الأربعاء. أكتوبر 16th, 2024

*حمدوك يذهب للحج والناس راجعة*

إبراهيم عيسى هدل
hadalcom@hotmail.com

رفضت قوى إعلان الحرية والتغيير قيادة الجنرال عوض بن عوف للتغيير يوم ١١ أبريل ٢٠١٩م وفرحوا وهللوا وكبروا لصعود مفتش عام الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي وقائدا عاما للجيش ليقوم البرهان بتأسيس السلطة الانتقالية بعد مفاوضات مضنية راح ضحيتها شهداء مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، ليوقع البرهان بعدها على الوثيقة الدستورية المنشأة لسلطة الثورة، ثم على اتفاقية سلام جوبا.
وإثر ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م تم التوقيع على إتفاق “البرهان حمدوك” الذي أعاد د.عبدالله حمدوك رئيسا للوزراء بينما رفضه مجلس قحت المركزي رافعا شعار اللاءات الثلاث “لا شرعية لا شراكة لا مساومة” ثم تراجعت قحت عن لاءاتها الثلاث تحت الضغوط الدولية التي أفضت للتوقيع على الإتفاق الاطاري، لتستمر المراهقة السياسية بأشكال “عرمانية” أخرى.

أُضيف ثلاثة أعضاء لمجلس السيادة تنفيذا لاستحقاق سلام جوبا “مالك عقار، والطاهر حجر، والهادي إدريس” ليصبح المجلس بعدد ١٣ عضوا إثر استقالة الحاجة عائشة موسى سعيد. وبالأمس وقع على المذكرة المرفوعة للأمين العام للأمم المتحدة بغرض سحب الشرعية من الرئيس البرهان اثنان فقط من أعضاء السيادي.
لقد تشكلت حكومة د. عبدالله حمدوك الأخيرة من ٢٦ وزيرا ووقع على المذكرة إياها ١٢ وزيرا فقط!! مما يعني أن أغلبية مجلسي السيادة والوزراء لا توافق على عزل رأس الدولة الجنرال عبدالفتاح البرهان الذي أدت القسم أمامه بصفته رئيسا للسلطة المنشأة للمرحلة الانتقالية ، فلمن تكون الشرعية للرئيس أم للمرؤوسين؟!!

ربما نسي الموقعون على هذه المذكرة الموجهة للأمين العام للأمم المتحدة إرسال مذكرات مماثلة لرؤساء جمهوريات “مصر، وجنوب السودان، وارتيريا، وأوغندا، وتركيا” ولأمير قطر الذين استقبلوا الجنرال البرهان ببلادهم وفرشوا له البساط الأحمر اعترافا برئاسته للبلاد وتمثيله للسودان بالمحافل الدولية، حيث سبق أن أدت حكومة عبدالله حمدوك القسم أمام الرئيس عبدالفتاح البرهان حسب العرف الدستوري المعهود.

هذه التصرفات الصبيانية لا تصدر إلا من نشطاء حديثي عهد بالسياسة، وقليلي الخبرة بتقدير موازين القوى بالأرض، وتبدو أصابع السامري خاسر عرمان واضحة بهذه المذكرة الكيدية، والتي صدرت بعد رجوع البرهان باعتراف أممي بسلطته، ليذهب حمدوك ـ الراجل الاضينة الكسرة بي لبينة ـ للحج والناس راجعة !!

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)