الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

حسن فضل المولى يكتب : نجيب نورالدين .. ألفين سلام ..

( عبقري الحوار ) ..
و القول هنا للإذاعي الفذ ( حمدي
بولاد ) ..
و ما أدراك ما ( حمدي بولاد ) ..
فإذا أثنى عليك هو ..
أو أحد أساطين الإذاعة و دهاقنتها ،
و منهم ..
( محمد خوجلي صالحين ) ..
( صالح محمد صالح ) ..
( محمود أبوالعزائم )..
( حديد السراج ) ..
( الخاتم عبدالله ) ..
( عمر الجزلي ) ..
( صلاح الدين الفاضل ) ..
( معتصم فضل ) ..
و من سبقهم ، و سار على هديهم ،
و هم كُثر ..
فأنت مُقدَّرٌ و مرموق ..
و هكذا هو عندي ..
مرموقٌ ، و مكان معزتي و تقديري ..
و لعل الله قد هداني إليه في و قتٍ
مبكر ، و أنا أحبو في مدارج العمل
التلفزيوني ، في ( تلفزيون السودان ) ،
يوم أن اشتد ساعدي بنفرٍ من أهل
الدراية ( بالإذاعة ) و الريادة في
( الصحافة ) وقد بذلت لهم
الدعوة للإنضمام إلى كوكبة
المبدعين الأماجد ( بالحوش ) ،
فما توانوا ..
الأستاذ ( الشفيع عبد العزيز ) ..
الأستاذ ( عبد الوهاب هلاوي ) ..
الأستاذ ( مصطفى أبوالعزائم ) ..
الأستاذ ( سعد الدين إبراهيم ) ..
الأستاذ ( صلاح التوم من الله ) ..
و الأستاذ ( نجيب نورالدين ) ،
و الذي للمرة الثانية عندما التحقت ( بقناة النيل الأزرق ) ، من بعد ،
سعيت إليه مُستعيناً به في تأهيل
و تدريب ( المُذيعين ) ..
فكان في الموعد
و كان كما كنا نرتجي و نَوَدُّ ..

و الذي يميز ( نجيباً ) ، أنه كلما
أسْرَعَتْ بك نحوه حاجةٌ أو مسألةٌ ،
تجده ( قريباً ) ، يُعطي من خبرته
و مِراسه ، بحُبٍ و شَغَفٍ و نُكران
ذات ..
و هو على كثرة عطائه و تَشَعّبِه
و علو كعبه ، في مضارب ( الإذاعة )
و ( الصحافة ) و ( التلفزيون ) إلا أنه
يظل مُتواضعاً لا يُزاحم و لا يُكابر
و لا يُكاثر كحال أولئك الذين يملأون
الآفاق ضجيجاً و هم دونه بكثير ..
و هو يتعهد مَنْ هُم بين يديه برعايةٍ حميمةٍ ودودةٍ ، تجعل من يتتلمذون على يديه و كأنهم أندادٌ له و أقران ،
و ذلك بما يُوحي به إليهم من تحفيزٍ
و تشجيعٍ و تزكيةٍ و اطراء ..
و تراه متوخياً ( الحرفية ) و ( المهنية )
فيما يوكل إليه من تكليف ، و فيما
يسنده إلى الآخرين من تكليف ،
فلا يسْتَسِهل صعباً ، و لا يَتَصَعَّب
سهلاً ، و يأتي ما يأتيه بكل سلاسةٍ
و رِفقٍ و اتقان ..
و هو دائم الثناء على الآخرين بما
يخُطه بمداد مُعَتَّق من ( نفسٍ
أبِيَّةٍ و روحٍ شاعرية ) ..
و فوق ذلك ، يُعجبك حديثه ،
و يسرك مرآه ..

و أنا إذ أحاول أن أحيط بطرفٍ من
هذه ( المسيرة البازِخة ) ، أجدني
كمن يسعى لاصطياد ( نجمة ) من ( نجوم بعيده ) ، و أنَّى لي !!
و ( نجوم بعيدة ) ، هو البرنامج
الذي أسعد به ( نجيب ) مستمعي إذاعة ( هنا أم درمان ) باستضافته
لأقمارٍ أضاؤوا أركان حياتنا بعطائهم ،
ثم احتجبوا و كان بينهم الفنان
و الشاعر و الملحن و الرياضي
و السياسي و الصحفي و هلمَّ جرا ..
و أردفه ببرنامج ( الموجة ٦٠ ) ليلقي
الضوء بحنكة و اقتدار على مؤسساتٍ
و هيئاتٍ راسخة في وجدان كل
( سوداني ) و ( سودانية ) ..
فكان كما وصفه ( حمدي بولاد ) :
( محاوراً فذاً وعبقرياً في استخلاص
المعلومة و ارضاء المتلقي و ذلك
بالاعداد الجيد للمحاوِر و الانتباه
الكامل لما يقوله الضيف ) ..
و أزيد على ذلك أن ( نجيباً ) ،
يجلس على مخزون ثقافي و معرفي ،
يُيسِر له التحليق في كل سماءٍ
و الغوص عميقاً في كل بحرٍ ..

و قد تابعت مرةً ، و بكل تَلَذُّذ ،
( نجيب ) و هو يجلس إلى المذيعة
المقتدرة ( مشاعر عبدالكريم ) ،
في ( سودانية ٢٤ ) ..
و ( مشاعر ) عندما تحاورك تغمُرك
بارتياحٍ لا تجد معه مناصاً من أن
تنداح و تتداعي و تُفْشي لها بخبرك
و مَخْبَرك..
لقد ولج ( الإذاعة ) و هو في السابعة
من عمره ، عندما كان يأتي برفقة
خالته ( نعمات حماد ) ..
و ( نعمات ) تُجسِّد تاريخاً إذاعياً
و درامياً و مسرحياً مُحْتشداً بالسطوع ،
و كثيراً ما كانت تزورني بمكتبي ( بتلفزيون السودان ) ، عند حضورها من ( لندن ) ، حيث تقيم هناك ،
و كنت أراها تفيض حيوية و حُباً
للفنون و تلَهُفاً للإبداع ..

و هي أيضا مَنْ قادته بعد تخرجه
من ( الثانوي ) و اعتزامه السفر
خارج السودان ، رافضاً دخول الجامعة ، إلى رئيس تحرير مجلة
( هنا أم درمان ) ، الأستاذ ( عبدالله
جلاب ) ليكتسي خبرة إلى حين
سفره ، فطاب له المقام متدرجاً
في سلكها إلى أن غدا ( نائباً لرئيس تحريرها ) ، و هي المجلة التي كان
يبلغ توزيعها ( مائة ألف نسخة ) ،
عند صدورها كل يوم ( خميس ) ..
و كان كَلَفَه بها ، رغم ابتعاده
منخرطاً في العمل الصحفي ،
دافعاً لموافقته على تكليفه من
قِبل ( نائب مدير الإذاعة ) الأستاذ ( عبدالعظيم عوض ) ليرأس تحرير العدد الخاص من ( هنا
أم درمان ) الذي صدر بمناسبة
مرور ( ٧٧ عاماً ) على إنشاء
( الإذاعة السودانية) ..

و دخول ( نجيب ) و هو شافع يافع
إلى ( حوش الإذاعة ) ، و فترة عمله
في ( هنا أم درمان ) ، و ما قدمه من ( برامج ) ، أتاح له ذلك فرصة ذهبية للتعرف على ( شُمُوسٍ ) في مسيرة الابداع و التميز ..
و يذكر المرة الأولى التي رأى فيها
( الذري إبراهيم عوض ) و هو يعْبُر
( حوش الإذاعة ) ، و ( الذري ) ظل
مهوى الأفئدة ، بِطَلَّتِه المُبهرة
و روحه المُلهِمة و أغنياته المُسْكِرة ..
( لو بُعدي بِيَرْضِيهُ
و شقاي بِهَنِيهُ
أصبر خَلِيهُ
الأيام بِتْوَرِيهُ ) ..
و ياسلاااام عليك يا ( الطاهر
إبراهيم ) ، و أنا لا أزال أذكر بغامر الامتنان اصطفاءك و دعوتك لي في ( الثورة ) ، لمشاركتك الاستماع
لمُطربةٍ تغنت لنا بنظمٍ نظيمٍ من كلماتك الريَّانة ، فلك الرحمة
و المغفرة ..

و يذكر ( نجيب ) سيدة المايكرفون ( ليلى المغربي ) ، و مشاركتها لهم الغِناء في ( جنة الأطفال ) ، و كيف
كانوا يستهينون بصوتها ، ذلك
الصوت الذي عندما كبِروا أدركوا
أن المستمعين يبدأون به يومهم
على أنفاس ( نفحات الصباح ) ..
و ( ياصوتها لما سرى عبر الأثير
مُعَطَّرا
مثل الحرير نعومة و نداوة
و تكَسُّرا ) ..
و أنا عندما رجوتها أن تنضم إلينا في
( تلفزيون السودان ) للمشاركة في
تقديم ( مشوار المساء ) ، أذكر لها
تلك العبارات الرقيقة التي نفحتني
بها مُستجيبةً ..
و يوم أن كنا نرافق سوياً شاعر
أفريقيا ( الفيتوري ) إلى أستوديو
( علي شمو ) التفت إلى ( ليلى )
و قال فيها كلاماً يُذيب الصخر
العَصِيِّا ، فأبطأت في مشيتها ،
و أرخت ثوبها على جبينها ، و عَلَت
ثغرَها ابتسامةٌ حَيِيَّة أضاءت
المكان و الزمان ، عليها الرحمة
و المغفرة ..

و يذكر ( نجيب ) بعَمِيييق المحبة
الأستاذ ( ميرغني البكري ) ،
و أنا تطربني و تهزني كثيراً سيرة
( عم ميرغني ) فقد كان محل
مودتي و معزتي ، و كنت محل
رعايته و اهتمامه ، فهو مستودعٌ ( للفنون ) ، و ظهيرٌ ( للفنانين )
من كل جنْسٍ و لون ، و قد ذكرت
في مقالٍ لي عنه ..
( كنت أراه يغشى جُلَّ إن لم يكن
كلَّ المنتديات الفنية و الثقافية ،
حتى تظن أن له أشباه و نظائر ،
إذ كيف كان يقوى على ذلك حتى
بعد أن وهَنَ منه العظم و اشتعل الرأسُ شيبا ، و كان أنَّى حلَّ تجده
يملأ المكان حضوراً طاغياً بجسمه
المنحول و عُمامته المعهودة ،
و إذا رآك لا ينتظرك تأتيه بل يخِفُّ
إليك باسِطاً ذراعيه ، و قد ظل على
هذا الحال حتى آخر أيامه ، و لم
يحبسه المرض و الاعياء فمات
واقفاً كما الأشجار البواسق ) ..
و رحمة الله تغشاه ..

و ما كان ( لنجيب ) إلا أن تسوقه
خُطاهُ إلى ( حَلَبَةٍ ) هو فارسها
و ابن بَجْدَتها ، و هي الصحافة ،
( الجرايد ) ..
و قد جاء إلى هذا المُعترك مشفوعاً
بعشقٍ ظل يلازمه منذ ( الإبتدائي ) ،
يوم أن كان يحرر ( جريدة حائطية ) ،
يُقبل عليها ( الأساتذة ) قبل ( التلاميذ ) ، مُعَزِّزاً ذلك بتجربة
مُورقة زاهِرةٍ مونِقة ، في مجلة
( هنا أم درمان ) ..
و يحكي ( نجيب ) أن السامِق
( عوض أحمد خليفه ) قد انتقاه
لصحيفة ( الأيام ) ، مع سبعة من الأفذاذ ، ذكر منهم الأستاذين دكتور ( مرتضى الغالي ) و ( هاشم كرار ) ..
و عندي أن من يقع عليه اختيار
( عوض أحمد خليفة ) فهو ذو حَظٍ
عظيم ..
و ما أن يُذكر ( عوض أحمد خليفة )
إلا و تنغمس النفوس في أجمل ما
فاضت به قريحة إنسان من مشاعر
و أحاسيس تُحيي موات القلوب ..
( أوتذكرين صغيرتي أوَ لا تذكرين
الخمسة الأعوام قد مرت
و مازال الحنين ) ..
و ( كيف يهون عندك خصامي
و ترضى من عيني تغيب !! ) ..
و ( ربيع الدنيا ) ..
و ( عُشرة الأيام ) ..
و عشرات اللآلئ المنثورة في
و جداننا ..
و كان الأستاذ ( عوض ) يزورني من
وقتٍ لآخر في ( التلفزيون ) فداعبته
مرة قائلاً :
” يا أستاذ ، قالوا في واحد من
أصحابك قابلك بعد فترة طويلة ،
و سألك مالك ما ظاهر ، و وين
شعرك الجميل ؟ ، فذكرت له أنك
قد أحجمت عن نظم الشعر ،
و أصبحت مُلازِماً ( لمسجد
الأدارسة بالمورده ) ، ترفع النداء ،
و أحياناً تؤم المصلين ، فقال لك :
ياعوض حرّم إنت ( ربيع الدنيا)
و ( عُشرة الأيام ) يدخلوك الجنة ” ،
فقهقه ، و لم يثبت لي أو ينفي هذه
الواقعة ، رحمه الله و أحسن إليه ..

و ( نجيب ) في ( جريدة الأيام ) نَهَل من مَعِين الأستاذ ( حسن ساتي ) ما
أقامه على مَحَجَّة العمل الصحفي
القويم ، من مهنية و حرفية ، فقد
كان ( حسن ) على حد وصف
( نجيب ) له ، موهوباً و له قدرة على
الاجتراح و التفكير الجديد ، و يحتفي
بكل مبادرةٍ و مُبادِرٍ ، و هو ما ينطبق
على ( عبدالله جلاب) و آخرين
أضاؤوا طريق ( نجيب ) ..
و خلال عمله ( بقسم الأخبار )
تدرج إلى نائب لرئيس القسم ..
و قبل ذلك ، كان مكلفاً بتغطيات
( القصر الجمهوري ) ، و شهد يوماً
اجتماعاً للرئيس ( نميري ) ببعض مستشاريه ، و لما كان اللقاء لا
ينطوي على أهمية خبرية ، فقد
مضى إلى حيث تُعد الضيافة ،
وبينما هو مستغرق في ارتشاف
كوب من من مشروب ( التبلدي )
سمع من القائم على الخدمة
الرئاسية أن ( رئيساً ) سيزور
السودان غداً ، فاهتدى بحاسته الصحفية إلى أنه الرئيس التشادي ( جوكوني عويدي ) و كان هذا الخبر
في غاية الأهمية لأن بين ( عويدي )
و ( نميري ) ما صنع الحداد ..
لم يكن ( نجيب ) قادراً على تبني
الخبر دون تَثَبُّت و ما كان ليُهمله ، فأسرع إلى مكتب وزير شؤون
الرئاسة ( بهاء الدين محمد إدريس ) ،
و أفلح في الدخول إليه مستفسراً
عن تفاصيل زيارة الرئيس التشادي ،
و كأنه هو من رتب لها ، فانفجر الوزير غاضباً :
( الخبر ده جبتو من وين ؟ ) ..
أجاب ( نجيب ) : ( عندنا من كم يوم ) ..
( جبتو من وين ؟ دي مسألة أمنية ) ،
خلاص انتهى الموضوع ) ..
لم يستسلم ( نجيب ) ، و أسرع راجلاً
يتصبب عرقاً إلى ( مبنى الجريدة ) ،
مستقوياً برئيس التحرير الهُمام
( حسن ساتي ) ،فنقل إليه الخبر
و تحذير ( الوزير ) ، فهاتف ( حسن )
الوزير بلهجة واثقة : ( أرسلنا مندوبنا
ليكم بخبر تقولوا ماتنشروا ، كيف
يعني ما ننشروا !! ) ..
تبنى ( حسن ساتي ) الخبر و هُو
كأنو ما الخبر اللَقَطو ( نجيب ) من ( البوفيه ) ..
و تحت هذا الإصرار وافق ( الوزير )
على النشر ، دون تحديد الزمان ،
فصدرت ( الأيام ) في اليوم التالي ..
نجيب نورالدين يكتب ..
( تأكدت زيارة الرئيس التشادي
جوكوني عويدي للسودان ) ..
و جاء ( جوكوني ) ..
و انتصر ( نجيب ) بإسناد من
( حسن ساتي ) ..
و هو انتصار للمهني المثابر العارف
النابه ، في أنصع تجلياته ..
و لقد امتد به العطاء إلى ( صحيفة
الخرطوم ) ليعمل بمكتبها في
( القاهرة ) بمعية رئيس تحريرها
الأستاذ الجميل الراحل ( فضل الله
محمد ) ، ويرحل معه و زاده
( الحنين ) و ( الشجون ) ..
( ماهو باين في العيون
وين حنهرب منو وين
الهوى البَعَث الليالي
العامره بي زاد الشجون ) ..
و أدعو الله أن يُسبغ شفاءً و عافيةً
على محبوبنا الأستاذ ( محمد الأمين ) ،
و هو طريح الفراش بأحد مشافي ( فرجينيا بأمريكا ) و مايشوف ألم ..
و ( قالوا متألم شويه
ياخي بعد الشر عليك ) ..

و ( نجيب ) من قبل و من بعد ..
عالِمٌ و عالَمٌ من الجمال و اللطف
و المكارم و الفيوضات الندِيَّة ..
و أنا هنا ، لم أشأ أن أوثق له ، فهذا
مرتقى تقعد بي قُدراتي المتواضعة
عن إدراكه ..
و لكني فقط أردت أن أحييه بهذه
الخواطر المشُوقَة بعد أن طال
عهدي به و انقطع ..
و اعتذر إذا بدر مني تقصير ، فيما
كتبت ، أو أخطاء غير مقصودة ،
أو تلعثُم ، ( مُش تَلعْثُم واردة في
في الكتابة يا ( نجيب ) و لا هي
وقف على القول ؟ ) ..
و قبل أن انصرف ، فإني أذكر
حديثنا عبر الهاتف و ( رمضان )
على الأبواب ، فصحَّ مني العزم
يومها على زيارته ، و وصل ما انقطع ،
و إن كان الودُ موصولاً ..
و عندما اقترب ( العيد ) انتقيت
( قارورةَ عطرٍ ) ، و هيأت عبارات
اعتذار أقدمها بين يديه ، علّها تشفع
لي عن الانقطاع و عدم السؤال ،
و لكن شاء ( الله ) أن يأتي ( العيد )
بلا حُبور ولا عطور ولا زهور
و لا ( بدور ) ..
و دمت بألف خير أستاذي
( نجيب نورالدين ) ..
و سلامٌ عليك ..
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣ ..

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)