الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

اعتداء تمازج .. مستصغر الشرر

✏✏ معاذ منصور
حادثة اعتداء مجموعة من منتسبي حركة تمازج الثالثة – بحسب البيانات الصادرة – على قسم شرطة الشمالي بالخرطوم وفرعية السيارات تنذر بما هو اسوا في مقبل الأيام ان لم تتخذ الجهات الرسمية وقيادة الحركات المسلحة المنتشرة في قلب الخرطوم قرارات حاسمة تعيد للدولة هيبتها المستلبة وتؤكد فيها سيادة حكم القانون على الكبير والصغير والمسلح والاعزل .
والعيب كل العيب عندما لا تطبق القوات النظامية النظام ونحسب ان كل من حمل سلاحا بموجب اتفاق موقع عليه من الجميع يحفظ هذا الحق حتى تستقيم الحياة ويغيب وقتها قانون الغاب لتسطع شمس العدالة .
احزنني كثيرا هذا الصمت المطبق من جهات عديدة ذات صلة بما حدث فلم نقرأ الا بيانات للشرطة المعتدى عليها ، وكأن الحادثة عملا فرديا ، ونحمد الله على الحكمة التي تمت بها معالجة الحادثة لانها كانت نواة ربما لحصاد أرواح لا نعلم مداه والنار من مستصغر الشرر ، حتى الان لم نسمع بان قيادة الحركة ادانت ما حدث ووعدت باحالة المعتدين الى مجلس تحقيق او ما يشبه ، ولم يتحرك الموقعون على اتفاق جوبا الذي سمح للحركات بالتواجد داخل العاصمة ، وبيانات كثيرة كنا نتوقعها من جهات سياسية وسيادية وحتى عسكرية ، نكرر ان الحادثة ليست عملا فرديا يسكت عنه ، فهو عمل جماعي مسلح لحماية مخالفين للقانون بالثابتة ، وفيه مطالبة صريحة للتجاوز .
سبق ان أصدرت القوات المسلحة قراراتها -بموجب الترتيبات الأمنية – ان تخرج جميع قوات الحركات المسلحة الى خارج الخرطوم ، ولكن يبدو ان القرار لم يساوي المداد الذي كتب به ، واعتقد ان التباطؤ في تنفيذ ما جاء في الترتيبات الأمنية بحجة عدم توفر المال الكافي لتنفيذه سيجر البلاد الى ما لا تحمد عقباه ، فالسلاح المرخص وغيره بايدي الجميع بلا ضابط ولا رابط والسلطات تتفرج الى ان تغرق البلاد في بحور من الدماء (لا سمح الله ) عندما تغيب سلطة القانون ، ولعل هذه الحادثة لقيت حظها من الاعلام لانها تمت وتم توثيقها ونقلتها الوسائط لكن مثلها كثير قد حدث مع افراد ، ونسب بعضها لانتحال شخصيات من الحركات المسلحة وطويت صفحاتها .
مالم تلتزم الدولة بسحب السلاح وتقنين امتلاكه وضبط حركة السيارات غير النظامية خاصة تلك التي لا تحمل لوحات بغض النظر عن رتية قائدها من قواتنا النظامية او الحركات المسلحة فاننا لن نسلم من تكرار ذات الحادثة هنا او هناك ، وعلى القوات النظامية ان تبدأ بنفسها في تطبيق هذه القرارت فالقاصي والداني ان يعلم ان أي سيارة تتجول بدون لوحات خلفها نظامي ، محمي بقانون الزمالة .
أتوقع ان تدعو لجان المقاومة الى تظاهرة اكبر تطالب فيها بخروج السلاح والجيوش من العاصمة ، لان الوضع ما عاد يحتمل بحالته الراهنة ، وتجديد المطالب بانفاذ بنود الترتيبات الأمنية وحث المجتمع الدولي المشرف على الاتفاقية للايفاء بالتزاماته المتعلقة بالتنفيذ .

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)