طائرة الزبير ..للعمر بقية
تأشيرة دخول..
مصطفى محكر
البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة الجزيرة قبل أيام عن الشهيد الزبير محمد صالح نائب رئيس الجمهورية في ذلك الوقت ، أعاد لي شريط الذكريات ،حينما كلفت من قبل صحيفة الجمهورية التي توقفت بعد وفاة الزبير ( أبرز داعميها) ،وكان يرأس تحريرها أ. فتح الرحمن النحاس ، ويقوم على الادارة أ. النور أحمد النور، كلفت بمرافقة الشهيد ..وفي صباح باكر ذهبت الى المطار ووجدت أول الواصلين الطيب “سيخة” وممثل مراسم القصر .
لم يمض وقت طويل حتى أكتمل عدد المرافقين الذين صعدوا الى الطائرة ومعهم صعدت غير أن ممثل المراسم طلب مني النزول بحجة أن عبد السلام سليمان مدير منظمة الدعوة الاسلامية الذي أعتذر بالامس عن الرحلة وصل الان ، ولاخيار غير أن أخلي المقعد، فعلت من غير رضا..
ومن المطار عدت إلى الصحيفة بنمرة ٢ والوقت كان صباح لبثت قليلا ومن ثم ذهبت الى مقر السكن المجاور للصحيفة.
شعرت بصداع حاد، وحمى فاتصلت على شقيقي ابراهيم الموظف بالمجلس الوطني ، فجاء مسرعا ، ذهبنا الى مستشفى الخرطوم حيث تم تنويمي عندها تبين أن لدي ملاريا ..المهم في القصة أن الذين ودعوني ليلا وسمعوا خبر تحطم الطائرة نهارا اعتقدوا أني ضمن الشهداء ..خاصة أن بعض الزملاء في الجمهورية كانوا على ذات الاعتقاد ، ولم يعرفوا حقيقة عدم سفري ومرضي الا بالمساء ..
نعم نجا بعض المرافقين.. فقط اللافت لدي أن موظف المراسم الذي طلب مني إخلاء المقعد استشهد وكذلك من جلس على الكرسي ذاته استشهد. تقبلهم الله في عليين.
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط