علل الهلال في دوري الأبطال
هذي رؤاي
عبد العزيز عبد الوهاب
إمتنعت عن مشاهدة مباراة الهلال أمس ، وعن كل مبارياته منذ سنين طويلة ؛ حماية لقلبي وأعصابي من التلف والتصلب ؛ وكان قد استقر في قلبي أن هذا الفريق لا يليق به إلا بما يليق بأندية الليق .
و لزمان طويل أفرغت خاطري من الهلال ..لا أقول عشقه بل مجرد التلميح أو التلويح بذلك .. فالهلال منذ النشأة والتكوين لا يكاد يعرف درب المنصات ولا التتويجات المبهرة عربيا أو إفريقيا ، وهو فوق ذلك يرتب نفسه عاليا واثقا في إضاعة الفرص التي تقع ضمن المؤكدة حدث ذلك مرات كثيرات في ( الجوهرة / المقبرة) ..راجع تاريخ هذا العليل الهزيل منذ الثمانينيات وحتى يوم (الصن) هذا ..
هذا الكيان العليل ؛ وقد بلغ الكهولة ؛ كأنه معقود في ناصيته شىء إسمه التفنن في إتلاف العصب السابع لجمهور عريض لا يزال يعتاش على المآسي المبكيات .
وأزمة الهلال هي أزمة وطن يفتقد رجاله للخبرة والكياسة الكافية في صناعة الأمل والفرح والفارق .
أهو إدمان الفشل كما سماه منصور ؟ أم تراها سيمة مدفونة في الجين الذي يتخلٌق منه إنسان هذا التراب ؟
سيماء تبدو وكأنها على قطيعة مع الطريق والطريقة التي تصنع وتصل إلى المجد والسؤدد والثريات الباذخات .
كأننا قد جُبلنا على التموضع في خانات التواضع والنكوص والإنكسار والسقوط السهل في الفخاخ البدائية . هل أعدد لكم ؟
فنحن قوم لا نعرف شيئاً عن السهر لأجل التجويد والإحسان وتعلية مقامنا من الأدنى الأذل إلى الأعلى الأعز .
لم أحضر المباراة ولكن بوسعي رسم صورة كاملة لمشهد الفريق خلال التسعين دقيقة ، فالتركيز ضعيف و التمركز مفقود سواء في الخلف أو في الأمام وذكاء التحرك بالكرة أو بدونها شيئا لم نسمع به .
ولا نعرف سياسة الخطوة خطوة ولا النفس الطويل ولا ثقافة الحسم والإمساك بالزمام في النهايات ، تلك التي يتميز بها الملكي المدريدي .
فهذا الفريق العملاق صاحب الصيت والسطوة ، ربما يكبو ويخبو طوال تسعين لكنه سريعا ما يتغير ويتفجر بعد أن يغادر الناس المساطب ، فيعود في الثواني الأخيرة ملكا لا يرضى بغير أن ينال كأس البطولة التي وكأنها قد عهدت إليه ؛ تابع ذلك وتأكد منه لنحو عقدين لو أردت .
وإذا كان الريال بعيدا أو عصيا عن المنال فهناك شعوب و أندية ورجال يشبهوننا في الصفات مثل الكبت السياسي والهشاشة الإقتصادية واللوجستية لكنهم برزوا ورسموا أفضل اللوحات ونافسوا أفضل الوجهات .
الأهلي القاهري ( فريق القرن الإفريقي) نموذجا ، فهو وإن تعثر لكنه لا ينطفىء وفريق المغرب نجاح ثانٍ .
نحن يا سادة قوم نكتب عن الكرة أكثر مما نلعبها أو نتلاعب بها ، قال لي ذلك البروف كمال شداد في ذات حوار شهير لي معه في صحيفة السودان اللندنية ( أيام أزمته مع العقيد يوسف عبد الفتاح) ، يكتبونها بلا نباهة ولا صفاء ، بل لصناعة أوهام وتمجيد رجال لا علاقة لهم البتة بصناعة اللعبة وأنساقها ولا بدروبها التي تتطلب الجرأة و الجدارة والإلهام .
رجال ممتلئو البطون قادمون من الكرينات وأسواق الكريمات ومن تجارة العملات ، يتربحون هناك ثم يعودون ليغتسلوا ويغسلوا أموالهم عبر صفحات الصحف الأكثر إصفرارا .
فيتجوهرون ويتصدرون المشاهد والمقاعد الأمامية ، يُحبون أن يُحمَدوا حتى ولو لم يحصدوا .
أخيرا .. لسكان القلعة الحمراء سلام ..لكن لا تفرحوا ولا تشمتوا فأنتم وجيرانكم في الخذلان والإنسداد سواء .
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط