الأحد. سبتمبر 8th, 2024

صحافيون في سوق الله أكبر.

مسارات
محفوظ عابدين

حسنا فعل والي نهر النيل محمد البدوي عبد الماجد ،بأن وجه قادة المحليات بالولاية بعدم أخذ أي رسوم من الصحافيين والإعلاميبن الذين يعلمون في أسواق الولاية بعد أن فقدوا عملهم في المؤسسات الإعلامية نتيجة للحرب التي شنتها المليشيا في الخامس عشر من أبريل الماضي ،ويجيء توجيه الوالي هذا في وقته حيث اتجه كثير من الصحافيين والإعلاميين للعمل في السوق لتوفير الحد الأدنى من متطلبات أسرهم ، منهم من نزل إلى السوق بسابق خبرة ومنهم من يخوض التجربة لأول مرة في حياته ،ومنهم من يعاني في بدايتها ويواجه صعوبة في الاستمرار ،او يغير من نوع وطبيعة عمله كما حدث لكثير من الزملاء الذين جربوا عددا من الأعمال إلى أن استقروا في عمل واحد لمسوا فيه طريق التوفيق والنجاح ،وتناقلت الوسائط الإعلامية كثيرا من الصور لعدد من الزملاء وهم يعرضون بضاعتهم في السوق ،وهم يقدمون بعض المغريات مثل تخفيض الأسعار لجذب الكثير من الزبائن.
ويبدو أن ولاية نهر النيل استقبلت عددا كبيرا من الإعلاميين والصحافيين بحكم أن كل الذين كانوا من سكان أمدرمان خاصة شمالها والذين يقطنون الخرطوم بحري وشرق النيل قد إتجهوا لنهر النيل ذلك فضلا عن أبنائها الذين يعلمون في الاعلام وهم كثر بلا شك.
وبالتالي فإن المؤسسات الإعلامية في الولاية مهما كانت لا تستوعب هذا العدد الكبير من الإعلاميين خاصة وأن تلك المؤسسات اصلا لا توجد فيها شواغر وظيفية أو مكانا للمتعاونين أو المتعاقدين ،فلم يجد أهل الإعلام حلا غير التوجه الى السوق وكما جاء في القول إن( السوق قدح النبي) بمعنى أن أي إنسان يجد فيه (لقمته).
توجيه والى نهر النيل محمد البدوي عبد الماجد لمديري المحليات بعدم أخذ أي رسوم من الإعلاميين الذين يعملون في السوق قد يخفف عليهم كثيرا من الضغوط ،وهم على عكس كثير من المهنيين الآخرين الذين يجدون فرصا لمزاولة مهنهم مثل الأطباء والصيادلة والمهندسين أن كانوا في مجال المعماراو الكهرباء او الميكانيكا أو حتى في الزراعة ،ولكن أهل الإعلام تركوا مؤسساتهم في الخرطوم أن كانت الفضائيات أو الإذاعات أو الصحف أو دور النشر والتوزيع ،ولا توجد مؤسسات في الولايات بذات الحجم وقد تنعدم فيها المطابع ودور التوزيع وغيرها.
الأعلاميون اليوم في نهر النيل يخوضون تجربة جديدة في (سوق الله أكبر)،ربما تنجح ويصبحون من رجال المال الأعمال ،و(يطلقون) مهنة( البحث عن المتاعب)،
ويحكى أن رجلا تقدم لوظيفة (خفير) في شركة( مايكروسوفت) لصاحبها (بيل غيتس) ،بعد نهاية المعاينة طلبوا منه (الإيميل) البريد الإلكتروني، فقال لهم ليس لدي (إيميل) فابعدوه من المنافسة وقالوا له كيف لا يكون لديك( إيميل) وتريد أن تعمل في أكبر شركات( الكمبيوتر) في العالم، وذهب الرجل وعمل في سوق الخضار والفواكه إلى أن أصبح من كبار المصدرين والموردين للخضر والفواكه في العالم ،وذهب إليه عدد من الصحافيين لنقل تجربته الناجحة التي بدأت من الصفر وانتهت برجل أعمال ضخم ، وفي نهاية المقابلة طلب الصحافيون منه ( الإيميل) فرد عليهم ساخرا لوكان لدي (إيميل) لكنت حتى الآن(خفيرا ) في شركة مايكروسوفت.
ولعل توجيه والي نهر النيل للمحليات بشأن الإعلاميين قد يخرج من هؤلاء الإعلاميين (رجال أعمال) تزدهر وتنمو بهم الولاية ويساهمون في نهضتها ويخرجون من( ضيق) الوظيفة إلى( سعة) الأعمال الحرة.

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)