قناة الجزيرة في( خطر)
فنجان
أبو مروان
…………………………..
قناة الجزيرة في( خطر)
………………………….
صيف عام ٢٠٠٥م.. وبعد رحلة متعبة ومرعبة حلقت بتا طائرة انتونوف عسكرية فوق سماء مدينة (راجا) .. تغرق راجا عاصمة ولاية غرب بحر الغزال في بحر من الخضرة وتكاد تبتلعها الغابة الاستوائية.. وعلى مدرج قصير وخطير وشبه مهجور مخصص للطائرات الخفيفة، لامست عجلات الطائرة أرض المهبط المهجور.. وصاح قائدها كالمحذر.. تمسكوا.. تمسكوا جيدا.. سنكون مضطرين لاستعمال كوابح قوية.. دقيقة من المعاناة تعادل ساعات.. ويا لها من رحلة جوية تتحول لما يشبه سباق الضاحية. او اختراق الحواجز. وكأنما هي لاعب في مضمار اولمبي.. فقد قفزت الطائرة قفزة حرة فوق حاجز ترابي.. كان بمقدوره ان يمنح قناة الجزيرة (خبرا عاجلا) لولا لطف السماء.. كافح ملاحو الطائرة وابلوا بلاء شديدا في السيطرة على (النعش الطائر) .. وفتحوا بابا خلفيا كبيرا وقيل لنا.. يللا اخرجوا بسرعة.. وخرجنا ووجدناها كما يقول الطيب صالح تلهث وصدرها يعلو ويهبط.. وقد توقفت وسط غابة من المانجو عند مدخل حي سكني عشوائي من قطاطي من القش على تخوم الغابة الاستوائية.. ووجدناهم يصبون الماء باردا علي عجلاتها كي تبرد وحتى لا تنفجر ويطلبون منا الابتعاد..
وهتف أحد الزملاء : لا تستغربوا.. فبمثل هذا الإهمال مات كثير من القادة الكبار (سمبلة) .. ولكن مايهمكم الآن .. ان تحمدوا ربكم وتشكروه لقد نجوتكم من موت محقق..
ثم لا عزاء لقناة الجزيرة الفضائية فقد خسرت في ذلك اليوم خبرا عاجلا عن تحطم طائرة عسكرية بولاية غرب بحر الغزال كانت تقل مسؤولين حكوميين ووفدا اعلاميا كبيرا وضباطا وجنودا من الحرس الجمهوري السوداني.
كان على رأس قوة الحماية الرئاسية ضابطا برتبة رائد يحمل جهاز ثريا.. وقام من فوره بإبلاغ الخرطوم عن ملابسات الحادث وبؤس المهبط الترابي الذي ستهبط عليه الطائرة الرئاسية.. كان مقررا أن يصل رئيس البلاد إلى راجا في آخر زيارة له للولاية النائية قبيل توقيع اتفاق نيفاشا وانفصال الاقليم كله..
القينا نظرة على المهبط الترابي المهجور.. الذي كانت الأشجار قد نمت فيه بفعل الإهمال وعدم الاستعمال.. وكان على أحد جوانبه تربض طائرة انتونوف محطمة.. يبدو انها كانت ضحية حماقة مماثلة.. وقال أحدهم ( بالعديل كده) لقد كنتم حقل تجربة جديدة ضمن مغامرات عديدة..
ولانه ماسمي الانسان الا لنسيه فقد نسينا السيناريو المرعب بعد أن وصلنا للمدينة وسوقها التقليدي العامر.. كانت فاكهة المانجو لا تعطيك الدرب- كما يقولون- ولا تجد من يشتريها.. إن المانجا في راجا( اضيع من قمر الشتاء) وكان السوق يعج بأنواع العسل من كل لون وطعم .. ويزخر بجلود الغزلان و النمور والفهود والأصلة وثعبان (الكراكير) .. وكانت رحلة العودة لا تقل معاناة عن رحلة الذهاب..
وقد توجهت بعد العودة للخرطوم بسؤال إلى لواء متقاعد كان درس هندسة الطيران في روسيا وتخصص تحديدا في طائرات الانتونوف…. وقد أعطى سيادته صك براءة للطائرة التي خدمت السودان كما لم تخدمه طائرة أخرى .. وقال انها في اخلاصها وفوائدها في الجو تعادل سيارة ( البدفورد) على الأرض متانة وفائدة .. وفند حوادث الطائرات من هذا الطراز بالذات.. واحدة واحدة.. مؤكدًا أن تحطمها يعود لثلاثة اسباب لا رابع لها..
سوء المهابط
وسوء الأحوال الجوية
والأخطاء البشرية..
قبل أن تضيف إليها قناة الجزيرة اخيرا.. (الجربمة السياسية) ..
قلت له لكن الرئيس السادات كان يصف الانتونوف الروسية ب(النعش الطائر)..
قال انه على غرار ماتقوله الجزيرة ( كلام ساكت ) .. فقط لا غير..
واخيرا..
فإن قناة الجزيرة نفسها ماضية لكي تتحول إلى (نعش إخباري ) فضائي عابر.. كالمنطاد الصيني .. وكما يدين الفتى يدان.. و
يوشك مذيعها احمد طه أن يقول :نشرة الاخبار تأتيكم من :
قناة الجزيرة (في خطر)!!
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط