السبت. يوليو 27th, 2024

تحالف (الجذريين).. خيارات المواجهة – اخبار السودان

[ad_1]

تقرير: عماد النظيف
أفرز الاتفاق السياسي الاطاري الموقع بين المدنيين والعسكريين في الخامس من ديسمبر المنصرم واقعاً سياسياً جديداً، وأحدث تحولاً في المشهد السياسي نحو الحل والانفراجة السياسية بعد عام من انسداد وانغلاق الآفاق بين مكونات الطبقة السياسية، ولكنه ايضا خلف قاعدة معارضة جديدة للعملية السياسية وفي مقدمتها تحالف قوى التغيير الجذري بزعامة الحزب الشيوعي الذي ظل يرفض التفاهمات التي تجرى بين العسكريين والمدنيين برمتها، معتبرين ان التسوية تسعى لحماية الطغمة الحاكمة بالتنازل عن السلطة المدنية الكاملة والتنازل عن محاسبة القتلة والجناة ومحاولات لقطع الطريق امام اكمال مهام ثورة ديسمبر، وفي ظل المعارضة النشطة للكتلة الديمقراطية للاتفاق الاطاري ثمة صمت من قبل تحالف الحل الجذري أخيراً، وهو ما افرز مجموعة من التساؤلات عن مدى قدرة التحالف الذي يتزعمه الشيوعي على ان يجد موطئ قدم في المشهد وفق رؤيته للحل السياسي.
تحالف الأقوياء
في نهاية يوليو الماضي أعلنت قوى سياسية ونقابات عمالية وأجسام احتجاجية في البلاد عن تحالف سياسي جديد ينادي بإسقاط الحكم العسكري ويرفض الشراكة الثنائية مع الجيش، ويتصدر الحزب الشيوعي التحالف الجديد الذي أطلق عليه (ائتلاف التغيير الجذري ووحدة قوى الثورة) الذي يضم أكثر من عشرة أجسام مهنية وفئوية بينهم مفصولو الشرطة تعسفياً، اتحاد مزارعي الجزيرة، الاتحاد النسائي، إضافة إلى أسر الشهداء وأحد فصيلي تجمع المهنيين السودانيين.

 وفي 22 مايو الفائت كشف الحزب الشيوعي عن اقتراب تأسيس ما سماه (تحالف الأقوياء) لإسقاط الانقلاب في أعقاب مشاورات أجراها مع الحركة الشعبية ــ شمال بمعقلها في منطقة كاودا بإقليم جبال النوبة، إضافة إلى حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور، وقال السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب في مؤتمر صحفي إن التحالف الوليد سيعمل على التحضير للإضراب السياسي والعصيان المدني ويضم الأحزاب السياسية المؤمنة بالتغيير الجذري واتحادات ونقابات وفئات اجتماعية والمنظمات التي ابتدعتها الجماهير مثل لجان المقاومة والحركات المدنية التي اضطرت لحمل السلاح لإقامة نظام جديد.
مستقبل مرهون
ويعتقد المحلل السياسي مصعب محمد علي أن هذا التحالف سيظل متمسكاً بموقفه برفض الاتفاق والتسوية السياسي، وربما سيمضي في الاتجاه الذي يطالب به وبالتالي معارضته لأية تسوية قادمة. وقال: (مستقبل التحالف مرهون بقدرته على تحقيق اهدافه، وهو يراهن على أدوات مثل الإضراب السياسي والعصيان المدني).
وتوقع مصعب ان تتغير التقديرات السياسية لاطراف التحالف مع مرور الوقت، وربما يدخلون في عملية سياسية مستقبلاً اذا رأوا ان بعض اهدافهم يمكن ان تحقق من خلال العملية السياسية، واشار الى أنه في واقع الامر ان التحالفات في السودان مرتبط استمرارها بمدى قدرتها على الاستمرار وتحقيق الاهداف، بالاضافة لوضوح عملها المؤسسي من خلال قيام مجلس او تنسيقية تضم أطراف التحالف، وغير ذلك فإنها لا تستطيع تحقيق الاهداف التي قامت من أجلها.
استقرار سياسي
وقال المتحدث باسم لجنة مقاومة مدينة الخرطوم حسام علي: (موقفنا واضح في ما يتعلق بالحل السياسي، وإسقاط الانقلاب هو البداية لأي حل سياسي جاد، وما عدا ذلك هو بناء على أساس هش ومراوغة انقلابية ستعقد الوضع اكثر، ولا نتوقع أن تتمكن التسوية من الوصول إلى اي استقرار سياسي حال اكتملت طبعاً، والمستفيد الوحيد منها الانقلابيون وفلول النظام وستثبت الايام صحة قراءتنا).
وبشأن ما يجري في الساحة والعملية السياسية المطروحة يقول السكرتير الإعلامي للحزب الشيوعي السوداني بالعاصمة القومية عبد الخالق محمد بابكر لـ (الانتباهة) إن خياراتهم لمقاومة الاتفاق الاطاري تتمثل في الاستمرار فى التظاهر والاحتجاج وتوسيع قاعدة القوى الثورية على مستوى الاحياء ومجالات العمل وتنشيط جبهات العمل النقابي ولجان المقاومة بالمؤسسات، وكذلك العمل على انعقاد الجمعيات العمومية وزيادة البناء التنظيمى الثورى والتوحد البرامجى لقوة الثورة (المركز الموحد)، وصولاً للاضراب السياسي والعصيان المدنى، لاستكمال شروط الانتفاضة الشعبية واستلام السلطة عبر مجلس تشريعى ثورى تكونه قوى الثورة بالاستناد للمواثيق المقدمة والمصنوعة من قوى الثورة التى تتبنى مشروع التغيير الجذرى الذى يؤسس للدولة الوطنية الديمقراطية.
محاولات لقطع الطريق
وفي ذات المنحى ترى القيادية في تحالف قوى التغيير الجذري آمال الزين، أن كل الأطروحات التى تقوم على التسوية تسعى لحماية الطغمة الحاكمة بالتنازل عن السلطة المدنية الكاملة والتنازل عن محاسبة القتلة والجناة الذين قتلوا ابناء الشعب السودانى وفقأوا عيونهم وبتروا أطرافهم ومثلوا بجثثهم والقوهم فى النهر مكتوفى الايدى والاقدام، واضافت قائلة: (كل التسويات المطروحة تمثل بالنسبة لنا محاولات لقطع الطريق امام اكمال مهام ثورة ديسمبر، واستكمال الاستقلال السياسي باستقلال اقتصادى ثقافى اجتماعى والوصول لديمقراطية حقيقية تنهى احتكار السلطة والثروة وتحقق السلام بإزالة اسباب الاحتراب من تمييز وقهر وتسلط وانتهاك للحقوق).
أوضحت قائلة: (الذين يرون ان تمسكنا بإسقاط الانقلاب وعودة العسكر للثكنات وحل مليشيات الجنجويد مجانباً للواقعية لا يدركون قوة الجماهير ولا يؤمنون بها، وهم فى قرارة أنفسهم لا يؤمنون بالنضال السلمى ولا يعتقدون الا فى الرصاصة والبطش. ونحن الشيوعيين السودانيين كنا وباستمرار ندرك عظمة هذا الشعب وقدرته على هزيمة الطغاة مهما كانت قوتهم، ونحن من قال حادينا: (والبزدريك يا ويلو من غضبك عليه ومن مشيك يا ويلو من أجله الوشيك).
مستقبل التحالف
ويشير المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر الى أن لكل مجموعة أو قوى سياسية الحق في التعبير عن رؤيتها لما يحدث في البلاد مادامت في الاطار السلمي، وان تحالف قوى التغيير الجذري يرى أن الوضع لا يمكن من تحقيق الديمقراطية الا بإنهاء قاعدة الحكم التي تكونت في العهد البائد وهذه وجهة نظر، وهذا واحد من المبادئ الدستورية التي رفعتها الثورة.
وأكد أن الجميع ــ سواء كانوا قوى الحرية التغيير او الجذرين ــ منتفقون حول المبادئ الدستورية والحريات والحقوق والمواطنة المتساوية والعدالة، لكن الاختلاف في وسائل وطرق تحقيقها، وعدم التفاعل مع الموقف الراهن من قبل الجذريين يعتبر موقفاً.

وحول مستقبل التحالف يؤكد انه في حال فشل الحوار والاتفاق الاطاري سيكون قاد لنهاية الفترة الانتقالية بحسب طرح التحالف، وهذا رهان المستقبل الذي يحدد إن كان الجذريون أم القوى الداعمة للتسوية على صواب.

المصدر من هنا

[ad_2]

Source link

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)