رحلة الاطاري الى المجهول
رحلة الاطاري الى المجهول
بقلم :معاذ منصور
عجبا لهذا البلد ، يتعلق أهله بأي (قشة ) املا لخلاص نشك أنه قد يأتي لكثرة النكبات التي تلاحق أي فأل ، كمية المبادرات المطروحة منذ التغيير كفيلة بحل مشكلات كل العالم من حولنا ، نحن شعب أدمن التنظير وقبله ادمان الاختلاف ، ما رأينا ساستنا قد اجتمعوا يوما لوطن ، لا نفرق هنا بين مدني وعسكري فالكل سواء ما احسسنا يوما اننا نختلف لاجل وطن أو مواطن ، حصص ومحاصصات وسعي لاكتساب بحق أو ربما بغيره .
اتجهنا الي اليهود قبل سعينا للتطبيع عبر نقض العقود وهي السمة الأساسية التي تميزهم عن غالب الملل والأديان ، فلم تعمر الوثيقة الدستورية – على علاتها – شهورا فنقضت ، وتدفق سيل المبادرات وانتقلنا من احتفال الى اخر دون جني ثمار ما قبله وحتى فيما يتعلق باتفاقيات الصلح بين القبائل والعشائر شرقا وغربا وجنوبا لا تمضي الا أياما وتعاود الة القتل عملها فراح على اثرها الالاف في مناطق متفرقة بين بقاع السودان .
هلل العسكريون قبل غيرهم وكبروا بان الاطاري هو المخرج لهذه الامة من نكباتها وبدات خطة الانفاذ لدرجة ان قوي المركزي للحرية والتغيير مثلت الحاكم الفعلي للمرحلة القادمة وانها قد امتلكت تماما زمام المبادرة لدرجة ان تصريحاتها حددت من تقبل ومن ترفض قبل ان تفاجأنا تصريحات مميتة للاتفاق تصدر بين الفينة والأخرى من القيادات العسكرية بدء من القائد العام مرورا باركان حربه في اكثر من مناسبة ، وراحت كل وعود الخلاص التي قطعوها ادراج الرياح وبرقم حديثهم الدائم عن خروج القوات المسلحة من المشهد السياسي جاءت زيارة وزيرة خارجية إسرائيل لتنسف ما بقي من وعود ، وما زادنا حيرة ان شيرك العسكر في هذا الاتفاق لم يصدر تصريحا بشان الزيارة وكان الامر لا يعنيه في شيء لا رفضا و لا قبولا .
ان كانت جريمة فض الاعتصام وقتل المتظاهرين هي المبدد للثقة لدى العسكريين ، خوف الملاحقة المستقبلية ، وقد أشار قائد الدعم السريع صراحة لهذا الامر عندما قال ( كيف نمشي الثكنات وانتم تسنوا لنا السكاكين ) فان الامر بلا شك سيطول ولن نصل الى نهاياته ،ما لم يصل الجميع الى تفاهمات الى الحد الأدنى تحفظ حقوق الضحايا من جهة وتضمن مخرجا للخروج من الازمة .
على الجميع ان يعترف ان ازمتنا قد تدولت لدرجة ربما يصعب معها الحل الداخلي ما لم يرم جميع الأطراف كل ما سبق والنظر بعين الوطن والمواطن ، ويتنصلوا عن كونهم دمى يحركها الاخر لمطامع إقليمية ودولية وليس أدل على ذلك اكثر من الوفود والمبعوثين الذي يحطوا رحالهم يوما بعد الاخر بالبلاد ، مشكلتنا يبدو انها مرهونة بالتطبيع وبالحرب الروسية الأوكرانية والصراع في الغرب الافريقي ، وحركة المواني والحرب في ليبيا وتدهور الاقتصاد المصري وكل هذه التعقيدات ترمي بظلالها على الحالة السودانية المتأزمة ، والكيس من حاول تطويع مواقفه للإفادة من هذه التعقيدات قبل السماح للاخر للاستفادة من ازماتنا .
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط