العالم في قبضة تعتيم المعرفة…
وحي الفكرة 💡
✍ محجوب الخليفة
mhgoub33@gmail.com
▪️ربما يكون تعتيم المعرفة مصطلحا جديدا يناسب التوصيف الحقيقي لما يمر به عالمنا المعاصر ، قلت ربما يكون ﻷن الوضع الراهن يجعل المصطلح نفسه فى المنزلة بين المنزلتين (أي مصلوبا بين الحقائق الطبيعية والحقائق المصنوعة) ، وكمثال قد يبسط فهم المصطلح ،إذ يمكن التشكيك فى التحول الطبيعي للبيئة والتلوث المصنوع بخبث خفي يجعل التغير فى البيئة وكأنه وباء فتاك يجتاح العالم بحيث يصبح الناس وتحت وطأة تأثير المعلومات المتدفقة في قناعة تامة بأن الحقيقة هى المعلومات المتداولة وليس هناك حقيقة غيرها
▪️ تعتيم المعرفة الذى يسود العالم اﻵن لا يتعلق فقط بالوباء العالمي الفتاك كورونا ، وإنما يتمدد فى مختلف المجالات اﻷخري من انشطة البشر، مثل السياسة واﻹقتصاد ، وعلوم التقانة وتكنولوجيا التسليح ونظم الحروب الخفية للسيطرة وحماية المصالح اﻹسترتيجية.
▪️والمؤسف حقا أن نسقط كأفراد وجماعات ودول تحت سيطرة تعتيم المعرفة ونتحول إلى رهائن لا حول لنا ولاقوة ننتظر ما يقوله صناع الحقائق الجدد ونتطلع إلى ما يبتكرون من أحداث و يصنعون من وسائل ، وما يفرضون من توجيهات بلا إعتراض ودون مراجعة أو تدبر.
▪️ العالم المعاصر يعانى من التلوث المعرفي والتضليل المصنوع وربما اسهمت المنصات التي إبتكرتها شركات التقانة واﻹتصال الكبرى مثل مايكروسوفت ومنافساتها اﻷخري في هيمنة التعتيم المعرفي على مفاصل العالم ، وعلى نحو يمكنها من السبطرة الكاملة علي تحركاته ، فمنصات التواصل الحديثة والقنوات الفضايئة هى وسائل سهلة تستطيع اجهزة المخابرات التسلل اليها و توظيفها لفرض واقع جديد ، بما فى ذلك الواقع السياسي واﻹقتصادي أو اشعال الحروب المحلية أو الصراعات اﻹقليمية ، وفقا لما يخدم مصالحهاويساعدها على إحكام سيطرتها علي الحكومات والدول وتقييد حركة الشعوب ، وان بدت للناس كمنصات اكثر فائدةمكنت العامة من التحليق فى فضاءات المعرفة وجعلت المتلقي نفسه مصدرا للأخبار مهما كانت ( حقائق ام اكاذيب ملفقة) ، فالظاهر بمقاييس العامة هو أن ثمة تحول مذهل قد حدث بتحطيم اهم قواعد علم اﻹتصال ( مصدر وسيلة ..متلقي) ، ولكن هناك مؤشرات جديدة بحيث قد يكون المصدر مصدران (خفى حقيقي وظاهر وهمي) وفى هذه الحالة قد تستخدم منصات اﻷخبار الموثوقة تأريخيا لتمرير هذه اﻵخبار وفق تاثيرات تخترق النظم والضوابط التقليدية لتلك المنصات.
▪️ ونخلص من كل ماذكرناه أننا نحن وحكوماتنا رهائن لدى جهات ذات سطوة وتأثيرخطير ، مما يجعلنا مؤهلين تماما لتخريب إنجازاتنا بأيدينا ، ونستجيب لتعليمات خارجيه قد تضر بمصالحنا القومية وتزيد من معاتنا بإستسلامنا للواقع المذري والتردي المخيف ، و نخشى أن نكون نحن كشعب وحكومتنا اﻹنتقالية ﻻنعرف حقيقة مايجري عندنا من أحداث ومايسطر علينا من عجز.
About Author
للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط