السبت. نوفمبر 23rd, 2024

من بدأ الحرب وغطى الانقلاب ؟!

إبراهيم عيسى هدل
haddalcom@hotmail.com

الروايات الواهية المتعددة لرموز وقادة مجلس قحت المركزي أكدت على وجود خلافات وتوتر حاد وحشود وتصعيد عسكرية بين الجيش والدعم السريع، حيث جلبت المليشيا عشرات الآلاف من مجنديها بدارفور وبقية الأقاليم وتم توزيعهم بالمعسكرات والبيوت الآمنة والاحياء السكنية المكدسة بالمؤن والعتاد الحربي والأسلحة الثقيلة داخل مدن العاصمة الثلاث وبضواحيها وقد بينت مجريات الحرب استعداد الدعم السريع لهذه المعركة منذ ما قبل التغيير الذي حدث في ١١ أبريل ٢٠١٩م.

لم يطلق الرئيس السابق عمر البشير لقب “حمايتي” على قائد الدعم السريع حميدتي اعتباطا وإنما لحمايته من أي محاولة انقلابية يقوم بها الجيش للإطاحة بنظامه بعد ضعفت الحركات المسلحة وتضاءل تهديدها لسلطته، كانت مليشيا الدعم السريع قد صوبت فوهات بنادقها ومدافعها بميدان الاعتصام نحو القيادة العامة للجيش قبل اسقاط نظام الإنقاذ وما بعده، وما أن ضمن حميدتي منصبا سياديا بالدولة قامت مليشياته بتنفيذ مجزرة فض اعتصام القيادة العامة وكانت بروفات الفض تجري على قدم وساق، فقد تفاجأ الثوار ذات صباح بدخول جنود المليشيا حاملين المكانس بادعاء نظافة ميدان الاعتصام من الاوساخ!! ثم خاطب عبدالرحيم دقلو المعتصمين الرافضين لمسلك جنوده، وتبين لاحقا بأن الاعتصام كان مدعوما بأموال جهات دولية واقليمية مشغلة لحميدتي وبواسطة مستشاره فارس النور، وما أن انتهت مهمة الاعتصام جرى التخلص منه بوحشية اعتذر عنها حميدتي بما مفاده (كويس أن الفض تم في يومه ولو استمر كانت العمارات السمحة دي ما تسكن إلا بالكدايس)!!.

دأبت مليشيا الدعم الصريع على اختلاق المشاكل والفتن المتنقلة بالأقاليم لتبرر توسعها في التجنيد بين القبائل العربية للفصل في النزاعات المستجدة بالأقاليم وارتكب جنودها العديد من المجازر والانتهاكات في دارفور وكردفان وشرق السودان. وكان حجم الحشود المستجلبة للخرطوم منذ بداية عام ٢٠٢٣م يدلل على نيات الدعم السريع المبيتة للانقلاب على الجيش والقيام بعملية عسكرية خاطفة تصفي قيادة الجيش وتستولي على السلطة خلال ساعات، ولكن هذه الخطة باءت بالفشل الذريع لاستبسال حرس القائد العام ورئيس مجلس السيادة بمنزله ببيت الضيافة ونجاة الجنرال البرهان بأعجوبة من الموت المحقق.

وتبدو قصة محاصرة قوة من جيش الكيزان للدعم السريع بالمدينة الرياضية وتبادل إطلاق النار حولها عند الثامنة صباحا رواية كوميدية مضحكة لان اعتقالات بعض قادة الجيش تمت في ساعات الفجر الأولى ووثقت المقاطع التي نشرها أفراد من الدعامة انتشار المليشيا في الرابعة فجرا قبل بزوغ الشمس، كما أن صور الأقمار الصناعية التي بحوزة الوسيطين السعودي والامريكي بجدة أثبتت بدء مليشيا الدعم السريع للهجوم على القيادة العامة للجيش والمطار مبكراً.

لم تكن المناوشات حول المدينة الرياضية تستدعي إصدار المليشيا المتمردة لثلاثة بيانات صباح يوم ١٥ أبريل ٢٠٢٣ تعلن فيها الاستيلاء على القصر الجمهوري ومطاري الخرطوم ومروي والقيادة العامة للجيش ومبنى الإذاعة والتلفزيون إذ لا يمكن تفسير هذه البيانات بغير المحاولة الانقلابية كاملة الأركان والتي يشترك بها شقين عسكري الدعم الصريع بالتعاون مع بعض المتورطين بالقوات المسلحة ممن يسميهم حميدتي شرفاء الجيش، وشق سياسي بمجلس قحت المركزي وقوى الاتفاق الاطاري وما أن فشل الانقلاب وتحولت المعركة لحرب ضروس بولاية الخرطوم طالب الذراع السياسي للدعم السريع بوقف الحرب تحت شغار “لا لحرب” وبمسمى تحالف القوى المدنية لإيقاف الحرب والدفاع عن الديمقراطية!! ونسي بعضهم تصريحاته السابقة الموثقة بأن بديل الاتفاق الاطاري هو الحرب.

اجتماع قادة قحت المركزي مع عبدالرحيم دقلو استمر من منتصف ليل يوم الجمعة 14 أبريل 2023م للساعة الثالثة من صباح السبت 15 أبريل لتنفيذ الانقلاب وبقي جميع القادة على تواصل مع طه عثمان إسحق ــ رئيس الوزراء المرتقب ــ حسب إفادته لمذيع قناة الجزيرة مباشر أحمد طه !!
لذا كان من الطبيعي أن تفقد قحت المركزي وقوى الاتفاق الاطاري السند الشعبي، وعبرت الجماهير عن التفافها حول القوات المسلحة تحت شعار “جيش واحد وشعب واحد” ولفظت كل موال لمليشيات الجنجويد ومتآمر على وطنه بالتماهي مع خطاب الدعم السريع المستند للقوى الاقليمية والدولية التي تريد فرض حظر للطيران الحربي والمدفعية الثقيلة للجيش.

هذه الادوار المشبوهة لتيار سياسي يدعى الانتماء لتراب الوطن ويوالي أعداءه كما سبق في حرب تحرير منطقة “الفشقة” كان مدعي الوطنية يقفون في صف الأحباش تحت شعار “أثيوبيا يا أخت بلادي يا شقيقة”، وفي حرب الخرطوم ساندوا مرتزقة الساحل الأفريقي بتشاد ومالي والنيجر وأفريقيا الوسطى ضد مواطنيهم الذين نهبت بيوتهم واحتلت مستشفياتهم ومرافقهم العامة وسرقت سياراتهم وممتلكاتهم وحرقت أسواقهم، في زمن أصبحت فيه العمالة والخيانة وجهة نظر !!

About Author

 للإنضمام الي إحدي مجموعاتنا علي الواتس اب اضغط علي الروابط

صحيفة السياسي (1)

صحيفة السياسي (2)

صحيفة السياسي (3)

صحيفة السياسي (4)

صحيفة السياسي (5)