الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

هذا البيان ليس بكلام عنان !! 

 

📘قيد في دفتر الأحوال

 

تضجُّ وسائط التواصل الإجتماعي والأسافير في هذه الأيام وتعج بسبب بيان صحفي أصدره الناطق الرسمي باسم الشرطة ، والشرطة كمؤسسة عريقة عندما تخاطب جمهور الشعب السوداني ، يجب أن يكون ذلك عبر لغة الدولة الرسمية ، اللغة العربية ، قبل أن توضِّح محتوى ومضمون البيان .

 

صدر بيان الشرطة قبل أيام ، وهو يخلو من أي إتقان للقواعد النحوية والإملائية للغة العربية ، وأُشكُّ في أنّ هذا البيان قد اطلع عليه الأخ الفريق أول شرطة عنان ، لأنني أعرف الرجل من الذين لا يهملون كتابة “همزة القطع “، ولا “التنوين” ، وأنّه إبن بيئة أوّل من سلك أسلافها سلك التعليم في السودان “قندتو”، وأجادت اللغة العربية ، فهمزة القطع هي التي تثبت نطقاً وكتابةً، والتنوين هو النون الزائدة في آخر الإسم لفظاً لا كتابةً ، وهذا هو الخطأ اللغوي النحوي الفادح الذي أخطأ فيه البيان ، وللأسف الشديد ، البيان أخطأ في آيات القرآن ، كلام الرحمن ! ، عندما تخلو الآيات من “همزة القطع” و”التنوين” وتُكتب الآية “حافّة”، كالآتي ( يا ايها الذين امنو ان جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم ندمين).

 

ويكرر البيان نفس الخطأ ، عندما يكتب الآية الثانية كالآتي :(لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولاتحمل علينا اصرا كما حملته علي الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا وأغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا علي القوم الكافرين).

 

ثم يدلف البيان ، ليستدل بمقولة لسيدنا على بن أبى طالب كرّم الله وجهه ، هي أيضاً جاءت خالية من همزة القطع والتنوين والمضمون ، فكُتِبت هكذا (سكت اهل الحق عن اهل الباطل فظن اهل الباطل انهم على حق) ، والصحيح في قول سيدنا علي كرّم الله وجهه : (حين سكت أهلُ الحقِّ عن الباطل ، توهٌّمَ أهلُ الباطِل أنَّهم على حق).

 

ثم خرج البيان الغاضب المتسرِّع ، عن المضمون ، وجاء بكلمات ما أنزل الله بها من سلطان ، مثل (لوله) وتعني في اللغة “حنفية الماء”، ثم كلمة (لوبيهات) وأقرب كلمة لها (لوبيّات) ومعناها جماعات تمارس الضغط على القرارات ، ثم كلمة “شلليّات”، وهذه كلمة لم توجد في كل المعاجم ، لشناعتها وقبحها ، بل استحي “قوقل” أن يوثِّق لها ويكتبها !

 

وختم البيان بأنه سيتخذ ما يلزم من إجراءات قانونية تجاه أصحابه وتقديمهم للعدالة. وهذا هو المختصر المفيد الذي كان يجب أن يصدر من الإدارة العامة للشئون القانونية ، ودون وعيد وتهديد ، بأنها شرعت فعلاً في اتخاذ إجراءات جنائية حيال من أطلق هذه الإتهامات ، وترجو من جميع المواطنين عدم تداول ماتم لحين الفصل في البلاغ .

 

أمّا أن تسكت الإدارة العامة للشئون القانونية، وتسمح للناطق الرسمي ليخرج ببيان لم يملك فيه نفسه عند الغضب ، فهذا لعمري هو السكوت عن الحق بعينه ، حين توهّم أهل الباطل أنهم على حق ! .

 

ولحين إثبات العكس ، بفتح البلاغ والتحري والنطق بالحكم ، يُرجي الكف عن تداول هذا البيان لإتاحة الفرصة للعدالة أن تأخذ مجراها، حتى لا يؤثر ذلك في سير التحري .

 

والله المعين

 

لواء شرطة م

عثمان صديق البدوي

14 مارس 2023

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)