الخميس. نوفمبر 21st, 2024

أخ يحاصر شقيقه.. قصة مؤلمة من حرب الجيش والدعم السريع بالسودان  

 

أحمد حمدان

 

عند مدخل كبري كوبر بمدينة الخرطوم بحري، يقف علي احمد السماني، الضابط بقوات الدعم السريع، على رأس قوة عسكرية، مهمتها حصار القيادة العامة وقطع أي امدادات قد تأتيها عبر الجسر الذي يقود اليها، في وقت يقبع داخل القيادة المحاصرة، ضابط برتبة رائد في الأستخبارات العسكرية، هو الشقيق الأكبر لضابط الدعم السريع.

 

هذه الماساة ظلت تعايشها أسرة ناظر قبيلة “الفلاتة” إحدى أكبر القبائل في اقليم دارفور، منذ 15 نيسان/ ابريل الماضي، حينما اندلعت المواجهات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم.

 

“محمد أحمد السماني”، وهو ضابط برتبة رائد في الأستخبارات العسكرية بالجيش السوداني، متزوج واب لخمسة أطفال، بينما شقيقه “علي” صغير السن لم يتزوج بعد، كحال غالب جنود قوات الدعم السريع.

 

وقد وجد هؤلاء الشقيقان اللذان كانا يسكنان في منزل واحد، انفسهما فجأة وجها لوجه في حرب ضروس مزقت المجتمع السوداني بين قواته الأمنية التي كانت بالأمس مكونا عسكريا واحدا.

 

حرب لعينة

 

يروي الدكتور “محمد الأمين أحمد السماني ” شقيق ضابطي الجيش والدعم السريع، ما تعيشه الأسرة حيال ما اسماه بالكابوس الذي أصبح حقيقة ماثلة منذ ثلاثة اسابيع.

 

يقول “محمد الأمين” لـ”إرم نيوز” إن شقيقيه مشاركان في هذه الحرب اللعينة، حيث يتمركز ضابط الجيش “محمد” داخل القيادة العامة، فيما يقف ضابط الدعم السريع “علي” خارجها، يتقاتلان منذ يوم ١٥/ابريل/ نيسان الماضي، مشيرا إلى أن الاثنين كانا يسكنان في منزل واحد قبل بدء هذه الحرب.

 

وتابع “نحن كأسرة مشتتين بين الاتنين لأنهما شقيقين عزيزين لبعضهما ولنا.. هذه الحرب عبثية ويجب ان تتوقف اليوم قبل الغد لأنها ببساطة بين أبناء البيت الواحد، فلا منتصر فيها، بل الكل خاسر”.

 

وأكد “محمد الأمين” أن شقيقيه لم يعودا إلى المنزل منذ اليوم الاول للحرب، ولم يتمكنا حتى من تهنئة اهلهما بمناسبة عيد الفطر المبارك الماضي.

 

وأشار إلى أن ضابط الجيش كانت قد سقطت شظايا بواسطة غارة جوية جوار منزله، تسببت في اصابات طفيفة لزوجته وابنائه، وحرق جزئي للمنزل.

 

واردف يقول “هذا هو حالنا، اما بما داخل انفسنا لا يمكن وصفه، فقد هجرنا النوم وصرنا نخاف من استقبال المكالمات الهاتفية أو رسائل الواتساب خوفًا من سماع مكروه بشأن شقيقينا، فلم نتذوق طعم الحياه منذ فجر ١٥ ابريل/ نيسان، المشؤوم”.

 

وقال في رسالة الى قائدي الجيش والدعم السريع، إن اوقفا هذه الحرب لأن الخاسر فيها الوطن.

 

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 نيسان/أبريل الجاري، فر آلاف المواطنيين من سكان الخرطوم إلى دول الجوار والولايات الداخلية، في أول عملية نزوح لأهالي الخرطوم التي طالما كانت مركزا لاستقبال الفارين من حروب الهامش.

 

واقتربت الحرب اليوم من الدخول في الأسبوع الرابع دون أن تلوح في الافق أي بوادر حل، وسط تفاقم الازمة الانسانية للمواطنين، فبعد فرار الالاف من جحيم الحرب، لازال هناك الكثير محاصرون داخل منازلهم بالخرطوم، تحت القصف والرصاص.

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)