للمؤمنين بالمشروع الوطني.. (الحرية والتغيير).. هل تعود لمنصة التأسيس؟
[ad_1]
تقرير: محمد عبد الحميد
مازالت البلاد ترزح تحت وطأة خلافات السياسيين المنقسمين والعسكريين بسبب (كيكة) السلطة والثروة، وتدخلات دول إقليمية وأخرى غربية حسبما يرى مراقبون، في وقت يعاني فيه السودانيون من مشكلات اقتصادية ومعيشية كبيرة، مع شُح الحلول المتاحة في ظل وجود خيارات أحلاها مُر ربما تؤدي لتفتيت البلاد، كما يؤكد السياسيون أنهم يعملون ليل نهار لتفادي سقوط السودان في بئر تقسيمه العميقة لدويلات صغيرة لا حول لها ولا تقوى على الوقوف مجدداً، وتكون النهاية الدخول في حروب لا تبقي ولا تذر، فلا الزرع ينجو ولا الضرع ولا الإنسان الذي عانى ما عانى طيلة (67) عاماً منذ نيله الاستقلال المجيد، فيما تعاقبت عليه حكومات ديمقراطية وصفت بالفاشلة، وشمولية عسكرية أوصلتنا لما نحن عليه اليوم، حسب ما يقولون.
كيانات مسلحة باسم شرق السودان
دعت قوى إعلان الحرية والتغيير (القوى الوطنية) كما سمت نفسها، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، أمس، دعتها إلى العودة لمنصة التأسيس، تفادياً لانهيار الدولة السودانية التي تعاني التشظي والتشتت السياسي، وتخوض غمار حالة من التيه والضياع بانصياعها للآخر القادم من الخارج، لتنفيذ أجندة تخدم مصالحه هو وليس للشعب السوداني فيها مكان. لكن مياهاً كثيرة جرت تحت جسر العلاقة بين مكونات قوى الحرية والتغيير التي ظهرت منذ تشكيل الحكومة الأولى بقيادة رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك، في ثوب ظاهره الاتفاق وفي باطنه اختلاف كبير وصراع على الكرسي وفق مراقبين، ليبقى السؤال قائماً: هل تتفق القوى السياسية التي وقعت أول مرةٍ على إعلان الحرية والتغيير وقادت البلاد لفترتين بحكومتين مختلفتين، هل تتفق على العودة لمنصة التأسيس؟ بمعنى آخر، هل تقبل القوى التي تناحرت وتباعدت ببعضها ثانيةً؟
وفي ذات السياق رسم رئيس الحزب الوطني الاتحادي د. يوسف محمد زين رئيس كتلة (القوى الوطنية) بالحرية والتغيير صورةً زادتها قتامة مخاوفه من انتشار المخدرات والجريمة في العاصمة وتفشي القتل بدارفور وظهور النهب المسلح بولاية الجزيرة، ويليها الإعلان عن قيام كيانات مسلحة باسم شرق السودان وقوات درع الشمال، في حين حذر من أننا في مرحلة أن نعيش أو لا. وأشار زين بأصابع الاتهام الى جهات ــ لم يفصح عنها ــ تعمل على صناعة الموت والخوف بشكل محكم بين الناس، حسب قوله.
وأطلق زين صافرة الاستغاثة لكل أبناء الشعب السوداني برفع أقصى درجات الاستعداد للحاق بالبلاد قبل تقسيمها وضياعها، مؤكداً أن الحرية والتغيير هي كل الشعب الذي قام بالثورة، بينما حث على ضرورة التوافق حول الحد الأدنى لإدارة السودان، وقدم تساؤلات مشروعة بشأن من يصنع الموت بيننا؟ ومن يريد تمزيق البلاد؟
طاولة مستديرة للحوار
وبالمقابل اتفق عضو الكتلة د. حسام كركساوي مع حديث يوسف محمد زين، حول وجود الدولة السودانية أو عدمها، لكنه أضاف أن الإقصاء سبّب الاحتقان السياسي وتبعه إقصاء اقتصادي أيضاً، وزاد عليه استقطاب القوى الغربية بعض الكيانات المهنية والجماعات القبلية، وظهر ذلك من خلال المطالبات الانفصالية، فضلاً عن تزايد الانفلات الأمني. ولفت كركساوي لضرورة الجلوس حول طاولة مستديرة لحوار (سوداني ــ سوداني)، بينما أطلقوا دعوات سابقة أيام حكم حمدوك، لتوسعة قاعدة المشاركة وتكملة هياكل السلطة الانتقالية، داعياً للنأي عن التمترس خلف الإقصاء والبعد عن استخدام سلاح التخوين لمن يخالف الرأي.
وفي غضون ذلك أكد الأمين العام للحزب الجمهوري (الحرية والتغيير) بروف حيدر الصافي، أن العودة لمنصة التأسيس الأولى للموقعين على إعلان الحرية والتغيير ستُسقط أية محاولة إقصاء سياسي، الا أنه قال إن التركيبة السياسية والأمنية الحالية لا يمكنها أن تقود لتحول ديمقراطي، فيما جاهر برفضه لأي نوع من أنواع الحوار تحت مظلة الآلية الثلاثية، مشيراً إلى أن الاتفاق الإطاري يحمل بذرة فنائه بداخله. وأفصح الصافي عن قيام منصة من كل الأحزاب الموقعة التي شاركت في ثورة ديسمبر المجيدة والقوى الداعمة للانتقال الديمقراطي، وتشكيل لجان بعيداً عن أي طموح حزبي أو شخصي، لتجميع أكبر عدد من الناس للرقابة على موضوع الترتيبات الأمنية والسياسية.
تجربة السنوات الأربع
وفي المقابل يشير القيادي بحزب البعث السوداني محمد وداعة إلى أن هناك عاملاً مهماً في تعطيل مسيرة ثورة ديسمبر غير بؤس أداء الحرية والتغيير، ألا وهو التدخل الأجنبي الذي سيضيع البلاد وفق قوله. وبدأ التدخل منذ وقت بعيد عبر تلميع شخصياتٍ معينة وإخفاء آخرين، بينما طالب وداعة باللحاق بالبلاد سريعاً، واكد أن الإقصاء والتخوين لم يعد يجد آذاناً صاغية. ووصف تجربة السنوات الأربع بالساقطة والبائسة، في وقت دعا فيه للبحث عن منتج جديد يوحد الرؤية ويقدم برنامجاً جديداً. لكن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بعد التحرر أولاً من الالتزامات الأجنبية والعودة لمنصة التأسيس.
وفي ذات السياق أقر القيادي بالحرية والتغيير بشرى الصائم بأنهم خذلوا الشعب السوداني مرتين. ففي الأولى بدلاً من استلام السلطة من العسكر فاوضناهم، والثانية بابتعادهم عن تحقيق شعارات الثورة خلال الفترة الانتقالية. ويتفق الصائم أيضاً مع القيادي البعثي وداعة في تصحيح الخطأ الذي يصفه بالتاريخي بنقد التجربة السابقة والاتفاق حول مشروع يتم تقديمه لاستلام السلطة عبر قوى الحرية والتغيير، لكن ليس بمعزل عن السودانيين.
المصدر من هنا
[ad_2]
Source link
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط