الأربعاء. أكتوبر 23rd, 2024

سلاح خطير يجب إدخاله إلى الخدمة فورا!!

 

فنجان الصباح

أحمد عبدالوهاب
…… ……………………..

يعتبر الإمام الفضيل بن عياض من الطبقة الأولى العظيمة بين علماء وزهاد السلف كسفيان الثوري وسفيان ابن عيينة وغيرهم.. ومن ذلك أن أحد الصالحين لما رأى الإمام أحمد بن حنبل قال ( إنني لأرجو أن يكون هذا الفتى حجة على أهل زمانه، كما كان الفضيل بن عياض حجة على أهل عصره)
عاصر الفضيل الخليفة العباسي هارون الرشيد.. وكان يقول “لو أن لي دعوة صالحة واحدة لجعلتها في الأمير ” .. يعني الحاكم..
“لأن في صلاحه صلاح الرعية”..
في هذه الأيام يتحرى المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ليلة القدر المباركة مع دخول العشر الأواخر من رمضان المعظم..
وعدا ليلة القدر التي هي (خير من ألف شهر) فإن كل أيام وليالي الشهر الفضيل، ساعات مباركة وأوقات شريفة يستحب فيها الإكثار من الدعاء والالحاح فيه.. وقد جاء في الأثر أن الله تعالى (يحب العبد اللحوح) ..
وعن أهمية الدعاء في حياة الانسان ما كتبه فضيلة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في سياق ذكريات ممتعة كانت تنشرها له مجلة ( المسلمون) قبل ٤٠ سنة ..
حكى فيها فضيلته قصة عن أسرة امريكية مسيحية َمحافظة، تسلق ابنها الصبي ذات يوم قمة صخرة ملساء على الجوار من بيتهم الريفي.. ولكن رجله زلت فسقط من أعلى الصخرة، وارتطمت ساقه بالصخور الناتئة بعنف.. كتم الصبي هذه الحادثة وتحامل على نفسه عدة ليالي، خوفا من عقاب الأسرة وغضب الوالدة، غير أنه مع تطور الورم وزيادة الألم والحمى عجز عن اللحاق بالمدرسة، وعن الانضمام لوجبة الغداء..
اكتشفت الأسرة الأمر فسارعت باستدعاء الطبيب، الذي وجد ساقا زرقاء متورمة وصبيا عليلا قد برحت به الحمى وأضناه السهر ..
صارح الطبيب والدي الصبي بأنه لإنقاذ الصبي لا مناص من بتر الرجل وبأسرع مايمكن، حتى لا تتسبب في تسمم الجسم كله.. فيما يعرف طبيا ب (غرغرينا) قاتلة.. ولكن الصبي رفض فكرة بتر ساقه واستغاث بشقيقه الفتى الأكبر ( ادجار).. وقد حال الفتى دون إجراء العملية لشقيقه وسهر على حراسته يومين كاملين.. بعدها نفض الطبيب يده وقال لا فائدة من إجراء العملية .. فقد سرى الداء لسائر الجسد.. حيث لايجدي البتر ولا ينفع الدواء..
يقول الشيخ الطنطاوي إن الأسرة في تلكم اللحظة استشعرت هول المصيبة وخطورة الأمر فقرروا اللجوء للصلاة.. اصطفوا كلهم، وصلوا ودعوا دعاء مضطر ..
وبات الصبي ليلته تلك بخير، نام بعد ارق وقلق.. خف الألم وتراجع الورم ، وخفت الحمى..
يشرح الشيخ الطنطاوي الأمر بأن المولى سبحانه يجيب دعوة المضطر سواء كان مسلما أم غير مسلم ، مستشهدا بالآية الكريمة( أمن يجيب المضطر إذا دعاه)..
وعندما عاود الطبيب مريضه عند الصباح دهش لرؤية الصبي وقد تحسنت حالته .. من حيث كان يتوقع تراجع صحته واحتضاره .
وقال للأسرة ( لا تفسير علميا عندي لما حدث.. ولابد أن السماء تدخلت لانقاذه ) ..
شفي الصبي تماما وشب وكبر ودخل الجامعة وانتسب للمؤسسة العسكرية وصار من كبار القادة العسكريين في الحرب العالمية الثانية و تم ترشيحه لرئاسة الولايات المتحدة..
إنه ( دوايت ايزنهاور) الجنرال الشهير ورئيس أمريكا فيما بعد،
وقد أورد قصته هذه بنفسه في مذكراته الشخصية..
سادتي القراء الاعزاء.. ليتكم تحيون ما تبقى من رمضان في دعاء وعبادة وصلاة مستجابة.. و(ماصلاتنا إلا دعاء) كما رددها الشيخ الترابي لما وجد رياك مشار ضمن مشييعي الشهيد الزبير محمد صالح “من لم يكن منكم مصليا فاليدعو.. وماصلاتنا إلا دعاء”..
ادعوا لأنفسكم ولاهلكم ولنا وللسودان ولسائر المسلمين..
عسى أن تصادف دعوة صادقة من رجل صالح فيكم وقت إجابة.. ينفع الله تعالى بها البلاد والعباد..
جربوا سلاح الدعاء.. ولو كنت قائدا أعلى للقوات المسلحة، لانشأت وحدة باسم (سلاح الدعاء) على غرار سلاح الأسلحة وسلاح الجو وسلاح المدرعات..
انه سلاح مدجج ب(سهام الليل) .. وهي أشد فتكا بالأعداء من صاروخ سام في غلس الظلام..

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)