وا أسفاً على بلدٍ بطعم ورائحة الموت !!!
قيد في دفتر الاحوال..
عثمان صديق البدوي*
وكالعادة ، وفي ظل غياب تشكيل الحكومة وهياكلها، ماعادت الأمور في السودان تثير الدهشة لدى الرجل العادي ، من جريمة قتلٍ تقع على قارعة الطريق ، وبالرصاص الحي ، أيّاً كانت ملابساتها ودوافعها !.
وكالعادة تخرج الشرطة ببيانها ، أنّها تابعت ماتم من أحداث ، وتُقِر بسقوط مُتظاهِر ، وأنه تم إتخاذ الاجراءات القانونية حيال من أطلق النار ، وتوصف ذلك بأنه سلوك شخصي ، و تصرُّف مرفوض ، ومخالف لموجِّهات رئاسة الشرطة بعدم التعقُّب أو المطاردة أثناء تعامل القوات مع المتفلِّتين الذين يستغلون الحراك، لإحداث فوضى تقود إلى ما لا يحمد عقباه ، ثم يترحّم البيان في ذيليته علي القتيل ويزجي تعازيه الحارّة لأهله وأسرته ، ولا ينسي البيان التعبير عن أسفه لهذا الحادث المؤسف .
وكالعادة .. إعتاد المواطن على أن يمسي كل شيئ عادي ! ،،، كيف لا يكون قتل إنسان عادي، وقد تكدّست مئات الجثث بالمشارح منذ مجيئ هذه الثورة “المسروقة” ؟؟!!
كيف لا يكون قتل الإنسان عادي في بلدي ، وهذه الجثامين المتكدسة المتحللة ، تُعتبر الكارثة الإنسانية الأولى من نوعها في العالم ؟! ، والعالم ساكِت ! ، في ظروف إنقطاع التيار الكهربائي، وسيلان بقايا بني آدم ، من دماء وصديد وقيح ، وتحلُّل جثته وفواح رائحته، وإهدار كرامته ، بعجز أخيه أن يواري سوءته ، حين قام الغراب بذلك ، فأحسن دفن أخيه الغراب ، بعد الترتيب لمحكمة عادلة، تشهدها كل الغربان !.
كيف لا يكون ذلك عادي وزعماء المجتمع الدولي ، ومنظمات “الضمير الإنساني الحي ” ومنذ مجيئ هذه الثورة تحط طائراتهم في مطار الخرطوم ، من أجل الإنسانية ، وعيون السودانيين “العسليّة” ! ، حين لم يتكرّم مسئول واحد منهم بزيارة مشارح العاصمة المكدسة بذلك الإنسان الذي كرّمه الملك الدّيّان ؟!.
كيف لا يكون ذلك عادي ، وحتى الفارضون علينا المشهد السياسي، (سادّين دي بي طينة ودي بي عجينة)!، وحتى الآن لا يعرف أحدهم الطريق إلى مشرحة بشاير !… ليتصوّر كآبة المنظر، ويتخيّل لوعة المشهد ! ، ولن يهمه كل ذلك طالما أنه يجلس على كرسي السلطة الوثير.. ويصرف المرتب والحافز الكبير المثير.. وكل يوم هو إلى دولة “يطير”، ويصرف النثريات بالدولار والدنانير ! ، وتنقل أخباره الوسائط والأسافير ، ويمجدّه “كسّارو التلوج” وحارقو البخور “المخابيل” !!.. ولا يهمه طالما أنّ كل صباح يحيّيه طابور الشرف أحسن تحيّة، ويردد معهم في زهو.. ويهمهم :
“هذه الأرضُ لنا “!
ثم تتقدم “السارينا” وتطلق صافراتها وتزغرد لوحدها وسط بلد حزين كئيب يقيم مأتماً ، وينصب صيوان عزاء بين الحين والآخر على شاب من الشباب، وتنفطر قلوب الثكلي والحرائر بين فقد فلذات أكبادهن، وبين العيشة مقطوعة الطاري ، التي تنتظر “عجين ” و “صاج” الإتفاق الإطاري مقطوع الطاري !
وحسبنا الله ونعم الوكيل، التي ظل يردّدها كل مظلوم في ظلمات الدجى ، حين يرفع ملف قضيته لتحكم له السماء
وما أعدله من حكم
حسبنا الله ونعم الوكيل
# لواء شرطة م
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط