مندوب السودان بالأمم المتحدة يدعو الرياض وواشنطن للضغط على “الدعم السريع”
طالب المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة، الحارث إدريس، السعودية والولايات المتحدة بالضغط على قوات الدعم السريع للالتزام بما ينتج عن المفاوضات غير المباشرة مع الجيش في جدة.
وقال إدريس في مقابلة مع قناة “الحرة”، الثلاثاء، إن “الجيش السوداني تحفظ على الاستمرار في التفاوض طالما أن قوات التمرد لا تلتزم بوقف إطلاق النار، وبالتالي الدولة عليها أن تحمي مواطنيها وأن تعمل على إخراج الفئة التي اجتاحت منازل الأهالي وجعلت من المستشفيات مقرات عسكرية وأن تخرجها من مواقعها”.
وتأتي تصريحات إدريس في وقت تداولت فيه وسائل إعلام، أنباء عن أن طرفي الحرب بالسودان استأنفا في مدينة جدة السعودية المحادثات غير المباشرة الرامية لوقف إطلاق النار.
وأضاف إدريس أن “أطراف التفاوض أنفسهم عندما يوقعون اتفاقا عليهم أن يلتزموا به، وهذا لم يحدث من الطرف الآخر، كما أن هناك التزامات بحماية حقوق الإنسان بموجب القانون الدولي، وبالتالي يجب على الدول الراعية للاتفاق أن تضغط على الطرف المنتهك، فضلا عن منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر الدولي ومجلس الأمن باعتبار أنها مؤسسات يمكنها أن تحدث نوعا من الضغوط”.
وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في محادثات أدت إلى وقف لإطلاق النار بهدف تقديم المساعدات الإنسانية، لم يلتزم به الفصيلان التزاما كاملا،. لكن المحادثات انهارت الأسبوع الماضي.
وفيما يتعلق بالمكالمة الهاتفية التي قالت القوات المسلحة إنها دارت الثلاثاء بين قائد الجيش، رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، مع وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، قال إدريس، إن “السعودية والولايات المتحدة في شراكة ثنائية فيما يتعلق بتوقيع إعلان جدة في 11 مايو، ثم أعقبه يوم 20 من الشهر الماضي وقف إطلاق النار المؤقت، ولذلك فإن المملكة طرف في العمل من أجل وقف إطلاق النار من خلال تنسيقية ممثل فيها كل الأطراف”.
وبينما أكد البرهان “الثقة في منبر جدة، بما يقود إلى سلام مستدام”، جدد ضرورة “التزام المتمردين بالخروج من المستشفيات والمراكز الخدمية ومنازل المواطنين واخلاء الجرحى وفتح مسارات تقديم المساعدات الإنسانية حتى يحقق منبر جدة نجاحه”.
ويأتي ذلك بعد يومين من إعلان قوات الدعم السريع تلقي قائدها محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” اتصالا من بن فرحان، أكد فيه أيضا “دعمنا لمنبر جدة”.
واعتبر إدريس أن الجيش السوداني ملتزم بما تم التوقيع عليه “وهو ليس في حالة هجوم وإنما في حالة دفاع عن المواطنين”.
ووقعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم برا وجوا، الثلاثاء إذ فاقمت أعمال العنف المستشرية وانتشار الفوضى في السودان من بؤس السكان الذين يعانون بالفعل من نقص الغذاء والدواء.
وأدى النزاع بين الطرفين، الذي دخل الآن أسبوعه الثامن، لمقتل مئات المدنيين، ودفع 400 ألف للفرار عبر الحدود ونزوح أكثر من 1.2 مليون خارج العاصمة ومدن أخرى.
وأكد إدريس، أن الأمم المتحدة لا تفكر في حل عسكري للأزمة في السودان قائلا: “الأمم المتحدة ليست في حالة تمكنها من تدخل عسكري لوقف انتهاكات الطرف المنتهك، لأنه لا تدور حرب أهلية في السودان، وإنما هي اشتباكات مسلحة محدودة في العاصمة”، على حد قوله.
وأضاف: “القوات المسلحة تسيطر بشكل كامل على 17 ولاية وتضع سيطرتها على الخرطوم ما عدا مناطق سكنية تسرب إليها المتمردون”.
وبرر عدم تمكن الجيش من حسم المعارك الدائرة منذ منتصف أبريل الماضي بأن “القوات المسلحة لا تستطيع أن تقصف المنازل وتدمرها ولا البنية التجتية على المواطنين فتفنيهم”.
وعن دور الأمم المتحدة في النزاع الدائر قال: “نحن نرتبط معها فيما يتعلق بمكتب تنسيق الإغاثة “أوشا”، الذي خصص قبل ثلاثة أسابيع 18 مليون دولار ابتداء، ثم أطلق حملة لجمع ملياري دولار”.
وأضاف أن “المنظمات التابعة للأمم المتحدة شرعت بالتعاون مع السلطات السودانية لتوصيل الإغاثة إلى المناطق المتضررة انطلاقا من بورتسودان، وبالتالي، فإن عمل الإغاثة الإنسانية غير متوقف ولا تجري عليه الحكومة أي قيود ما عدا شروط السيادة الوطنية والالتزام بالشفافية والحيدة والنزاهة”.
وأكد أن “هناك حاجة ماسة للخدمات الإنسانية على المعابر الحدودية لأن هناك عددا كبيرا من المواطنين يتواجدون هناك، بينهم كبار سن ومرضى وأطفال، وطلبنا من هذه الدول تسهيل دخولهم”.
المصدر الحرة واشنطون
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط