جيوفيزيائى : السودان لا يتأثر بزلزال تركيا
تقرير: محمد عبد الرحيم
الزلزال ظاهرة طبيعية بالغة التعقيد، تظهر كحركات في الغلاف الصخري للارض على شكل تحرك وتموج مفاجىء، للصفائح التكتونية التى تتحرك مع بعضها فى حدود تقارب وتباعد او توازي وذلك نتيجة اطلاق كميات هائلة من الطاقة من باطن الارض، وإحتمالية حدوث زالزل بمنطقة ما يعتمد على عدد من العوامل أهمها البنية الجيولوجية للمنطقة وتاريخها الزلزالي
ويعتبر الزلزال الذى ضرب دولتى تركيا وسوريا فى السادس من فبراير الحالى هو الاعنف منذ زمن بعيد من الزمان ،حيث خلف كما هائلا من الدمار على مستوى المبانى وفقدان الآلاف من الانفس.
وبالرغم من وقوع السودان خارج نطاق حزام الزلازل، لكن تاريخيا« هنالك العديد من الزلازل التي تم رصدها بواسطة مراصد اقليمية وعالمية وكانت اغلبها متوسطة القوة بينما بلغت قوة الزلزال الذي حدث بولاية الخرطوم في عام 1993 (6.5) درجة على مقياس ريختر.
وحول مدى امكانية تأثر السودان بالزلازل التى حدثت بتركيا وسوريا ،قطع الجيوفيزيائى وضاح عبد الوالى سعيد من وحدة الزلازل بالهيئة العامة للابحاث الجيلوجية فى افاده نشرتها (سونا) بعدم تأثر السودان بها نسبة لاختلاف النطاقين، اذ يقع السودان فى نطاق الصفيحة الافريقية ،بينما تقع تركيا فى نطاق صفيحة لوراسيا(اوربا -اسيا)،مبينا ان السودان معرض للزلازل ولا توجد منطقة فى العالم غير معرضة للزلازل،مشيرا الى ان السودان يمتلك شبكة لرصد الزلازل ،إذ تمتلك أجهزة رصد متقدمة ومنتشرة فى العديد من الولايات فى كل من حلفا،محمد قول،ابوحمد،اركويت،مروى،السليت،المرخيات،جبل اولياء،كسلا،الدمازين ،الابيض،الجبلين،كاشفا عن وصول 4 محطات جديدة لزيادة التغطية.
واستعرض وضاح الخطة المستقبلية لقسم الزلازل بالهيئة ممثلة فى مشروع اكمال كتالوج السودان-مشروع خريطة الخطر الزلزالي ،مشروع الكود الزلزالى ،-مشروع نموذج السرعة – العمق لمنطقة البحر الحمر -رسم خرائط الخطر الزلزالي التي تساعد في تحديد المواقع المناسبة للمشاريع التنموية القومية وهي مهمة في تصميم الانشاءات الهندسية الضخمة مثل الخزانات والسدود والكباري حيث تقوم الشبكة بمراقبة النشاط الزلزالي في السودان والدول المجاورة سواء كانت الزلازل محسوسة أوغير محسوسة، وعلى المستوى العالمي تعمل الشبكة علي رصد الزلازل القوية، وتقدم خدمات الرصد الزلزالي إلى كافة قطاعات الدولة، بالاضافة إلى تبادل البيانات والمعلومات الزلزالية على المستوى المحلي وإلاقليمي والعالمي، كما تقوم الشبكة بمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي في مجالات رصد الزلازل وتحليلها لتأدية مهامها على الوجه الافضل. وتقوم باصدار التقارير الاسبوعية والشهرية والسنوية للنشاط الزلزالي في دولة السودان.
وأشار وضاح الى أهمية السودان الاقتصادية ،لامتلاكه موارد طبيعية كبيرة ممثلة فى النفط والغاز والمعادن المختلفة ،مما يتطلب تقوية هذه الشبكة وتوسيع دائرة تغطيتها ،حتى تساهم فى رصد كافة الزلازل من خلال الخريطة الزلزالية لكافة بقاع السودان،مبينا ان الشبكة تمكنت من رصد (300)هزة تراوحت قوتها بين(1-3.5)خلال العام 2022،كاشفا عن مشروعات مشتركة مع جمهورية مصر ممثلة فى مشروع دراسة مكامن الخطر الزلزالى لحوض النيل .
ولعل الهدف الاكبر لقسم الزلازل هو تقييم المخاطر الزلزالية في السودان، من خلال تحديد جميع المصادر الزلزالية النشطة وخصائصها سواء كانت داخل الدولة أو خارجها، ودرجة تأثيرها على جميع انواع المباني والبنية التحتية في الدولة، للتقليل من الخسائر والمساهمة في المحافظة على انجازات ونمو البلد وازدهاره.
وتعد الزلازل من النواميس الكونية العظيمة التى تتجلى فيها عظمة الخالق ، وضعف البشر الذين وقفوا عاجزين عن معرفة توقيت وقوعها ،او التنبؤ بها، رغم التقدم العلمى والتكنولوجى ،اذ انحصر دورهم فى رصد قوته وتحديد نطاقاته ومعالجة اثاره وسبحان الله الذى له فى خلقه شئون.
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط