الخميس. نوفمبر 14th, 2024

يوم في (اوكرانيا ) أطول من قرن !!! 

 

فنجان الصباح

احمد عبدالوهاب

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

ربما كان عنوان رواية الكاتب الروسي (جنكيز ايتاموف) ( يوم أطول من قرن) هو أفضل مايمكن أن يوصف به كل يوم مر على الاوكرانيين منذ اطلقت موسكو العنان لعملياتها العسكرية على جارتها المشاكسة. .

ففي خلال عام كامل عادت أجواء الحرب العالمية الثانية الي المنطقة. وقد تحققت أسوأ مخاوف اوكرانيا، وأسوأ كوابيس الناتو..

أساء الغرب بقيادة امريكا فهم رسائل الرئيس بوتين، الإبن المدلل لجهاز المخابرات الروسي الرهيب” كوميتيت جوسوداراسفنوي بازوبازتي” لجنة أمن الدولة المعروف اختصارا ب(كي جي بي).. فسرت امريكا طلبات الحكومة الروسية والمتمثلة في منحها ضمانات غربية بالضعف، وربما بالخوف.. استهان راعي البقر الامريكي من منطلق صلف القوة وغرورها بقوة الدب الروسي.. واستدرجوا حليفهم الغبي إلى مواجهة غير متكافئة مع الدب الروسي.. اطمعوا سليزنسكي بعضوية الناتو.. حتى إذا جد الجد خذلوه، ولم يعد في وسعهم إزاء الآلة العسكرية الروسية، مايقدمونه له سوى الإدانات، وليس في كنانتهم ضد موسكو غير التهديد بمزيد من العقوبات على روسيا.وهي عقوبات اتضح لا حقا انها تضر باقتصادات الحلفاء الاوربيين اكثر مما تؤذي الاقتصاد الروسي.

كل ما فعله الغربيون لاوكرانيا يمكن ترجمتها بالدارجة السودانية (وروه العدو.. ووقفوا فراجة)..

ولكل مراقب للمشهد الراهن سيدرك لا محالة، أن الحرب الاوكرانية ستكون (خيمة صفوان) أوربية جديدة.. وهي المنطقة التي أعلن فيها الامريكان عام ١٩٩١م هزيمة الجيش العراقي في الكويت..

بما يعني – حقيقة لا وهما- أن أيام القطبية الآحادية لأمريكا.. ومايسمى بالنظام العالمي الجديد، قد غربت شمسه، وصار شيئا من الأمس .

وان الرئيس الاوكراني قد فهم – ولكن بعد فوات الأوان -انه كان يطارد خيط دخان. وان وعود امريكا يختصرها عكير الدامر بقوله..

( ياموية الرهاب الماملت كباية)..

و على الغرب عامة، وأمريكا بخاصة أن يعلموا يقينا بأن أيام الرخاء الغربي، والطاقة الرخيصة، قد ولت إلى غير رجعة..

ومثلما فتحت (عاصفة الصحراء) ١٩٩١م شهية أمريكا لإعلان نفسها قوة عظمى وحيدة. فان هذه العملية العسكرية، ستفتح شهية الدب الروسي لاستعادة أمجاد الامبراطورية القيصرية إن لم يكن بوتين قد حلم بإعادة الاتحاد السوفيتي (العظيم) مرة اخرى..

ان العقل يوجب على كييف أن تتوب من معاداتها لقوة عظمي، وأن تقلع عن أي نوازع عدوانية، أو أحلام أطلسية..

وفي قصة هذا الصراع الدامي (عظة) بالغة لكل حليف ينتظر من امريكا أن تقف إلى جانبه و لتنجده في ساعة الحارة..لعدة اسباب منها : ان الأقدار ليست إدارة من إدارات البنتاغون.. وثانيا لأن أمريكا تبحث اولا واخيرا عن مصلحتها لاغير.. وثالثا لان امريكا في محصلة الأمر ونهايته ليست سوى (نمر من ورق)..

يقول ليدل هارت مؤرخ الاستراتيجية وهو يتحدث عن سقوط طبرق بيد الانجليز، واستسلام الجنود الطليان في الحرب العظمى الثانية؛ ( لم يكونوا جبناء.. لقد قاتلوا بشجاعة.. ولكن لا يجبر الاطفال على الاستحمام بالماء البارد)..

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)