الطريق إلى المعدة ..
( هذي رؤاي)
عبد العزيز عبد الوهاب
وقديما قيل إن المعدة هي بيت الداء ، والحديث لطبيب العرب الحارث بن كلدة ، وإذا كانت المعدة هي الوعاء فإن الطريق إليها تبقى محفوفة باستمرار بما يجعل الوعاء في مرمى سهام السلامة أو السقم .
هذا الطريق مبتدأه من الأسنان والفم وهما عمود البناء الذي عليه الإستناد ، فإذا صح المدخل سلم البدن واستوى العود .
يتحد سكان الأرض صباح اليوم العشرين من هذا الشهر ، للإحتفاء باليوم العالمي لصحة الفم والأسنان ، من أجل الوصول للسلامة القصوى للفم والأسنان من الأعراض والأمراض التي باتت تهدد نصف سكان الأرض ونحو 90% من سكان مناطق بعينها.
غض النظر عن التغزل و التمدٌح الحارق المزلزل الذي يبذله الشعراء والعشاق للأسنان والشفاه ، والتغني بجاذبيتها وسحرها وسكٌرها ، فمن المهم أن يبذل المرء / المرأة ، كل جهد ممكن للعناية بنظافتها والتودد لها بزيارة الطبيب استباقيا كل 6 أشهر حتى من دون الشعور بالألم ، للتأكد من أن الفم والأسنان لا يزالان يتمتعان بكامل الحيوية والنجاعة ، وقبل البحث عن متممات جمالهما و تعزيز تأثيرهما على الآخرين.
عرف الإنسان الأول العناية بفمه منذ نحو 3000 سنة قبل الميلاد واستخدم أغصان الأشجار العطرية لتنظيف أسنانه ، ويعود الفضل للصينيين لإستخدامهم لفرشاة أسنان صاغوها من الشعيرات الخشنة الموجودة في رقاب الخنازير .
وكان ذلك في القرن الخامس عشر . لكن الأوربيون فضلوا شعر الخيول لأنه أكثر نعومة .
أما أول فرشاة ( حديثة ) فقد إخترعها البريطاني وليم أديس
عام 1780م وذلك من شعر الخنازير وعظام الحيوانات . بينما أول فرشاة صنعت من النايلون فكانت أمريكية قبل ثمانية عقود .
سبق العرب غيرهم في العناية بالفم وذلك قبل 7000 آلاف عام ، وتميزوا ببهاء الأسنان الناتج من المسواك دائماً .
لكن الصينيون تألقوا في صناعة المعجون قبل عقود خمسة ، فبادروا بخلط الرماد المتكون من حوافر الثيران مع صفار البيض والحجر الإسفنجي.
ثم تتالت الإضافات التي شملت الفحم والعطريات كالنعناع ثم الملح ومسحون الطباشير والصابون وجميعها كانت على شكل بودرة .
أما المعجون الكريمي فظهر للوجود في أمريكا خلال العام 1890م ، وفي سنة 1945م تم التخلص من الصابون في صناعة المعجون .
الحلاق هو من كان يداوي الأسنان ويخلعها ، كما تخصص أيضا بطهارة الفتيان
تعتبر السكريات والتبغ والكحول من أكثر مسببات أمراض اللثة والفم ، والتي تعتبر أكثر شيوعا في البلاد الغنية حيث يعاني ثلث المسنين في العالم من التسوس .
شهد عام 1790م ظهور أول كرسي للأسنان وصنع من الخشب . وفي 1840ظهرت أول مدرسة لطب الأسنان في بالتيمور بأمريكا.بينما سطرت هارفارد نفسها كأول جامعة تمنح درجة علمية لخريجي الأسنان.
ومنذ العام 1914م لا يزال الفلورايد يكافح من أجل كبح التسوس ، لكن لا تزال المهمة شاقة، ففي السعودية أظهرت دراسة أن 96% من الأطفال دون سن السادسة يعانون من التسوس بسبب تناول الحلوى والعصائر.
يعتبر الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة في الأسنان بسبب عوامل خارجية ، لكن النساء يتفوقن عليهم في العناية بالفم ، ويستخدمن الفرشاة بزيادة 8% على الرجال . ولذلك فإن متوسط عمر المرأة يتفوق على الرجل بنحو 8 سنوات أيضاً.
يمثل الحصول على أسنان ناصعة البياض ساحرة الإبتسامة مطلبا عاليا للنساء عموما ولنجمات المجتمع على نحو خاص ، ولذلك ظهرت ما تسمى بإبتسامة هوليوود ، وهو نموذج إشتهرت به نجمات إستديوهات المدينة الإعلامية ، وتعتبر تركيا أفضل وجهة للحصول على هذه الإبتسامة التي تتطلب بعض التدخلات التي تمنح الأسنان الجاذبية والتأنق وتجعل الفم أكثر حيوية ووسامة .
وفي يوم صحة الفم والأسنان نجدد التحية لأطباء الأسنان الذين بذلوا جهدا جبارا لتتحول عياداتهم من بقعة مرعبة طاردة إلى واحة للتنزه وبأدوات أكثر نعومة .. وأول هؤلاء الميامين هو الطبيب الإنسان عوض دكام يرحمه الله .
ودمتم
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط