يابرلين اخجلي!!
فنجان
أبو مروان
تتحدث رواية ( شبه جزيرة القرم) التي صدرت في زمن الاتحاد السوفيتي (العظيم) عن سماح الشيوعيين لهذه الجزيرة بأن تتحول إلى مثال ل (هونج كونج) كمنطقة رأسمالية حرة، في شبه جزيرة القرم على البحر الأسود ..كل شئ فيها مسموح ومطروح وممنوح.. حريات مفتوحة ورغبات وشهوات بدون سقوف، المال والجنس وعلب الليل والقمار.. منطقة تزدحم بالفلل والكباريهات والمقاهي والشاليهات.. وتلمع على اسطح القصور والبنايات الانيقة فيها اطباق البث التلفزيوني.. والدعاية الغربية.. هذه المنطقة مطلوب منها ان تعكس ل (الستار الحديدي) السوفيتي كما كانوا يطلقون عليه في الدعاية الغربية صورة عن( جنة الامبريالية) المزعومة.. فقد كان الغرب المنافق يتباهى على شعوب الاتحاد السوفيتي بالحريات والرخاء..
ثم فجأة وبدون سابق انذار يغيرون في موسكو رأيهم ويقررون غزو الجزيرة.. ولم يفعل أهلها شيئا لمقاومة العدوان سوى مشاهدة الدبابات الروسية على شاشاتهم الملونة، بينما المجنزرات وحاملات الجند تتبختر في شوارعهم الانيقة بدلا عن الكاديلاك والرولز رويس وسيارات الليموزين الفاخرة التي كانت تعج بها الجزيرة..
لقد كان الكرملين يرى ان الاشتراكية والرأسمالية- خطان متوازيان ولا يلتقيان – وقد آن الأوان لوضع نهاية مأساوية للعبث الرأسمالي في الجزيرة الموؤدة..
وفي مثل هذه الايام من العام الماضي ، وضع بوتين حدا لما كان يراه مؤامرة غربية على بلاده.. اطلق رجل موسكو القوي عملية عسكرية واسعة النطاق في اوكرانيا.. لاتزال تدور رحاها علي التراب الاوكراني ولكن تردد صداها ووصل راس سوطها الي العالم اجمع.. واطلقت العملية العسكرية الروسية بدورها سيولا جارفة من اللاجئين فروا هاربين بحياتهم من السوخوي والصواريخ الذكية وكل ترسانة الحرب الباردة.. وفتحت بولندا والمانيا وغيرها ابوابها للاوكرانيين والاوكرانيات .. وتدفق الكرم الحاتمي الغربي، بشكل مريب وغريب.. لانه ليس لوجه الله.. وقد ابدت ليالي النادي الاوربي ما كان خافيا..
فعلى ايام الحرب العالمية الثانية.. كاتب بولندي يكتب عن نجاة شعبه من رمضاء النازية ليقع تحت نار الشيوعية بقوله( بلادي لم تفعل شيئا سوى انها استبدلت الطاعون الأسود بالموت الاحمر)..
نجا الاوكرانيون من القصف في (كييف) لتقع صباياهم في قبضة مقاصف الرقيق الابيض في (برلين) .. وجدت المانيا ضالتها في صبايا كييف..
تريد برلين ان تعوض بهن عن خسائرها في خط الغاز الروسي نورد ٣..بالاستثمار القذر في اجساد الرقيق الاوكراني المسكين..
فطبقا لتصريح لمسؤول في جهاز دعارة الماني رسمي فان ارباح بلاده من مواسم الدعارة الاوكراني بلغ ١٩ مليار يورو سنويا نتيجة استثمار برلين في اجساد ٤٠ الف من الرقيق الاوكراني الابيض..
في كلتا حالتيهم يخسر الاوكرانيون.. خسارة من فقد حياة ومن خسر كرامة.. كلهم سواء من فقدوا حياتهم بقنابل السوخوي المحرمة، او بمن تموت كرامتهم بمال طالبي المتعة الحرام..
في باريس بعد تحريرها من النازية كتب احد الثوار المدافعين عنها في مقبرة الشهداء سطرا علي قبره يقول ( فرنسا تذكري)..
فمن يكتب على قبر المانيا
( برلين اخجلي)..
ومن يبلغ مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوربي الميترجلة
بمقولة للكاتب الصحفي الكبير ( باتريك سيل) والتي أكد فيها بأن الدول العظمى( لا تشعر بالامتنان والعرفان لأحد كائنا من كان)!!!
تعرف فقط مصلحتها.. حتى لو من بين افخاذ اللاجئات..
المانيا.. أخجلي..!!
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط