدعم السريع .
بكلمة ، نقول إن إقتحام أسواقنا ، من الأجانب والجهات المشبوهة بغرض الهيمنة عليها وتجفيفها عبر التهريب ، لا يقل ضررا أو خطرا عن إقتحام الخرطوم بأسلحة الموت والتدمير .
ويبدو أن شهية قادة الحرب ومن ورائهم أكابر الممولين ، باتت مفتوحة لضرب الوطن من خلف جيشه، بعد الخسارة العسكرية المذلة للمليشيا وآخرها شرقي الجزيرة أمس ، عبر سرقة منتجاته ولو برميها في البحر .
عليه ؛ يجب الإنتباه عاجلا إلى ضرورة تحصين الأسواق و الحدود وتشبيكها رقابيا والقضاء على الهشاشة الأمنية وتفعيل القوانين الرادعة ضد المهربين ومعدومي الضمير من المسؤولين في كافة الوزارات ونقاط التفتيش والعبور ، وجعل كل تجاوز لها يرقى إلى مقام الخيانة العظمى التي يستحق فاعلها الإعدام .
كما ينبغي وضع سياسات حمائية صارمة لمنتجاتنا وحمايتها من الإغراق بالسلع الرديئة الرخيصة التي تعبر إلى حدودنا دون رقيب .
إن الحرب على السودان تقوم اليوم ، على مبدأ تنظيف المكان وتفريغه كليا من الأحياء ومن أسباب الحياة ، ليتسنى للغزاة الطغاة الإستحواذ على خيراته ، فوق الأرض وتحتها ، وهي حرب يتشارك فيها الأعداء ، بل وحتى من نظنهم ؛ بحسن نيتنا المفرط ؛ أشقاء وأصدقاء !
وعليه ؛ فإن صياغة خطة فاعلة ، مستجيبة للحاضر والمستقبل ، تحفظ للوطن سيادته ومصادر رزقه أصبحت ضرورة ملحة لسودان ما بعد إنجلاء الحرب .
خطة تجعل الشعب يحقق بالجدارة والإقتدار شعار : سلة غذاء العالم . ومحو شعار : رجل افريقيا الكسيح المريض ، الشعار الذي تم تدويره وتسكينه بخبث وقصد في نفوس السودانيين فأقعدهم وثبط هممهم وأفقدهم التماسك والشعور بالثقة.
ودمتم
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط