حسن فضل المولى يكتب : وجدي ميرغني .. و الله أيام يا زمان ..
قوةٌ مع لين ،،
و لينٌ مع اعتداد ،،
و اعتدادٌ مع تواضع ،،
و تواضعٌ مع حُسنِ تسامي و ترفُعٍ ..
هذا هو ( وجدي ) الذي عرفت ..
يُقبل حين يُقبِلُ ، بحبٍ و مودة ،
و بلا تنَطُّعٍ أو تَرّخُُّصٍ ..
و له في ذلك من اسمه نصيب ،
فقد ورد في تعريف ( وجدي ) ، أنه
الحب العميق و الصادق الذي ينبع
من الأعماق ..
و مما جاء في صفات حامل الإسم
( وجدي ) ، أنه طيبٌ و مخلص و وفي ،
مهما تعاقب الليل و النهار ..
و ذهب بعض مفسري ( الأحلام ) إلى
إلى أن من طاف به إسم ( و جدي )
في ( المنام ) ، فإنه على موعدٍ مع
( علاقةٍ ) لطيفةٍ حميمة ..
و لكن ..
ليس كل وجدي ( وجدي ) ..
أول مرة أبصرته فيها ..
و نحن نلتئم في ( النادي العائلي ) ،
في ليلةٍ من لياليه المحضورة ،
و هو ما أوردتُهُ و أنا أتحدث عن
دكتور ( عمر محمود خالد ) ..
“و لا أنسى ليالي ( النادي العائلي ) ،
أيام الأُنس الأنيس و الطرب البهيج ..
لقد كان ( يوم الإثنين ) موعداً ، لا يتخلف للقاء الصحاب و الأحباب ، الذين يتنادون من جوف العاصمة
و أطرافها ، ليقضوا أُويقاتٍ ينفضون فيها ما علق بأرواحهم من أوضار
الحياة و أوشابها ..
يَسُرني مرأي الراحل ( صلاح يس ) ،
و علو كعبه ..
و يغمرني بترحابه الوجيه ( عماد حسين ) بعمامته و شاله المطرزان بالأزرق ..
و أجد ( أمير التلب ) يجالس ( هذا )
و ( تلك ) ..
و يَخِفُّ إليك بأريحية مُريحة
( ساتي عبدالقادر ) ..
و ( شنان ) لا يهدأ له بالٌ و هو
يستقبل بحفاوةٍ و بمثلها يودع ..
و ترى ( علي مهدي ) بشاربه
الطليق و عمامته الخضراء
و بروحه الفرِحة المَرِحة ..
و لا يغيب الفقيد الدكتور ( أبوسن ) عندما يحضر إلى السودان ..
و من مكان بعيد يأتي الراحل
( ميرغني البكري ) يغالب آلامه ..
و هناك لأول مرة رأيت ( وجدي ميرغني ) ..
و تعرفت على ( عادل جابر أبوالعز ) ،
و ( معتز العيلفون ) ..
و قبيلة الشعراء و الفنانين
و الموسيقيين حاضرة ، و الإعلاميون من كل لون ، و الرياضيون بأطيافهم كذلك ..
و النساء يُلَوِّن المكان ، ( ماما آسيا ) ،
الراحلتان ( إقبال الكامل ) و (سميرة خليل ) ، أروى ، نوال جنيدابي ، و أحياناً السمراء ( نجوي آدم عوض ) و كوكبة من الهوانم المُعَتَّقات و الفتيات اليانِعات ..
و في كل ليلة ..
و بينما يغني المغني ، و كل يغني على ليلاه ، و قبل أن يَنفَّضَّ السامر ، يُطل ( عمر محمود خالد ) بعد أن يكون قد ودع آخر مرتادي عيادته ..
يأتي تعلوه ابتسامة عريضة و بشاشة مُشِعَّة ، فيهمس في أذن هذا ،
و يحضن ذاك و يلاطف آخر
و يضاحكه ، و يرسل تحية الصحة
و العافية لأولئك ، و يُبشِّر على المُغني أوالمُغنية ، ثم ما يلبث أن يجبر بخاطر الذين يُلِّحُون عليه في أن يشفي غليلهم بإحدى قصائده ، فيستجيب لرجاءاتهم ، و يتقدم ليُنْشِد فيما ينشد ..
( ياسيدة لا
فايتانا وين مُسْتعْجِله )” ..
و بعد قرابة ( العشرين ) عاماً على ذلك اللقاء الخاطف ، و أنا في مكتبي ( بقناة النيل الأزرق ) جاءني ( الطاهر حسن التوم ) ، و قال لي :
“( وجدي ميرغني ) إشترى نصيب الشيخ ( صالح كامل ) في القناة” ،
و كان هو منخرطاً في هذه( الصفقة ) ،
التي استغرق إنجازها وقتاً ليس
بالقصير ..
و ( الطاهر ) كان يومها يقدم برنامج
( حتى تكتمل الصورة ) و ( مراجعات ) ،
و في رمضان ( قيد النظر ) يومياً ،
ما عدا ( الجمعة ) ..
و كنا مُتَلازِمَين ..
لا نَفْتَرِقُ ..
و ( أكاد لا أُصَدِقُ ) ..
و بعدها بأقل من نصف ساعة إتصل
بي ( زيادة عبدالله زيادة ) ، و هو من كان ينوب عن الشيخ ( صالح كامل) ،
و نقل إليَّ الخبرَ ذاتَه ..
كان الخبر مفاجئاً لي ،،
و كان مُرْبِكاً ،،
و كان مُحَيِّراً ..
و آلمني ما مورس معي من ( تغييب ) ..
و هو مالم يستوعبه الشريك الحكومي
و الذي أمثله أنا ، فاتصل بي ليلتها
( محمد حاتم سليمان ) ، مدير
( الهيئة ) آنذاك ، و كان خارج البلاد ،
بل و قطع رحلته ، و كان بادي الانزعاج
و الغضب ، لتجاوزهم في الأمر ، من
( الشريك ) ، و عدم إخطاري لهم بذلك ، و هو مالم أكن أنا على دراية به ..
و اشتط بي التِسْآلُ ..
ماذا يريد ( وجدي ) من ( قناة النيل
الأزرق ) !!
و ماذا ينوي ( وجدي ) أن يفعل
( بقناة النيل الأزرق ) !!
و مَنْ هَدَى ( وجدي ) على ( قناة
النيل الأزرق !!
لقد اعترتني لأول وهلةٍ ( خِيفَةٌ ) ،
من هذه ( الشراكة ) و هي ( خِيفَةُ )
من يخشى على ( وليده ) الذي سهر عليه ، من أن يُتخَطَّف من بين يديه
و هو مسلوب الإرادة ..
و لوقتٍ وجدتني مُتنازعاً بين شريكين
متشاكسين كلٌ يحسبني على الآخر..
( و في الحالتين أنا الضايع ) ..
و مع اختلاف المقاصد ، فإن هذا
مطلعٌ لقصيدةٍ مُترعة بالمشاعر المُمِضَّة ، نظمتها الشاعرة الرقيقة الراحلة ( حكمت يس ) ، و يتغنى
بها ( جمال فرفور ) ..
( لا بُعدك بفرحني لا قُربك بريحني
في الحالتين أنا ضايع
مالاقي اللي ينصفني
أقول أنساك أفوت لي دنيا ما دنياك
يسرح قلبي في ذكراك
تاني الشوق يرجعني ) ..
و لقد زارتني ( حكمت ) أكثر من
مرة بمكتبي ، و كم هي رائعة ..
و حتى لا أسرح ..
لقد كان من أمري أن مضيت في طريقي ..
مضيت بالعزمِ ذاتِهِ و عينِهِ ..
و شيئاً فشيئاً بَدَأْتُ أكابد ( غرائب )
و ( عجائب ) تنهض في طريقي ،
و تنهش في مصداقيتي و صادق
بلائي و ولائي ، و ليس مبعث ذلك ( وجدي ) و لكن من تلقائه ..
و ( عندما بلغ السيل الزُبى
و نالني ماحسبي به و كفى ) ..
أقدم ( وجدي ) على إزالة ذلك
( الحاجز الخُرصاني العازل ) ،
الذي نشأ بيننا ..
و من يومها استقامت الأمور على
نحوٍ أرضاني ، و حفظ ( القناة ) من
( هُوجِ الرياح ) ، و جَعَلَها تمضي في
سبيلها الموسوم و المرسوم ..
و لقد تعزز إحساسي بالارتياح أكثر
و أكثر ، و أنا آنس من جانبه ترَّفُعاً ،
بل وزهداً في الخوض في شؤؤن ( القناة ) ، و كأنها لا تعنيه من قريب
أو بعيد ..
و وجدته يقترب عندما يوقن أن في
الاقتراب مايُكْمل ناقصاً و يشُدُّ
عضداً و يسند ظهراً ، و يبتعد
عندما يوقن أن الأمور تمضي على
نحوٍ رشيد و قاصدٍ ..
و أضيف ..
رغم تشابك و تنوع علاقاته و مصالحه ،
لم يشأ أن يفرض على ( القناة ) خَطاً
بعينه ، بل كان يجسِّد حائط صد في
وجه أي ( هجمة ) قد تأتينا من هنا
أو هناك ، و لسان حاله ، أنكم أدرى
بشؤون ( قناتكم ) و ما تصلح به أو
لا يصلح لها ..
و لم يكن من أولئك الذين يحشدون
الأقارب و المعارف و الأصحاب ،
زرافاتٍ و وحدانا ، إذ لم يكن يوجِّه بتعيين ( فُلان ) أو إبعاد ( فُلانة ) ،
و لو فعل ذلك لاختلفت طرائقُنا ،
و إن كان من حقه أن يأتي بشيءٍ
من ذلك ، و هو ( رئيس مجلس
الإدارة ) و الحامل للنصيب الأوفى
من ( الأسهم ) ..
و إذا فَعَلَ فِعلاً ، فإنه يفْعَلُ ما يفعَلُه
بحياءٍ و تأدَّبٍ و هَوادة ، فيقع الفعلُ منه برداً و سلاماً عليك ، و إن لم يكن
كذلك فأنت له عاذر ..
و هو يخفض لك جناحاً من المودة
و اللطف ، و بشاشةً آسرة عندما
يلقاك أو يُهاتفك أو يُحدِّث عنك ،
و كمان يديك ( نُكتة ) طازجة من ( نِكات ) أهلو ( الحلفاويين ) ،
الموغلة في السخرية و التنَدُّر
و الضجر ..
و اذكر له عطاءه لي مرةً ، جبراً
للضرر ، و تطييباً للخاطر..
و يوماً كنت مستغرقاً في متابعة
تسجيل حلقات ( أغاني و أغاني )
بالأستديو ، فأسْرعْتُ إلى المكتب
لأن هناك من ينتظرني ، فاتصلت بي
السكرتيرة ( سمر ساتي ) ، عصراً ،
و هي خارج ( القناة ) ..
-الخبر ده صحيح ؟
-خبر شنو !!
-قالوا ناس ( التمكين ) شالوك ..
-و الله ماعندي فكره ..
و بعد ثواني و أنا أطالع الأخبار من
خلال ( الهاتف ) و جدت أن ( لجنة
التمكين ) ، من خلال مؤتمر اللجنة الصحفي ، أصدرت قراراً بعزل
( حسن فضل المولى ) مدير
( قناة النيل الأزرق ) ..
فكان أول المتصلين بي ( وجدي
ميرغني ) ، و قال لي :
( يازول اشتغل شغلك ، ما في جهة
من حقها إصدار مثل هذا القرار ، غير
مجلس إدارة الشركة ) ..
فكان ردي له أنه من الأسلم أن نتجاوز
هذا الأمر ، خاصة و أني كنت مُتنازعاً ،
قبلها ، بين البقاء و الذهاب ، فقطعت
( جَهِيزَةُ ) فعلَ كل مُتردد ..
و استأذنته ..
و حملت أوراقي ، و انصرفت ..
و ( حَمَلْتُ ) هذه كلما مرت بي
تذكرني ( ابن البادية ) في ( ليلة السبت ) ..
( و حَمَلْتُ أشواقي و عُدْتُ بها
مُتَلَفِحاً بالليل و الصمت ) ..
و الكلمات للشاعر الفلسطيني
( محمود القاضي ) ، و قد كتب
( صلاح الدين عووضة ) مقالاً ،
أبان فيه سبب ولادة هذه القصيدة ،
و الذي يختلف تماماً عمّّا وقَرَ
في أذهاننا فابحثوا عن هذا
المقال ..
و ما ذكرته ، و عطفاً على ماقبله ،
من صفات ، تجعل ( وجدي ) محل
تقدير و امتنان ، لكل من اقترب
منه ، أو خالطه ، أو عَمِل معه ..
و تلك صفاتٌ ( أولاد البلد )
يكتسبها ، كل من كابد الالتصقاق بالأرض ، و عمَّر الأرض ، و تغنى
للأرض ، و أخلص للأرض ..
و ( وجدي ) مزارع ..
مُزارع على أحدث و أنضج و أخبر ..
و قديماً قالوا ..
أرفعوا من قدر ( المزارعين ) ،،
و أحسِنوا إلى ( المزارعين ) فإنكم
لا تزالون سِماناً سالمين ، ماسمِنوا
و سلِموا ..
لقد امتهن الزراعة ، و عاش بين المزارعين منذ صغره ، و هو يتدرج
في كَنَفِ والده ( ميرغني محجوب ) ،
الذي يُعَدُ من أوائل أفذاذ ( الخبراء الزراعيين ) في السودان ، و كان له
قصب السبق في سودنة الزراعة ،
و يعتبر من مؤسسي الزراعة الآلية
في السودان ، و سجِلٌ حافل ..
و ( ابن الوز عوّام ) ..
و لا أعني هنا ( عوم ) القَدْلَة و سِكيت الخَشَّامة ، و لكنه ( عوم ) اكتساب الخبرة و الدُّرْبة و المهارة و تَرَسُّم
الخُطى بقوةٍ و عزم ..
فمنذ تخرجه ، في (كلية العلوم ،
جامعة عين شمس ) في ( مصر ) ،
انخرط في الزراعة ليبلغ شأواً
عظيماً في ضروبها و دروبها ، حتى
أطلقوا عليه ( المزارع الأول ) ،
و أصبح مرجعاً يشار إليه بالبنان ،
و تُشدُّ إليه الرُكبان ..
و حيثما وُجِدَت هناك أرض خصيبة
(شَبِقة ) ، وجَدْتَ ( وجدي ) ، يحرث
و يبذر و يحصد و يُحَمِّلُ المطايا ..
و حبه و حنينه جارف ( للقضارف ) ،،
و لي ( سمسم القضارف ) ،،
و يَعْزِمَك ( القضارف ) ..
فبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على
( الحرب ) ، تواصلنا ، و كنت يومها
قرير العين ، في بلدتي العامرة الضاجَّة بالنداءات للصلوات ، ( الكتياب ) ،
دعاني يومها ..
( لو تحب تمشي “القضارف” بعدها ،
نرتب ليك هناك ) ..
و أنا زرت ( القضارف ) مرة واحدة ،
و أنا في ( الجامعة ) ، برفقة ابن
( القضارف ) المرحوم ( عبيد الأمين
الفكي ) ، و اذكر في تلك الليلة التي
قضيناها إستيقظنا على مطرٍ صَبِيبٍ
وجدنا أغراضنا تسبح أمامنا في في
( القطية الخمسة نجوم ) ، و في الصباح ، عند مغادرتنا ، منحت ( والدتُهُ ) الوقورة كلَ واحدٍ منا ( مبلغاً ) معتبراً من ( المال )
فَسَرَنا ذلك أيما سرور ..
و لمن لايزال يتابعني ..
وجدي من أولاد ( نمرة اتنين ) ..
و يااااحليل ( نمرة اتنين ) ..
و ناس ( نمرة اتنين ) ..
يعني ..
نشأ في قومٍ أهل حضارة و نضارة
و غضارة عيش ..
في حي من أحياء مسكونة بالجمال
و الجميلين ..
( نمرة واحد ) ، و ( نمرة اتنين ) ،
و ( العمارات ) ، و ( الخرطوم جنوب ) ،
و ( حي باريس ) و ( الخرطوم تلاتة ) ..
( الخرطوم تلاتة ) ..
( أنظر شوف حَلاتَا
الظهرت بي غَلاتَا
الناعسات كاحِلاتَا
أنا دستوري نازل في الخرطوم تلاتة
سميري الرسموك في ضميري ) ..
فضاءات تَعُجُّ ( بالمساجد)
و ( الحدائق ) و ( الميادين)
و ( النوادي ) ، و أعني هنا ( الأندية ) ،
و كل باسم الثغر ( ريان ) و ( نَديان ) ..
و ( الناس ) هناك في نكهة ( الأناناس ) ..
من نشأ منهم هناك و مَنْ وفَد ..
و أنا ما عَبَرْتُ تلك ( الأمكنة ) إلا
و تنفَسْتُ هواءً ذوْبه تنغيم و ترنُّم
( أحمد المصطفى ) ،،
( لي غرام و أماني
في سموك و مجدك
عشت ياسوداني ) ..
و ( حسن عطية ) ،،
( متين يزورني حبي
محياهو يضوي داري )
و ( سيد خليفة ) ،،
( أعَلَى الجمال تغار منا
ماذا عليك إذا نظرنا !! ) ..
و ( الجيلاني الواثق ) ،،
( ديل عيونك ولا واحة
ولا للشوق استراحة ) ..
و ( عثمان حسين ) ،،
الذي كانت تشدني إليه صلة ودودة ،
و أذكر استجابته لدعوتي له بالسفر
مع فريق ( القناة ، “الشفيع عبدالعزيز”
و “أيمن بخيت” و “سلمى سيد” ) ،
إلى ( بورتسودان ) ، لتسجيل ( سهرة ) توثق للقائه برفيق مشواره ( حسين بازرعة ) ، و قد عاد إلى ( بورتسودان ) بعد عشرين عاماً ، فذهبت إليه عصر ( الجمعة ) ، و اصطحبته بعربتي إلى المطار ، و مِلْءُ هوى نفسي ..
( طُولْ يا مُشوار ما تَقْصَر ) ..
و كنت أمضي خلفه و أحمل
( حقيبته ) إلى أن أودعتها ( السيرَ )
و ودعته ، فكانت ( قصة ) ذلك
اللقاء المملوء ( بالشجن ) ،
و ( المَعَزة ) و ( أحلى الذكريات ) ..
( انت نبع حناني
انت كياني
انت الدنيا بهجتا
و شروقا و كل طيبا
و ان حصل زلت خطايا معاك
هل تصدق تنتهي قصتنا
يا أجمل حقيقة !! ) ..
و ( تهيم خطواتي نشوانة ) مع
الدكتور ( علي الكوباني ) ..
( كلك حلو ) ،،
و ( ياستهم
حُسنِك يفوق حد الخيال
كيفن محاسنِك أعدهم ) ..
و ( صلاح حاج سعيد ) ..
( الحزن النبيل ) و ( الشجن الأليم ) ،،
و ( تبقى أيه الدنيا من بعدك تكون
و أبقى أيه بعدك أكون
عارفني منك ) ..
و ( صلاح أحمد إبراهيم ) ، الذي
أقام لفترة في تلك الربوع ،
و كأنه يخاطبنا من ( قبره ) ..
( أواه لو أَلوُك كَبد البغي
لو استّل حلْقَه بقَبْضَتي
أواه لو اثأر للشعب الذي لا يعرف الذل وقد أذَلَّه الهوامُ
لو تنمو برأس غضبتي القرون
كي تبقر بطن البغي
لا أرفع من دمائه هامتي
حتى يقول لي الشعب كفى
رويت من الغول اللئيم غِلي ) ..
روى لي ( عبدالله البشير جبريل ) ،
حدَّثه ( السر دوليب ) ، أنهم خرجوا
مرة ليلاً من منزل ( صلاح أحمد إبراهيم ) و كان معه ( مصطفى
سند ) و شاعر آخر ، و عند ( السكة حديد ) اعترضهم ( رباطة ) ،
و لما علموا من هم ، أمر كبير ( الرباطة ) واحداً منهم بمرافقتهم ، خوفاً عليهم ، من ( رباطةٍ ) آخرين ،
إلى أن يجدوا سيارة أجرة ، و أن يدفع لهم ( حق المشوار ) ..
حتى ( الرباطة ) هنا أهل ذوق
و تذوق و تلطُّف ..
و اذكر جلوسنا على الأرائك في
منزل ( عبدالدافع الخطيب ) ،
و ثُلة من الأحباب الأصفياء ..
و غداء ( الجمعة ) عند الكابتن ( محمود صالح ) و ياله من
( مهرجان ) ..
و جلساتي بين يدي ( محمود
قسم السيد ) ، في منزله المقابل
( لمطعم الساحة ) ، و هو يروي لي
أنضر الحكايات عن ( حسن عطية ) ،
و نجوم الفن ، في تلك البقاع
النضيرة ، و قد أنشأ مكتبة غنية
بهذا ( التراث ) ..
و كم كانت سعادتي غامرة و أنا
أغشى ( منتدى الخرطوم جنوب ) ،
و الذي اقتطع له مُؤَسِسُهُ ( حسن
علي عمر ) جانباً من مسكنه ، و كنت
آتيه و برفقتي فريق ( من الخرطوم
سلام ) ، فنحظى بالاستماع إلى أكثر
من فنان ، وسِرْب الحِسان ، و مايبذله
لنا ( حَسَنٌ ) من احسان ..
و كم أسَرَتني تلك الإشادة الرقيقة
التي وافاني بها ( شكرالله خلف الله ) من ( أمين النفيدي ) و هو يثني على مقالي ( عبدالكريم الكابلي .. القومة ليك ) ، وعندما قابلني بعدها بعامين أفادني أنه لايزال يعيد قراءته ، فأثلج ذلك صدري ..
و بعد أن فرغنا من تشييع الراحل
( وردي ) بمقابر ( فاروق ) ، و نحن ننتحي مكاناً قصِيَّاً حدثني ( أسامة داؤود ) عن ( وردي ) و بداياته بما أدهشني ، فرجوته أن أرسل له
( كاميرا ) ، في ذلك اليوم ، ليروى
لنا طرفاً من هذه الحكايات ،
فوافق ثم اعتذر لظرفٍ طرأ ..
و زارني بالقناة يوماً ( مأمون أحمد مكي ) ، فأثمرت تلك الزيارة عن
تبرعه بتأهيل ( أستوديو القناة )
( بالزجاج ) الشفيف ، الذي مكننا
من تلك الاطلالة الساحرة على
( النيل ) ، و ما حوى و ما حوله ،
و جاد بذلك ، عن طيب نفسٍ من
غير أن نتوسل إليه ..
و هناك ..
يلقاك ، كل من يلقاك بابتسامة
بشوشة ، صُنعت هناك ..
( صديق كوباني ) ..
و ( الفاتح التوم ) ..
و ( دكتور محمد علي التوم ) ..
و كابتن ( محمد عبدالمنعم ) ..
و ( صلاح عثمان حسين ) ..
و ( مجدي جابر أبو العز ) ..
و ( معتصم كنون ) ..
و ( محمد عزالدين السيد ) ..
و ( طارق السر التني) ..
و الخبير بأدواء العيون بروف
( السيسي ) ..
و ( صلاح الأمين ( ليزا أمين ) ..
و الدكتورة ( وفاء مُقْبل ) ..
و الراحل ( فتحي شيلا ) ..
و الراحل اللواء ( عبدالحي محجوب ) ..
و ….. و …..
و ياسلااااام ..
( شارع كترينا ) ..
و ما أدراك ما ( شارع كترينا !! ) ..
و صديقي الفنان ( حامد كترينا ) ..
و ( أحمد المك ) ..
و الدكتورة ( نعمات الزبير ) ،
و هي تجمعنا في دارها الرحيبة ،
على مائدتها الشهية ، و لفيف من
الخُلَصَاء ، و ( فاطمة الصادق ) ،
و الفريق ( أحمد الجمل ) ،
و ( نجود حبيب ) ..
و ( ليالي الأُنسِ لُذاذ بالحيل
في ربوع الساحة “الشاكية ”
و ” و باكية رحيل ” ) ..
و …..
و …..
و إنها مجرد خواطر عنَّت لي ،
فرأيت أن أدندن بها في حِمَى
( وجدي ميرغني محجوب محمد ) ،
لعلي أبلغ بها بعض ما يحتبس في
صدري من لواعج و أشواق ..
فيا ( وجدي ) ..
لك مني التحايا الزاكيات ،،
و لك مني الأماني اليانعات ،،
و أنت توقظ في وجداني هذه الذكريات
الحبيبة إلى فؤادي ..
و تبقى الذكريات صادقة و جميلة
مهما تباعَدْنا بنقول حليلا ..
و السلام ..
السبت ٢١ أكتوبر ٢٠٢٣ ..
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط