ملحمة تاركو وصلت الميس.. لتكتب نهاية للغش والتدليس!!!
فنجان الصباح
احمد عبدالوهاب
( لماذا أخفى سعد بابكر وعبد الخالق عقد البيع الرئيس والمخالصة النهائية إذا لم يكن هنالك غش وتدليس؟!) ( المحكمة القومية العليا)
قصة الاستيلاء غيلة وغدرا على( تاركو) لاينبغي ان تعالج في عجالة.. ولو أنها لا تنسى..
بل يتعين على أنصار العدالة في السودان وأي مكان، وأي زمان، أن يرووا قصتها للأجيال وللتاريخ و للإنسانية..
إنها قصة ملحمة قانونية تدور رحاها على ثلاث شعب..
الأولى عند طرف أعماه الطمع والجشع، فاستغل ظرفا سياسيا شديد الإضطراب والقلق ونقص اليقين.. وتعمد أن ينقض ما أبرمه بيديه من عقود، رغم أنف التوثيقات والتوقيعات والشهود.. والميثاق الغليظ..وليكرس سابقة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم الدين.. وليكون بذلك هو الخصم والحكم.. والبائع والمشتري في آن.. يطمع ( المدلس) بأن يحظ في عالم الطيران، بمالم تحظ به( النعامة) من جري وطيران..
وأما القصة الثانية فهي عن رجل عصامي ظلمه الشركاء بالتضامن مع كبير( البصاصين) في جلاوزة العهد البائد.. استغل الشريكان ظروف سجن شريكهم الاول وحامل اكبر الاسهم وانتهزا محنة حبسه ظلما وجورا ليرثا الشركة وهو حي يرزق.. ظانين كل الظن أن فرصة خروجه ثانية من زنازين (قوش) تماثل فرصة دخول الجمل في سم الخياط.. ناسين أن لا حق يضيع ووراءه مطالب.. فكيف ومن خلف هذا الحق الثابت بالعقود والشهود، رجل شديد الباس صعب المراس، لا تزيده المحن والسجن والقيد السميك، إلا ثقة في نصر ربه، وعدالة قضيته..
والثالثة
قصة مؤسسة قضائية شامخة شماء، وقلعة عدل سودانية مفخرة،، ظلت في كل العهود والأنظمة تحلق في أفق عزيز لم تلطخ ثوبها الناصع حطة ولادرن ، ولم يعتري عزمها على إقامة القسط والعدل ضعف ولا وهن.. وظلت ملجأ لكل صاحب حق مضاع.. وكهفا لكل من قهرته قوة ناعمة، أو ظلمته سلطة غاشمة..
لقد كانت مؤسسة القضاء السوداني دوما عند حسن الظن بها.. نصيرة للعدالة.. وحربا للحيف والضلالة ..
انها سادتي ملحمة تستاهل أن تكتب وتوثق لفائدة الأجيال القديمة والقادمة.. ولصالح دنيا التجارة، ودنيا المال والأعمال ..
وأن فتوى المحكمة القومية العليا في قضية تاركو يمكن اعتبارها سابقة تكتب بمداد من ذهب وتعلق كتميمة في عنق كل مستثمر ولوحة مضيئة في مداخل السركات وادارات الاستثمار..
ذلك ان الاستثمار لا يمكنه أن ينمو وأن يزهر ويثمر إلا في بيئة امنة ومعافاة من امراض الخيانة واوبئة الغش والتدليس، بيئة يظللها حكم القانون،، ويحرسها قضاء عادل وقادر ونزيه..
وان فصول ملحمة( تاركو) تمثل فصولا من العمل القانوني المحكم مابين قضاء جالس عارف مهيب.. وقضاء واقف يعرف من أين تؤكل الكتف.. ويقف شوكة حوت لا تبلع ولا تفوت، أمام أي غش أو خيانة في ظلمة الليل او وضح النهار..
بمعية كوكبة من أمهر المحامين، وعتاة رجال القضاء الواقف.. تصدى الأستاذ فضل محمد خير لقضيته وعمل مع طاقمه القانوني في ثقة وصبر وأناة.. صبر من لا يعرف الضيق وأناة من لا يتسلل إلى عزمه اليأس والقنوط..
فقطع ثلاثة أرباع الطريق إلى النصر..والنصر مع الصبر..
و(النصر صبر ساعة) ..
وان الرجل الذي انتزع حقوقه عنوة واقتدارا من القضاء القامبي في أحراش افريقيا.. واستل براءته بيضاء ناصعة كالشعرة من العجين قادر بعون الله على انتزاع حقوقه في أجواء عدل سودانية مستقرة وآمنة .. واثقا من الفوز، ومطمئناً للنتيجة ..كأي فريق يلعب في أرضه ووسط جمهوره ومشجعيه..
ويشكر للرجل الماهل الصبور أنه اختار طريق القانون، ووضع قضيته علي منضدة القضاء، سواء في قامبيا أو في السودان فانتصر هناك في مباراة الذهاب، وحتما سيكون النصر حليفه في مباراة الإياب ..
وفي كلتا الماتشين و الحالين ( فخار في الذهاب وفي الاياب)..
واثقا من عدالة القضاء، ثقته في عدالة قضيته.. كيف وهو يملك كل ما يؤيد دعواه.. من مستندات موثقة ومختومة.. و عقد مخالصة نهائي.. حبر توقيعاته لا يزال طازجا ودافئا ولم يجف بعد.. ومن يملك مثل هذه المستندات.. يدخل للقاعة مثل من يدخل للمباراة بفرصتي الفوز ، والكأس ..
وياله من مستند خطير حاول خصومه إخفاءه..
فكان الرد بلسان الحقيقة..
و(هل يخفى القمر في سماهو؟)..
تاركو.. وصلت قضيتها ( الملحمة الكبرى) إلى الميس.. وأوشكت أن تكتب نهاية لعهد الغش والتدليس..
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط