التصنيف: مقالات

  • حرب الجنجويد الجديدة

    ( هذي رؤاي)
    عبد العزيز عبد الوهاب

    مع التراجع الكبير لقدرات الدعم الصريع القتالية ، وانحسار قواه وقواته ، بسبب الإنتصارات المتتالية للجيش السوداني ، الذي بدا متحكما بالمناورة والمباغتة لآخر جيوب التمرد المتفلتة والمنتشرة على غير هدى وبدون قيادة فاعلة .

    يبدو أن قوى الشر الداعمة لهذا الصريع ، لم تقنع من الهزيمة بالإياب كسيرة ذليلة ، فراحت تنشر أجنادها ومرتزقتها لكسر ظهر السودان من خلال إنهاكه حد الإنهيار .

    بأساليب قذرة ودروب ملتوية معتمة تشمل غسل الأموال وتزييف عملته وتهريب منتجاته، وإمتصاص العملات الأجنبية ، وتوسيع دائرة الحرب عبر الرشى التي تدفعها دويلة الشر لرؤساء دول الجوار وتركيعهم بما يخدم خططها البديلة الجديدة .

    وهي الوصول بالشعب إلى نقطة الصفر معنويا وماديا، وتزهيده في جيشه وفي جدوى هدفه المشروع المتمثل برد العدوان الغاشم ودحره وتصفير عداد إمداده.

    بل تجعل الشعب يلعن وطنه ويكرهه ،فتقود أجياله المنتجة إلى الهجرة ، لينتهي أكثرها عاطلا متسكعا يعتاش على الهبات ودولارات المنظمات وملاهي القمار والأفعال المقبوحة .

    تشهد أسواقنا الآن تدفقات هائلة تصل لملايين الأطنان من المنتجات ، كالسمسم والقطن والبصل والفول السوداني والذرة وعباد الشمس والقمح ، مما يمكن أن تدعم الخزينة بمليارات الدولارات، لو تم التحكم بها بإتقان وحزم منذ الوهلة الأولى .

    يشمل هذا التحكم ، توفير الحماية للمنتجين بتحصينهم من الوقوع في فخاخ الإبتزاز والبيع بالخسارة لأصحاب الأموال المشبوهة والتي ربما تكون مزورة.

    حدثني مصدر وثيق الصلة، بأن أشخاصا غير معروفين للمنتجين ( مواطنين وأجانب) يقتحمون الآن أسواق السمسم والبصل وغيرهما ويدفعون أموالا طائلة للشراء وبكميات غير محددة ، مما جعل الأسعار تقفز بوتيرة متصاعدة لا تشبه أسعار إفتتاح البيع للمنتجات الجديدة.

    وأضاف : أن الأموال ، تشبه تلك المنهوبة من المصارف وذلك في طريقة رصها وتسلسلها وربطتها ، مما يوفر شكوكا واسعة تجاه مصادرها ، والراجح أن تكون هي مليشيا الدعم السريع .

    بكلمة ، نقول إن إقتحام أسواقنا ، من الأجانب والجهات المشبوهة بغرض الهيمنة عليها وتجفيفها عبر التهريب ، لا يقل ضررا أو خطرا عن إقتحام الخرطوم بأسلحة الموت والتدمير .

    ويبدو أن شهية قادة الحرب ومن ورائهم أكابر الممولين ، باتت مفتوحة لضرب الوطن من خلف جيشه، بعد الخسارة العسكرية المذلة للمليشيا وآخرها شرقي الجزيرة أمس ، عبر سرقة منتجاته ولو برميها في البحر .

    عليه ؛ يجب الإنتباه عاجلا إلى ضرورة تحصين الأسواق و الحدود وتشبيكها رقابيا والقضاء على الهشاشة الأمنية وتفعيل القوانين الرادعة ضد المهربين ومعدومي الضمير من المسؤولين في كافة الوزارات ونقاط التفتيش والعبور ، وجعل كل تجاوز لها يرقى إلى مقام الخيانة العظمى التي يستحق فاعلها الإعدام .

    كما ينبغي وضع سياسات حمائية صارمة لمنتجاتنا وحمايتها من الإغراق بالسلع الرديئة الرخيصة التي تعبر إلى حدودنا دون رقيب .

    إن الحرب على السودان تقوم اليوم ، على مبدأ تنظيف المكان وتفريغه كليا من الأحياء ومن أسباب الحياة ، ليتسنى للغزاة الطغاة الإستحواذ على خيراته ، فوق الأرض وتحتها ، وهي حرب يتشارك فيها الأعداء ، بل وحتى من نظنهم ؛ بحسن نيتنا المفرط ؛ أشقاء وأصدقاء !

    وعليه ؛ فإن صياغة خطة فاعلة ، مستجيبة للحاضر والمستقبل ، تحفظ للوطن سيادته ومصادر رزقه أصبحت ضرورة ملحة لسودان ما بعد إنجلاء الحرب .

    خطة تجعل الشعب يحقق بالجدارة والإقتدار شعار : سلة غذاء العالم . ومحو شعار : رجل افريقيا الكسيح المريض ، الشعار الذي تم تدويره وتسكينه بخبث وقصد في نفوس السودانيين فأقعدهم وثبط هممهم وأفقدهم التماسك والشعور بالثقة.

    ودمتم

  • المليشيا .. تفكيك الحواضن

    ما وراء الخبر
    محمد وداعة

    * من اكبر اربعة قبائل تعلن انحيازها للقوات المسلحة*
    *قبائل الرزيقات و المسيرية و الهبانية و البطاحين تعتبر من اكبر حواضن المليشيا المتمردة*
    *انسحابات بالالاف لابناء هذه القبائل من صفوف القوات المتمردة*
    *قبيلة الرزيقات تشهد خلافات عميقة و انقسامات كبيرة بسبب الموقف من المليشيا*
    جاء فى الاخبار ان ناظر قبيلة البطاحين منتصر خالد التقى رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان و نقل له دعم ابناء البطاحين للقوات المسلحة فى الحرب ضد مليشيا قوات الدعم السريع المتمردة ، و تبرؤه من بعض المتفلتين من ابناء البطاحين الذين يوالون المليشيا المتمرد و يقاتلون فى صفوفها ،
    من جهة اخرى اصدرت التنسيقية العليا لأبناء بني هلبا بالسودان بيانآ جاء فيه (أن المليشيا لاتمثل أهل دارفور ولاتمثل عرب دارفور ولا تمثل إلا أشخاص مجرمين حرامية مرتزقة لا أهداف لهم …. تجدد وتؤكد التنسيقية وقوفها الكامل مع القوات المسلحة وأن تظل بجانبها تقاتل وتحرض على القتال حتى تطهير جمييع أرجاء الوطن من دنس العملاء الخونة ومايسمى بالدعم السريع وذلك رغم الاستهداف الممنهج لقيادات التنسيقية كقيادات للقبيلة وممتلكاتهم ومنازلهم وأسرهم ورغم التهديدات التي وصلت مجموعة من قيادات التنسيقية بالتصفية أو الاستسلام ، لا لشئ إلا لأننا أعلنا وقوفنا مع الجيش في معركة الكرامة لأنه المؤسسة الشرعية الدستورية القومية المنوط بها الدفاع عن الوطن والمواطن ) ،
    منذ امس الاول يتم تداول كثيف لعدد من الفيديوهات من ولاية غرب كردفان من ( بابنوسة و الفولة و الميرم ) و هي توثق لإنحياز مجموعات كبيرة من مقاتلي المسيرية و اصطفافهم مع القوات المسلحة دفاعاً عن السودان و عن ولايتهم و مدنهم في مواجهة غزو المليشيا بمساندة مرتزقة دول الجوار ، الفيديوهات تضمن اداء القسم بالولاء للوطن و الالتزام بالدفاع عنه و مقاتلة المليشيا بجانب القوات المسلحة ،
    هذه المواقف و ان جاءت متأخرة فهى بلا شك تمثل ضربة كبيرة للمليشيا لجهة الامداد البشرى و الارض التى تتحرك فيها مما يحرمها من مساحات واسعة كانت تتحرك فيها بسهولة و تجد فيها بيئة صديقة ، و هذا الاصطفاف الجديد يعيق بدرجة كافية طرق الامداد القادمة من تشاد عبر مطار ام جرس، من ناحية اخرى يضع القوات المتسللة من الخرطوم و البطانة و شرق النيل فى وضع حرج ،
    هذه المواقف لم تأت من فراغ ، و بغض الطرف عن الاختلاف فى تقييم نتائجها من منطقة الى اخرى ، فهذه المواقف جاءت بجهود حثيثة قادها بعض ابناء هذه القبائل بمساعدة و مساندة قيادات وطنية معروفة من خارج هذه الحواضن ، و هى تعتبر استمرار لتفكيك نظام الكوتة الذى شاركت به هذه القبائل فى قوات الدعم السريع ، و صحيح ان هذه المواقف جاءت بعد ظهور دلائل على هزيمة المليشيا و تخبطها و عدم قدرتها على توفير مرتبات لهذه الجماعات و شح فى الغنائم المتوقعة ، بالاضافة الى الخسائر الكبيرة فى الارواح بين ابناء هذه القبائل ،
    من المتوقع ان تشهد الايام القادمة احتدام الخلاف بين بطون قبيلة الرزيقات ، وهى تعتبر الحاضنة الاكبر للمليشيا المتمردة ، و الحقيقة ان بعض القيادات لم تقف الى جانب التمرد ابتداءآ ، رغم خفوت صوتها، و البعض الاخرمنها تريد ان تضع حدآ للانجرار الاعمى خلف اسرة دقلو بعد الجرائم و الانتهاكات المشينة التى ارتكبتها المليشيا المتمردة و تبدد الاحلام فى السيطرة على الدولة ، و قلة من المستفيدين و مقاولى الحرب هم الاعلى صوتآ فى التمسك بالسير خلف اسرة دقلو رغم الخسائر فى الارواح و التكلفة الباهظة التى تتكبدها القبيلة اقتصاديآ و سياسيآ و اجتماعيآ ، و ان قاد ذلك للانتحار ، انها حرب القبيلة ضد الدولة ، و مع ذلك فأن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي ،

  • *البرهان ودقلو*

    *إشارات*
    *راشد عبد الرحيم*

    كثيرا ما تعبر الصورة أكثر من الكلام وتجعل الامور واضحة وبينة .
    في هذه الحرب رأينا صورا ومقاطع فيديو عديدة لرئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق اول البرهان وعلي الجانب الآخر رأينا صورا ومقاطع للرجل الثاني في الدعم السريع عبد الرحبم دقلو .
    مع الصور سمعنا تعليقات وكلمات منهم معبرة سارت بها الركبان .
    دخل القائد العام للجيش إلي إجتماع هيئة القيادة بزي عسكري يعبر عن خوض المعارك وقال للقادة ( ناس الشجرة بسلموا عليكم ) .
    عبارة تعني البساطة والتواصل مع من هم في القيادة ومن هم في الشجرة من الجنود و الضباط .
    ثم خرج البرهان إلي كرري متحدثا لجنوده بمعاني الثبات والقوة والتبشير بالنصر .
    ثم رأيناه ملتحما بشعبه يجلس لبائعة شاي ويأكل ( الزلابية ) ويشارك جنوده في تناول صحن فتة فول .
    من بعد زار البرهان مواقع عسكرية ومدنية في عدة مناطق وزار أسر الشهداء معزيا والجرحي مواسيا .
    كانت هذه هي صورة القائد المعبرة التي تقول أنه مع الناس ومع شعبه ومع جنده يقود المعارك .
    ثم رأينا صورا لعبدالرحيم دقلو وكان أول مشهد له ظهر فيه وهو يسأل البرهان مستعطفا ويقول ( بتحاربنا ليه يا البرهان ؟ ) ثم ظهر في نيالا بخطاب التهديد والتبشير بالحرب .
    لم يزر مدنا ولم يلتق جمهورا ولا مواطنين ولم يذهب لعزاء موتاه وكأنهم جيف ماتت لأجل أن يحكم هو وأسرته .
    ظهر دقلو في نيالا وهو يصدر قرارات بتعيينات وكان أغلبها لمسؤلين سابقين في المؤتمر الوطني متنكرا بذلك عن هدفه الأكبر الذي شن بسببه الحرب و هو أنه جاء ليحارب ( الكيزان ) .
    صورة الدعم السريع الباطشة المتنكرة لشعبها قدمها دقلو .
    صورة القائد العام للقوات المسلحة التي تدافع عن شعبها وتعيش معه اتراحه وأحزانه وإنتصاراته قدمها الفريق أول البرهان .
    هل كان سيحكمنا عيي لا يكاد يبين والغ في الدماء إذا لا قدر الله و إنتصروا ؟

  • والايقاد تشهد بالهلاك

    موازنات..
    الطيب المكابرابي

    حتى يوم امس الاول القريب كان البعض يمارس الكذب والخداع ويحاول الاستمرار في لعبة تقول ان قائد التمرد حي يمارس حياته كما يفعل الناس وانه دخل في محادثة بعد انتهاء قمة ايقاد مع الرئيس الكيني!!!
    اختفى الرجل منذ مايو المنصرم والحرب تدور ولا قول له فيها ولاعلم والقوم في كل يوم يكذبون ويصنعون من الأفلام والهضربات الصوتية مايحاولون به أيهام الناس وايهام ابناء جلدته الذين القى بهم في المحرقة انه حي ويقود المعركة !!!
    مما راج في الأخبار أمس ان منظمة ايقاد والتي أقرت التقاء قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان وقائد التمرد حمدان اخطرت الجانب السوداني ان المتمرد عبدالرحيم دقلو هو من سيلتقي الفريق البرهان وليس حمدان كماهو مقرر..
    من خلال هذا الاخطار نقول ان الايقاد تاكدت ثم اكدت وفأة قائد التمرد

    أوخروجه من الوعي وعدم القدرة على ممارسة اي فعل أو حراك وبالتالي اثبتت كذب الجماعة وممارستهم التضليل منذ مايو الماضي وحتى امس الاول وبالتالي اثبتت أنهم يكذبون في كل شئ..
    اقرت الايقاد لقاء قائد الجيش وقائد التمرد وهاهي تعلن عدم وجود قائد التمرد افلا يجوز لقائد الجيش ان يتمسك بلقاء قائد التمرد ان تنازل وقبل هذا اللقاء ؟
    ثم من هو قائد هؤلاء المعتدين الان ومن يتحكم فيهم وفي حركاتهم وسكناتهم ومن يقودهم ويوجههم الى مثل مابفعلون؟
    ثم اخيرا من أين تضمن الايقاد ان لهؤلاء قائد ياتمرون بامره وينفذون اوامره ان هو امر بخروجهم عن بيوت الناس والتوقف عن السرقة والنهب وسئ المارسات والافعال؟
    مانعتقده جازمين ان هؤلاء لا قائد لهم وانهم كانوا ومازالو قطاع طرق ومجرمين محترفين وبشر خلقة ولايشبهون البشر اخلاقا ولا ينتمون الى اهل هذا البلد بأي حال وعلى الايقاد وغيرها ان تتعامل معهم كما يتعامل العالم مع عصابات المافيا ومنظمات الارهاب ..

    وكان الله في عون الجميع

  • الدنية في مقابل الدناءة

    ( هذي رؤاي)
    عبد العزيز عبد الوهاب

    لاتزال الإمارات ، برأسها الوسواس الخناس ، سادرة في غيها، ترسل أسلحة الموت والتدمير لشعبنا ، وتعمل على تفتيت وحدته وتشتيت شمله .

    تفعل ذلك حتى على غير الطريقة التي يبرع فيها الدهاة الخبثاء الذين يتوارون تحت طيات لا تكاد تبين ، ويباغتون ثم ينكرون ، لكنها تدمر وتقتل بوجه مكشوف ، كما الدهماء الأغبياء ، بما يضعها في خانة العدو المجاهر بالمشاحنة والبغضاء للسودان شعبا وتاريخا .

    السودان الذي منح الدويلة الشريرة معنى أن تكون ، حين أخرج رجاله رجالها بمودة ورفق من دهاليز الجهل وسوء التصرف ومن بداوة الفكر وبؤس الحال ، إلى نور المعرفة والسؤدد ومكٌنها من مغالبة مكاره العيش بأقدار التلطف وأمانة التكليف ، تشهد بذلك بلديات أبو ظبي ودبي وشرطتها ومشافيها ومدارسها بل وحتى ديوان أميرها .

    فكان السوداني هو المعلم والطبيب وأمين المال و السر وحامي الحمى والعروض ، بينما كان البدوي لاهٍ يتلاعب بالمال المسال الذي هبط عليه فجأة ، فلم يكن يعرف كيف يحسبه أو يحبسه ، حتى أن الشيخ شخبوط الذي حكم الأمارة المبتدئة كان يحتفظ بمال النفط تحت وسادته وفي مخزن ديوانه ليباغته الفأر فيقضمه ويتلفه .

    ثم تنبه خليفته الشيخ زايد للمأزق ، فيمم وجهه شطر الخرطوم باحثا عن السند القوي الأمين فوجده عند النميري ومأمون بحيري ، الأول في تدبير الحال وتدريب ( العيال ) والثاني في حفظ المال وصياغة عقول الرجال !

    لم يدٌعي السوداني يوم ذاك ولا حتى يوم الناس هذا، عفة ولاعصمة ، بل هو بشر من البشر ،يعترف بأخطائه ، بينما يتباهى الآخرون بفضائله ، ومن هؤلاء شعب الامارات نفسه المغلوب على أمره و الغاضب على شنيع صنيع مشائخه !

    وهنا كلمة حق يجب أن تقال في حق شعب الإمارات ، فهو كريم يكن كامل التوقير لشقيقه السوداني .

    توقير تأسس عبر صحبة وإختبار و طول تعهٌد إمتد لعقود .

    واليوم أجدني ضجرا حد الغثيان أمام رد الفعل البئيس المتدني الذي تعاملت به الخرطوم وتولت كبره الخارجية ، تجاه الدناءة التي تباشرها أبوظبي تجاه الخرطوم عبر تحشيد المرتزقة من الداخل والخارج تقصٌدا لتمزيق السودان ومحوه من خارطة المكان والزمان .

    والسؤال الذي ينهض في وجه خارجيتنا هو : ماذا يعني طرد ملحق ثقافي أو عسكري من الخرطوم ردا على شحنات السلاح التي ترسلها أبو ظبي لتدمير بلادنا؟ .

    إنه فعل يشبه مد غصن الزيتون أو رفع المنديل الأبيض لمن يحمل خنجرا مسموما عيانا لايدسه خلف ظهره .

    لماذا تتباطأ الخرطوم حتى يوم الناس؛ هذا حين لا تطرد الخارجية سفير دويلة الشر؛ منذ الوهلة الأولى لثبوت ضلوع الشيطان في حرب الخرطوم ؟ أم أنها تنتظر مكشوفة الظهر نازلة أكبر ، كأن تقذفنا أبوظبي بقنبلة كقنبلة هيروشيما لتقوم بعدها بطرد السفير ؟
    أي عرف دبلوماسي هذا ؟ وأين يمكن رصد هكذا سلوك أو صفه في علاقات الدول ؟

    ما السر وراء سلوك حكومة الخرطوم تجاه الغطرسة الظبيانية وهي تصل ليلها بنهارها لتحقيق أهدافها الشريرة ؟ وما المستور الذي يجعلنا نقبل الدنية في ديننا ودنيانا كما قال الفاروق ابن الخطاب ؟ وبين أيدينا من الأوراق والمفاتيح التي يمكن أن نرد بها الصاع صاعين لدويلة بني صهيون في نسختها المعربةو المتضخمة بالمال الحرام . حتى راحت تداهمنا بالمرتزقة المستأجرين لا بفحولة أشاوسها ذوي الكروش المتدلية الذين لم يدخلوا معركة ولا خاضوا دواسا.

    والآن أيها السادة ، فإننا أمام إختيار وقرار واحد لاثاني له ، فدناءة أبوظبي ( الرسمية ) لا الشعبية ، وربيبتها الفاجرة دبي ما دامت تتغذى من تجارة الجنس والقمار والربا ،وما دامت لا تملك لنفسها رجاء ولا رجالا ، وما دامت غارقة و( مشلوبة ) بالتمام وخاضعة كليا لسلطان تل ابيب ، فإنها ستخرج كليا من توصيف القوة التي تجعلها في مقام من يمنح حق البقاء أو الفناء لأحفاد رجال يحبون الموت كما تحب هي حياة الدعة ونوم الضحى .

    إن على الخرطوم أن تتخلى عن الإنكسار ، وأن تتحلى بالجسارة لتعلن على الملأ قرارها بأن الإمارات باتت عدوة لله وعدوة للشعوب الحرة من ليبيا إلى اليمن إلى الجزائر ثم السودان ، وأن دمها حلالا و أن ديوان حاكمها سيكون في غير مأمن من الإنتياش ، وأن سفارتها بالخرطوم يجب أن تغلق كليا وأنها لن تعود حتى يعود حاكمها لرشده .

    على الخرطوم أن تختار وتقرر بلا تأخير ما يجب أن يكون ، فالشعب قد ملٌ الإنتظار ويريد أن يربح راحة ضميره من حالة الغليان الذي لا يكاد يبرد .

    ودمتم

  • هذان .. وعزل البرهان !!

    موازنات
    الطيب المكابرابي
    تصريحات متزامنة متطابقة ادلى بها كل من السيد محمد الحسن التعايشي عضو المجلس السيادي الذي تم حله بموجب القرارات التصحيحية في اكتوبر 2021 والسيد الهادي إدريس عضو المجلس المقال بعد ركله الحكومة التي وقع معها اتفاق سلام في جوبا ثم عاد الى التمرد باعلانه دعم متمردي الدعم السريع ..
    تصريحات الرجلين المتزامنة المتطابقة تحدث الناس عن أحلام تدور باذهان هؤلاء وإن ماسمياه المجلس السيادي الشرعي سيجتمع في السودان وسينظر في عدة قضايا من بينها عزل رئيس المجلس الفريق الركن عبدالفتاح البرهان ،!!!
    الرجلان وعلى مايبدو يقولان ما لايفعلان ويحركان دمى تنشط في نقل مايقولان فقط لتمتلئ الساحة ضجيجا باصوات تصدرها البراميل الفارغة..
    من جاء بالبرهان رئيسا للمجلس وكيف جاء به وتحت اي مسوغ وضع البرهان في هذا المكان؟
    كيف لمثل من حكم الناس بالحقد والكره والانتقام ان بفكر مرة اخرى في العودة الى الكرسي
    كيف لمثل من ارتمى في حضن التمرد خوفا من بطشه أو طمعا فيماعنده من مال ان يقول أنا الحاكم الشرعي وانا من يستحق الجلوس على الكرسي,؟
    هذان حالمان يبعثران الاحاديث فتتناقلها ابواق لاهم لها إلا الترويج لمايؤذي السودان ولاتعرف غير ان تطير بكل حديث صادر عن المقعدين كسيحي الحركة والفعل وعلى راسهم هؤلاء الذين احتمى بعضهم بالتمرد وهرب البعض بحيث لم يعد قادرا على العودة دعك من ان يجتمع باخرين في السودان ..
    عزل البرهان امر ممكن وسهل جدا اذا ماتخلت عنه القاعدة التي تساند الجيش وكل القوات الأمنية في السودان ..وهو كذلك سهل وهين جدا اذا ماتخلت عنه هذه القوات التي يطير من موقع الى آخر متفقدا احوالها ومؤكدا ان القيادة مع القاعدة في خندق القتال حتى استئصال شافة التمرد ومعاونيه..
    من يخاف متمردين وعملاء ومرتزقة ويستعطفهم كيلا يؤذوا اهله وفي يده سلاح مثلما لهم لايستحق ان يكون قائد قوم مهما علا قدره ومهما كان ومن شرعن للغبينة والحكم بغير قانون وأعمل قانون التشفي في الناس غير جدير بان بعاد تنصيبه ولو حارس مبنى من البنايات التي صادرها دون وجه حق يوما ما..
    سنظل نسمع كما قلت ضجيح البراميل الفارغة وستستمر القافلة في مسيرها برغم النباح والنياح وستنتصر القوات المسلحة وكل السودان ثم يبدأ أمثال هؤلاء الاستعطاف من جديد …

    وكان الله في عون الجميع

  • رحلة على حافة الموت مع الراحل محمد ميرغني وجمال محمد أحمد


    عبد المطلب صديق
    في مارس 2009، أقلعت طائرة (الفو كرز50) من مطار الخرطوم صوب مدينة مروي وعلى متنها الفنان محمد ميرغني والموسيقار وعازف الكمنجة الماهر الراحل محمدية. وكان الزميل الصحافي جمال محمد أحمد، يجلس إلى جوار الفنان محمد ميرغني ولا يكف عن مداعبته عن توقعاته للحفل المرتقب في عاصمة الفن في ديار الشايقية مدينة مروي. وبينما كان الجميع يمني النفس برحلة ممتعة، لاحظ الركاب حركة غير عادية وقلق بائن بين طاقم الطائرة سرعان ما انتقل ليشمل الجميع، ولم يجد قائد الطائرة مخرج سوى الكشف عن حقيقة الكارثة التي توشك أن تقود تلك الرحلة الى محطة أخيرة لا عودة منها أبداً. حديث الكابتن كان كافيا لزيادة القلق والتوتر والخوف لدى الكثيرين عدا قلة قليلة من الموقنين بأن الموت حق وانه آت ان لم يكن اليوم فان غداً لناظره قريب. وحاول الكابتن طمأنة الركاب بانه لم يفلح في إنزال اطارات الطائرة بسبب عطل فني طارئ وعبثا حاول اقناع الركاب بان مثل هذه الأعطال تحدث في أرقى الطائرات وانه في الغالب يتم السيطرة عليها خلال دقائق معدودات. وانه سوف يسير فوق النيل بحيث يتمكن من الهبوط على سطح الماء إن دعا الحال، وفي ذلك فرصة لخفض الخسائر الى أدنى مستوى. وعادت الطائرة الى الخرطوم وظلت تدور لفترة من الزمن ليأتي الفرج وتهبط الطائرة بسلام، لكن القلوب الواجفة لم تسلم أبداَ من حالة التوتر غير المعهودة تلك. هبطت الطائرة وتقرر استئناف الرحلة في الرابعة عصراً، لكن أحدا من المسافرين لم يحضر. لمست في تلك الرحلة يقينا ملفتاً لدى الراحل المقيم محمد ميرغني فقد كان يقول لن نجد في مروي أكرم ولا الطف من اللطيف الخبير ان متنا وإن حيينا فتلك منة من الله وهو على كل شيء قدير. قال قبل عامين أقام لي اخي الشاعر محمد المكي ابراهيم سرادق عزاء في اريزونا جراء خبر كاذب بموتي وبكى السودانيون في الغربة، وعندما علمت بالشائعة اتصلت بود المكي لأطمئنه فبكى اكثر مما بكى في بداية الأمر. وقلت له ان لم نمت اليوم فالموت آت في الغد لا محالة.
    رحم الله الفنان محمد ميرغني وجعل قبره روضة من رياض الجنة.

  • المثقفون الجنجويد النظرات والعبر وشوبنهاور


    الدكتور فضل الله أحمد عبدالله

    أي نقاش مع أمثال هؤلاء المثقفين السودانيين ؟ من أين نبدأ الكلام ومتى ننهيه ؟

    ” المثقفون ” وأعني تحديدا تلك الفئة المشتغلة بالإنتاج الذهني والإبداعي – ونخص كلامنا مشيرين إلى تناقضات بعض الذين إنجرفوا بإتجاه لعاع الدنيا ، من لوامع ذهب ” آل حمدان دقلوا ” وخشخشات ورق الدراهم المجلوب من وراء الحدود على قوادم سنابك خيول الجنجويد .

    مثقفون ، نشئنا بتأثيرات منجزاتهم الكتابية الإبداعية ، وهم يبحثون عن قيم الحق بلغة الفنون ، قرأناهم منظرين ونقادا للسرديات الأدبية ، قرأناهم في الفلسفة الجمالية والشعر ووسائل الإعلام والترجمة ، فلاسفة ومؤرخين وأساتذة جامعات ، شعراء مناصرين لحقوق الحيوان ، كتبوا ملاحم بكائية ينسوا حتى ” القرنتية ” وحقها في العيش محاذية شواطئ مقرن النيلين . نجوم في المسرح والتلفزيون ، حملناهم على أهداب العيون تعظيما لهم وإعجابا بما يطرحون من أفكار تنشد رفاه أهل السودان .

    بيد أننا نعيش لحظة سقوطهم في ” ميدان التطبيق العملي ” إذ قلبوا معاني الإنتماء الوطني رأسا على عقب ، على قرار ما فعله بعض السابلة من عوام الناس ، الذين رأيناهم مع المتمردين القدم مع القدم والكتف مع الكتف أعوان خلصاء ومرشدين أوفياء لعربان والمرتزقة في عمليات نهب البنوك والأسواق ، وإحتلال بيوت المواطنين ، وقلع السيارات من أصحابها ، واختطاف الأحرار من أبناء السودان .

    أولئك الجماليون ، وفلاسفة أنسنة السياسية والحكم ، صفقوا للجنجويد في إغتصابهم للحرائر ، وممارسة الإستعباد الجنسي بأسم ، إزالة دولة ” 56 ” و ” الجلابة ” وكنس الإسلاميين .

    عم يمكن الكلام ، وصفا للحالة ، غير أن يستحضر المرء مقولات الشاعر السوداني صلاح أحمد إبراهيم مثال المثقف المنتبه لأصالته ومعنى وجوده فكتب في أكتوبر 1968م مقالا في مجلة الخرطوم تحت عنوان : ” المثقف السوداني في المصطرع الثقافي .

    وذلك المقال يتقافز كقفزات الأرنب أمامي لوصف الحال قائلا :

    ” المثقفون في السودان ” لحم رأس ” وهم يمثلون الفوضى الفكرية التي في رأس السودان ، قنوعون ، سريعوا التأثر بالفكرة القادمة من خارج البلاد ..
    جامعة الخرطوم تمثل إزدواج الشخصية في المثقف السوداني ، فهي دمغة من الدمن الإستعمارية البواقي …
    قلعة من قلاع الثقافة البريطانية والثقافة البريطانية لا تحتمل ضرة ” ..

    وأضاف قائلا :

    تقول لي : مثقفوا الخرطوم كالصحراء لا تنبت فيها بذرة ،
    أخطأت في التشبيه ، للصحراء في ماضي الزمان شاعرا ذا قلم وقدرة ،
    لكنه استكان للخمول ، للذبول وأذبل شعره ، فرط في خياله ، وما الخيال للصحراء إلا الخضرة .
    مثقفوا الخرطوم ، قهوة ، ونومة ، وسهرة وسكرة .

    أوفى صلاح أحمد إبراهيم القول في سفر تاريخ الإنتاج الكتابي الإبداعي السوداني ..

    واليوم جاءوا يجهدون أنفسهم متفلسفين ليقنعوننا بأن عربان الشتات ، هم أئمة المدنية الجدد ، ورسل الديمقراطية ، المناضلين من أجل السلام والحرية والعدالة .

    يحتاج أولئك – بالطبع – إلى جهد خارق لإقناعنا أن كل ما قرأناه قديما في كتب الفلسفة والمنطق ، والفنون ، هي كلها كانت على خطأ . وأن آل حمدان دقلو هم أهل الحقيقة والحق .

    هنا أيضا أستدعي قول الكاتب الدرامي ” أسامة أنور عكاشة ” صاحب المنجز الإبداعي التلفزيوني مسلسل ” رحلة السيد أبو العلا البشري ” الذي إنتج عام 1985م … قال جريا على لسان ” محمود مرسي ” بطل المسلسل في دور شخصية ” أبو العلا البشري ” صائحا في وجه نقيضه ” تهامي ” في صراعهما القيمي – ممسكا بيده الكتب – قائلا :

    ” لو كانت الكتب دي غلط ، قول لي وأنا أحرقهم !
    الكتب دي كلها غلط ؟

    * مقدمة أبن خلدون وكلامه عن العمران البشري ، غلط ؟!
    قول لي يا تهامي ، وأنا أحرقهم !

    * يوتوبيا توماس مور ، حلمه بأرض الفضيلة والكمال ..
    لو كانت غلط قول لي ، وأنا أحرق الكتب دي كلها !

    * النظرات والعبرات ، وحي القلم .. الجمهورية والسياسة ، الدفاع عن سقراط ، الأخلاق ، المنطق .

    * كل المفكرين دول غلط ؟!
    العقاد .
    طه حسين .
    شوبنهاور .
    ڨولتير .
    تولستوي .
    تشيخوف .
    ديكارت .
    كافكا .
    دوستويڨسكي !

    * لو كل المفكرين دول غلط ؟
    قول لي وأنا أحرقهم ! ”

    أي مثقف ذلك الذي يسقط من الدفاع عن سقراط إلي الدفاع عن آل دقلو .

  • قصتــي مــع المهنـــدس..والبيـــرة..والجـــن

    أيام وليالي في أديس أبابا (4) يكتبها مصطفى محكر


    عدتُ من حي “لومبيا ” نعم هو “لومبيا” في البدء ظننته “كلومبيا” ..وهو حي راق ونظيف كحال بقية أحياء أديس ، يوجد في “لومبيا” مكتب البصمة الحيوية للذين يودون السفر إلى السعودية وفي مرات لاحقة “ساقدم إفادات مهمة للذين يريدون المجئ الى السعودية عن طريق اديس بحول الله .. وانا متجه إلى مصعد دايزي هوتيل أشار لي شخص يمني تعرفتُ عليه في الفندق ومعه آخر أثيوبي..كانا يجلسان في البهو المجاور للمطعم داخل الفندق وهو الجزء المخصص (للبار) حيث تقدم كل أنواع الخمور” البيرة ،الشري، الكونياك ، الجن ، الفودكا الخ ..وبينما كنت أتبادل معهما الاحاديث حول أجواء اديس كان كل واحد منهما أمامه “قزازة خمر” ..في هذه اللحظة أقبل علينا مهندس سوداني تعرفت عليه في أديس وهو يقيم في ذات الفندق .. شعرت بحرج بالغ خشية أن يعتقد هذا المهندس “المهيب” أني أتعاطى “الخمر” مع أن رأسي لايتقبل مطلقا غير”الشاي والقهوة” ، سلمت عليه وحاولت ببعض الكلمات العابرات أن أرسل له رسائل بأن الصدفة وحدها هي التي قادتني لهذه “الطاولة المخمورة ” ذهب المهندس وترك في نفسي شئ من “الحرج”. ليس هذه القصة بل القصة ما حدث في اليوم التالي .
    نعم في اليوم التالي وذات مغربية”باردة” كنت في طريقي الى المطعم السوداني ، وقبل أن أغادر لمحت المهندس وقد رفع يده لي منادياً ،أقبلت عليه فوجدته كما يقولون “سكران طينة” ..أختلطت المشاعر بين الحزن والضحك ..الحزن على إحساسي العميق أمس بالحرج والضحك على “سكرة المهندس المهيب”..حينها قلت كمال قال الامام في قديم الزمان : “آنَ لأبي حنيفة أن يمد رجليه”. ولأننا ننقل بصدق حركة الحياة في أديس ابابا،سنأتي على ذكر كثير من الذي شهدناه وعايشناه.
    أما “الخمور” المستوردة ، تباع في البارات بل وفي كثير من البقالات بصورة طبيعية ..ورغم ذلك لم نلحظ شخص يترنح في الشارع ..وتبقى تلك من ثقافات بعض الشعوب .”نواصل “

  • الدهب.. الغياب الحاضر


    أحمد مجذوب البشير
    مائة يوم على الانتقال.. مائة يوم على العبور لدار الخلود السرمدي حيث المكوث الأبدي.. الدهب.. نعتٌ صككته لإمرأة تسمى بنت وهب محمد الأمين سعد نتداوله داخل أسرتي الصغيره.. لم أصكه اعتباطاً.. ولكن لتطابق الصفة مع الموصوف مظهراً وجوهراً.. امرأة مختلفة في زمان طغت فيه النمطية وشاع فيه الروتين وتمدد الاعتياد.. امرأة جمعت فأوعت.. هي مجموع مكتنز من المكارم.. ووعاء مترع وفائض بالفضائل إذا تحدثت عن الكرم والسخاء والتفاني والإخلاص ونجدة الملهوف واعانة الضعيف وإغاثة الفقير فهي في الصدر دون العالمين ست بيت من الدرجه الاولى تجيد فنون الطبخ دون مضاهاة مضاهٍ اوتنازع متنازع او او ادعاء دعي.. تحب النظافه و النظام والترتيب لدرجة الهوس والافتنان..كنت محظوظاً حيناً من الدهر وانا في شرخِ الشباب ودون العشرين من العمر حيث سنوات التكوين والتعلم.. وإذ تلفت يوما ووجدت نفسي وحيداً في البيت وقد فرغ من أغلب اخوتي فأخذتهم اشتات المهجر اما طلباً للعلم أو بطشاً في جلب الرزق.. فصرت مسئولاً عن أعباء كثر إذ لم يتبقى سواي والشهيد ضياء وكان مازال طفلاً لم يبلغ العاشرة من عمره بعد والوالد(عليه الرحمه) والأخت آمال.. كانت سانحة كبرى بالنسبه لي لأكون بالقرب منها ومن الوالد لأتعلَم فنون إداره الحياه ومعاركتها.. خصوصاً هي بلحاظ غياب الوالد احياناً بالسفر لأداء العمره في رمضان.. وما أدراك ما رمضان في السودان بطقوسه واحتياجاته المعروفه.. تقربت منها جداً حينها واصبحت افهم واستوعب ماتريد قبل أن تنطق به.. تدور الايام وتنطوي السنين واذ في شيخوختها نتساكن سويا ونترافق معا ويكون غسلها وتكفينها على يدي..ولله الحمد والمنه على هذه النعمه.. هذه خواطر مكنونه عنت وذكريات تداعت بخصوص شخصيه محوريه كان لها تأثيرا مباشرا على تكويني القيمي والأخلاقي.. ولاغرو في ذلك فهي الوالده التي ارضعتني تلك القيم بواسطه حليب صدرها.. حتى بعض من حده التي كانت تبدو احيانا في طبعها قد طرأ علينا مؤخرا منها نصيب.. لقد كانت حدتها نتاج لمقتها لبعض السلوكيات المنفره.. فهي تكره الفوضى.. وتخاصم الكسل.. وتأنف من التهاون.. وتعادي القذارة.. وتشمئز من قليل المروءة الذي لا خير فيه.. هكذا كانت لم تزحزحها عن هذه القناعات عوادي الدهر وصروف الزمان.. فقدت ثلاثة من أطفالها وهي شابه صغيره في مقتبل حياتها الزوجيه فتسربلت بالصبر والاحتساب وفقدت مثلهم ثلاثة رجال يسدون قرص الشمس كل احد منهم روايه وحكايه.. فتوشحت بثوب التسليم بإرادة الله و قدره وتصريفاته..نالها مانالها من الوفاء والخذلان.. ومن الجحود والعرفان.. فذهبت إلى بارئها بكتابها وهو الاعلم بها منا وهو حسيبها.. انه نعم المولى ونعم الوكيل..فسلام عليها حيث هي مع الصديقين والشهداء والصالحين