عندما ترك الرماة الكبري مدني تعيد إنتاج درس أُحد
( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد الوهاب
ما أقسى جرحك يا مدني وما أفدح خسارتك التي لم تكن لتقع ، لو لا أن الرماة تركوا الثغور والكبري ليرقصوا مع الراقصات ابتهاجا بنصر ( زائف.. زائل) ، جرى تسويقه عبر الفضاء دون أن يتم تثبيته على الأرض.
دلالة ذلك ما تم من إجتياح سهل سريع لمدني ، وفي كسر من الزمن ومن دون بذل جهد أو مقاومة تذكر ، بل حتى من قبل أن تغادر نشوة الإنتصار حلاقيم المتجمهرين الذين سهروا وما دروا أن الصباحات كانت حبلى بالمواجع المزلزلات .
أسئلة حارقة واستفهامات عريضة نرفعها بوجه حاكم الولاية وقائد الجيش فيها ، ولأن التاريخ سيسجل ما تقولون ، فإن الجسارة تقتضي منكما الإعتراف بصدق بحقيقة ما جرى عصر يوم الإجتياح الكبير ؛ الذى تم بمن وما لاعين رأت ولا أذن سمعت ؛ فأدمى وأبكى وروٌع . حتى أضحى أمثولة تُحكى عن الخيبات والخيانات ونقص المروءة ونكوص الرجولة .
منذ أشهر مضت أعلنت المليشيا المتمردة نيتها السيطرة على مدني ، وسعت لذلك بكل سبيل وعبر كل منفذ وفج ، فارتكزت جيوشها قبالة مداخلها وخنقت أنفاس الداخلين إليها ، من دون أن تكافئ حكومة الولاية أقدار الخونة المعتدين بأقدار أغلب وأظهر .
ثم مضت عنوة نحو هدفها المنشود والممكن بتقديراتها السياسيةوالعسكرية، والمدعوم بآلة إعلامية عالية الكعب نافذة السموم و السهام .
بينما لا تزال الدولة في عمومها والولاية في خصوصها سادرة في غي التغافل والتغابي عن مستصغر الشرر الذي ظهر مرة في أبوقوتة وتارة في الجديد و المسيد ، حتى تكامل جنده واحتشد عتاده في نحو 4 آلاف دعامي ومئات العربات والمواتر تسندها طغمة متصلة من الجواسيس والخونة المندسين وسط المنظومة الأمنية هنا وهناك .
لا تميل هذه الرؤى لإستباق الأحداث ولا للتخوين غير المسنود بالحقائق ، ولن تجري وراء ضرب مهنية الجيش وتيئيس الناس من بسالة جنوده . كما أن صاحبها على ثقة طليقة بأن صولة الباطل لن تهزم جولة الحق .
لكن ما حدث في مدني بكل هذه الرعونة والليونة يستحق أن نجد له جوابا!
* لماذا انتظر القائد كل هذا الوقت حتى تكامل جيش العدو، فلم يعد يفصله عن رئاسة الولاية سوى حجر يُرمى فيدك ويدمي ؟
* ما الذي حدث بشأن التعليمات التي صدرت بفتح كبري حنتوب لإدخال 4 دبابات إلى المدينة ، ليتم استغلال الأوامر من قبل قوات التمرد ليحدث ما حدث؟
* ما حقيقة وجود طابور خامس داخل المنظومة العسكرية في الولاية ؟
إن الواجب الأخلاقي والمهني يتطلب إجراء تحقيق عاجل داخلي وسري ، فمعركة استرداد المبادرة والتحكم بمسارها وصولا لرد العدوان واستعادة الثقة والأمان لا يمكن أن تتم بذات التفاصيل والشخوص الذين أنتجوا هذه الهزيمة النكراء ، حينما خانوا الأمة ومكنوا للأوباش من أن ينقضوا على المدينة من خلف ظهر الجيش والجبل !؟
سارعوا بإجراء جراحة عاجلة ، ولو أدت لبتر العضو (المنوسر جرحو) ، وإلا فإن ما حدث لمدني سيستدعي أن نرفع النداء عاليا :
إياكِ أعني فاسمعي ياقضارف
ودمتم
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط