الجمعة. نوفمبر 22nd, 2024

الإنتحار .. وباء العصر الحديث.. تعاسة في الدنيا.. وعذاب في الآخرة !!

 

فنجان الصباح
احمد عبدالوهاب

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

في العام الماضي انتشر في الوسائط إنتشار النار في الهشيم مقطع مصور لرجل أعمال محترم أوقف سيارته عند منتصف كبرى على النيل وسجل وصية مصورة بهاتفه النقال، أوضح فيها بأنه وفي كامل وعيه وسلامة عقله قد قرر وضع حد لحياته، بعدما علم باصابته بمرض عضال.. والمرض يسبب للمريض الاذلال والألم والانكسار .. فضلا عما يقرأه صاحبه من حزن في عيون الصغار والكبار.. فقرر إختصار محطات التعاسة هذه والنزول من قاطرة الحياة قبل الأوان .. وختم حديثه بأنه( الآن ) قد قفز من أعلى الجسر وأن على أهله البحث عنه في شمالا ..
ومؤخرا تعددت حالات الانتحار بسبب الضغوط الحياتية والمعيشية.. وكانت في السابق تعود إلى ضغوط اجتماعية بسبب خسارة خطيب او خطيبة ، أو فقدان حبيب أو حبيبة.. او بسبب ضغوط مالية كجزء من ضريبة الثراء.. كما في حالة من يخسر كل ودائعه في مضاربات البورصة أو مقاهي ومحلات القمار ..
يلجأ الرجال للانتحار شنقا أو غرقا أو بعيار ناري أو حرقا على طريقة ( البوعزيزي) الشاب التونسي الذي اشعل الربيع العربي كله نارا لما اشتعل ..
وعادة ما تلجأ المرأة إلى الطرق العنيفة كاشعال النار في نفسها أو تعاطيها صبغة الشعر.. وهنالك حالات تاخذ فيها المرأة جرعة كبيرة من الدواء بقصد الانتحار..
ومؤخرا تخلص بعضهم من رهاب الأماكن العالية مثل الأبراج السكنية، أو أبراج كهرباء الضغط العالي، وجدوها وسيلة انتحار أسرع وأضمن وأقل تكلفة.. فمن ألقى بنفسه من أعلى بناية ربما كان يقرأ للدكتور أحمد زكي وهو يقول في الخمسينات (ركبت طائرة من النوع الذي يرتفع في السماء بعيدا.. تري السحاب تحتك كأنه القطن المندوف.. تغريك النفس الأمارة بالهبوط اليه او السقوط عليه.. ولكنك لا محالة مخترقه فذاهب إلى الأعماق حيث على الأرض تندق الأعناق)!! ..
ومنهم من يعمد إلى تسلق ابراج الكهرباء كما في حالة تداولها نشطاء في الميديا لشاب قرر الانتحار (الكهربائي) من ابراج الضغط العالى.. ولكنه اكتشف عند إمساكه الاسلاك بكلتا يديه أن التيار الكهربائي مقطوع.. إلى ان ادركه رجال الإنقاذ من قوات الدفاع المدني وسحبوه للأرض ..
وقال ظريف المدينة ان على السلطات ان تفتح في مواجهة الرجل بلاغين.. الأول بتهمة الشروع في الانتحار.. والثاني بتهمة التعدي على المال العام.. اذ كان يلزمه إن صح منه العزم على إنهاء حياته أن (يتكهرب من جيبه) بمعني ان ينتحر بكهرباء الدفع المقدم.. ومن حر ماله..
اننا نخشى في حالة تفاقم هذه الظاهرة أن تراود بعض الانتهازيين فكرة تأسيس (منظمة خيرية) مهمتها تنظيم هذه الشغلانة.. مثلما في بعض الدول الاسكندنافية والتي تشهد أعلى معدلات انتحار في العالم، رسموا خطا وهميا سموه (خط الإنتحار) على غرار خط الزلازل يمر بشبه جزيرة اسكندنافيا وهناك خصصوا حديقة اسموها (حديقة الانتحار) يذهب اليها من يرغب في التخلص من حياته، وهناك يعرضون عليه عدة طرق للموت الرحيم أو المريح لا فرق..
وماعلموا أن ألم الموت اي موت كما قال الفقهاء يساوي ألم (٣ آلاف
ضربة بالسيف) ..
ومن أشهر المنتحرين ذلك الصحفى الذي كتب مقالة شهيرة بعنوان ( أما آن لهذا الفارس ان يترجل؟) طالب فيها الحكومة بإزالة تمثال الجنرال كتشنر وهو على صهوة حصانه.. ولكن ذلك الصحفي نفسه لم يلبث أن ترجل من صهوة الحياة منتحرا..
ويذكر التاريخ أن الخواجة الذي ألف كتاب ( دع القلق وابدأ الحياة) مات في النهاية منتحرا..
ان الدين الحنيف قد نهى عن الانتحار، وشدد النكير على مرتكب الجريمة الكبرى .. فالحياة نعمة غالية ليس مسموحا لأحد تحديد بدايتها ولا نهايتها. يقول الاستاذ هيكل في معرض حديث عن الإنتحار ( لماذا الاستعجال.. طالما أن السماء قادرة على استدعائنا عندما تحين الآجال)!!
ان الإنتحار جريمة كبرى وخطيئة عظمى تقود صاحبها إلى النار وغضب الجبار .. وليس لصاحبها في الآخرة إلا النار.. وبئس القرار.

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)